نقض التصحيح "التعليم رسالة" / عثمان جدو

-يا أيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم  - تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ***كيما يصح به وأنت سقيم - ابدأ بنفسك فنهها عن غيها ***فإذا انتهت عنه فأنت حكيم - فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى ***بالقول منك ويحصل التسليم - لا تنه عن خلق وتأتي مثله

***عار عليك إذا فعلت عظيم
-متى صار تنسيق الأفكار عيبا ؟ ومتى صار البحث عن الكلمات الدالة عجزا ؟ ومتى أصبح ربط الجمل ببعضها وتسوية صفوف الحروف معرة لغوية؟ ،إن لم يكن هذا النقد ضمن مآخذ أنتزعت من مخيلة ذات طبيعة ضفدعية ، أو أنها مفرزة من نفس حطيئية ؛ ولاغرو في ذالك فصراع الحضارت وحب الظهور والإسراع إلى المجهول حبا في المال و النفوذ ،كلها أمور وجدت صداها في نفوس بعض شبابنا التي لم تحصنها أخلاق البيئة والدرس والمرتع ،تلك الأخلاق التي تعمل عمل الدرع والمجن ؛ بل تزيد على ذلك فتحجب صاحبها عن التهكم على غيره وتشغله في نفسه وتريه عيوبه قبل عيوب غيره ، لكن بحمد الله الجماعة قلة وزيفها لاينخدع به إلا من أصيب بعمى الألوان في الإيمان فغاب عنه إدراك المميز .
إن المتحدث عن التعليم في بلادنا لن يعدم مشاكل عديدة تثري له النقاش وتملأ له ما بين السطور وتجعل حديثة بإسهاب دون اختزال أو قصور، تتفاوت هذه المشكلات وتختلف وتتراتب من شخص إلى آخر .
فبعض الطارقين لهذا الباب يرى أن المشاكل المادية أولوية وبعضهم يرى في المشكلات المعنوية أولوية ، ويحدث التفاوت والاختلاف في ترتيب وحدات كل من المجالين من شخص لآخر ،وطبعا جل الميدانيين والذين لا نتهمهم في حبهم لهذا الوطن ؛ولا يزن أحدهم بريبة هجران المبادئ أو البراءة منها أصلا يرون أن الوضع المادي للمدرس مزر وعليه تترتب سلبيات كبرى ؛يضيق المقام عن حصرها ،ولعل الناظر البسيط لا تخطئ عينه ذلك ؛ وأصحاب البصائر دربهم أخضر وإنصافهم سائد واعترافهم مسموع والتصريح به امتلأت منه الأماكن والمناسبات ،سواء في  الاجتماعات أو عبر المواقع و القنوات .
إن الحديث عن راتب المدرس لا يهدف إلى إختزال المشكلات ولا إلى تذويبها في هذه الجزئية ؛بل الكلام في هذا المجال واضح والقصد منه شريف مهما حاول المتصنعون لذلك من تحريف .
إن أول الإيجابيات المنتظرة من تحسين راتب المدرس هو أداؤه لرسالته النبيلة بأريحية وتفاني وإخلاص ، فالذي يبحث عن بعض المكملات لقوته اليومي لا يستطيع أداء رسالته بنبل . إذا لم يكن الراتب مهم فلماذا يسن تقاضيه أصلا ؟ ولماذا يبحث الكل عن وظيفة أحسن من الأخرى وأكثر أريحية ، لماذا تسن الرواتب للأئمة ،القضاة ،أولياء الأمور ؟ تعمدت ذكر هذه الوظائف لأن أجرها في الأخرة أعظم وهيبتها في الدنيا أكبر ،حالها حال التدريس طبعا قبل أن يطرأ عليه ماطرأ عليه عندنا دون غيرنا.. وسأقدم هذه الإجابة التي لا تكفي طبعا لكل هذه الأسئلة لكنها توضح مدى احترامي واعتزازي بهذه الأمثلة ، إن سبب سن رواتب  للموظفين عموما هو لهدف أداء المهام على الوجه الأكمل وعدم غبن أصحابها من حقوقهم التي يستحقونها مقابل تلك الخدمات التي قاموا بها ، ثم إن زيادة الرواتب وتحسين الأوضاع مادية كانت أو معنوية لهؤلاء أو لغيرهم يهدف إلى أداء العمل على الوجه المطلوب ؛بعيدا عن الرعونة والتقصير وباقي المؤثرات كالرشوة والخيانة وغيرها نسأل الله السلامة والعافية .
ومن الجميل واللائق بمن يتجاهل أهمية الراتب أن لا يتصف بحب المال فمثلا لا ينبغي في مسدي النصائح الواردة في مقال " التصحيح" أن يتشاجر مع زميله وأستاذ لنفس المادة (العلوم) معه في نفس الثانوية على علاوة المنسقية التي لا تتجاوز عشرة ألاف أوقية عندما تم تحويلها إلى زميله الذي يعلوه رتبة (أستاذ ثانوية) بعد أن استفاد هو منها لسنتين قبل ذلك ، وظلت المعضلة قائمة مما استدعى قدوم المدير الجهوي إلى المقاطعة لإنهاء الأزمة، ثم إن هذه الأفكار النبيلة وهذه النزاهة والعفة الملائكية كان من الأحسن أن لا تشاب في بداية هذا العام الدراسي 2014-2015 بعزوف عن التدريس وتضييع لحق التلاميذ وتعريض مستقبلهم للضياع بسبب عدم ترقية هذا الكاتب إلى مدير دروس مع أنة رقي إلى مراقب عام لكن ذلك لم يلبي رغبته ولم يملأ وعاء أطماعه فامتنع عن التدريس حتى تمت تلبية مطامعه واستخدم لذلك ورقة ضغط هي أن أحدهم تم تعيينه مديرا للدروس وهما مشتركان في تاريخ التخرج .
إن المبادئ كنز عظيم ومن حرمه حرم خيرا كثيرا وحري بمسدي النصح أن لا تتقلب مبادئه تقلب الليل والنهار كأن يبيع حزبه بعد أن ظهر به في المجتمع ويتراجع عنه كما تراجع عن شعار الدعوة سابقا ، وعليه بعد هجره لهذا أو ذاك أن لا يكيل للكل الشتائم ،وطبعا(يمشي عن دار ألي مايحرك أزربها).
أظن وأرجو أن أكون خاطئا أن ناصحنا دفع به حب التميز إلى ما ذهب إليه فصار يعيب ما لا يعاب ويخالف الجمع ويغرد خارج السرب ،من باب خالف تعرف ، وأرجوا مخلصا أن لا يقوده ذلك إلى مخالفة المالكية أو التهكم على الطائفة السنية ...

24. فبراير 2015 - 13:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا