مقترحات لجعل "2015" سنة تعليم بالذات (ح2) / عثمان بن جدو

مواصلة لما ورد في أولى الحلقات ؛ومحاولة لتشخيص واقع التعليم وعرض المشكلات ؛وتقديمها للحل مع ترتيب الأولويات، ورجاء للتوفيق في ذاك من مسدد الخطوات؛نبدأ بالصلاة على المصطفى -صلى الله عليه وسلم-متبوعة بالتبريكات.

وبعد فإن ألح المقترحات تلك المترتبة عن أبرز المشكلات؛التي عانى منها التعليم في مامضى ويعاني منها حاضر الأوقات،وأولها في هذا الطرح دون مجاملة أو محاباة ؛تموقع المدارس حسب النزوات ،وافتتاحها في كل القريات ؛دون وجود أبسط الدواعي والمقومات،وكان من أظهر أسباب ذلك في السالف تقديم أحد السادات لمن يليه من الحكام أو الولاة ؛طلبا من أجل مده بمدرسة وما يتبعها من مستلزمات، مقدما له بقرة أو شاة أو دريهمات، وسرعان ما يتم اعتماد الطلب بعد تقديم الطالب لقيمة الذهب..!؛فهذه القربات شقيقة للنفس وكلها محببات.
ولأن هذا النوع من المدارس مع كثرته ؛هو عين الافتراضيات ؛يتم تقدير التلاميذ دون وجود أو سابق ولادات ،وإنما لتبقى مدرسة "آل فلان" بصيتها وذكرها بين الأهالي وعند الإدارات ،وإن تعذر إشباع اللوائح بأسماء من لم يولدوا عيض ذاك بأسماء صغار الأمهات..!! ، وكان لهذا المشهد معين ودافع متين مع تلك النقاط السابقات ،تمثل في زيادة مقدار ما يفد من الكفالات ،إذ الحصة تزيد بزيادة الأعداد وحبك التلفيقات ؛متبوعة بتقديم الإتاوة لموزع الكفالات،أو لمكاسه ؛والحال عم أغلب الولايات.
فصار ينظر إلى عموم أعداد التلاميذ في الإحصائيات بصورة تظلم الواقع وتعيق النجاحات،إذ الراسبين الوطنيين ينضاف إليهم مالفق من تلاميذ الافتراضيات ،وبهذا يصبح عددهم مضاعف مرة أو مرات.
أما وقد تم إغلاق أغلب الكفالات ،أقول والعون بالله رافع الدرجات، أن لهذه الخطوة مابعدها من التغيرات،إذ سينجلي الحق وتتلاشى الأباطيل والتزويرات .
وعلينا بعد ما قيم به من تقليص للكفالات؛ أن نتبع ذاك بتقليص للإدارات، وتجميع للمدارس بعد تجميع القريات،فلا تعليم ولا نجاح يرجى مع قرى مبعثرات،يسجن فيها مدرس أو اثنان أو يبدلون بعقدويات .
فحري برافع الشعارات أن يرفقها بصارم القرارات ،كتجميع القرى وتوفير كل المتطلبات؛من أسواق ومستشفيات؛وآبار ونقاط أمنيات،ثم يفرض هيبة الدولة ويرسخ توجه السلطات ،كي يقنع الآخر ويتجاوز تلك الخرجات الإعلاميات ؛الموصوفة دوما بأنها شعارات لمرحلات مستهلكات منتهيات.
وعلى ذكر العقدويين؛فقد تعمدت التأنيث إذ هو سائد،وأردت التنبيه لأن هؤلاء ظلمهم النقاد وظلمتهم الإدارات،فصار الكل يعيبهم دون طرح حلول أو تقديم مقترحات،إضافة إلى اعتماد الإدارة لهم كأبخس الأشياء في عالم المتاجرات،فصوتك يا أخي كفيل بإلحاقك في لوائح التعاقدات؛أو حصول أخت لك أو عاملة عندكم في البيت على إحدى البطاقات؛ثم تحويلها إلى أقرب المدارس حسب أختيارها لها من بين القريات .
أما والحال هذه ونحن في عام نخصه بالتعليم دون غيره من الأعوام والسنوات؛ونرفع الشعار لإصلاحه ونظهر النيات.
علينا أن نبدأ بتكوين هؤلاء قبل الفوات ونلحق المستحق ونتخلص من المترديات وعديمي المستويات.
وقبل هذا لا بد من إصلاح من هذا تخصصه من الإدارات؛ فإدارة التكوين التي يتطلب عملها الاستمرارفي كل الأوقات، غائبة عن أي نشاط من النشاطات؛ وهي التي يناط بها تكوين هؤلاء مع من يجدون في العمل أو اللغة صعوبات، وطبعا لها ميزانية من أكبر الميزانيات؛ تصرف كل سنة دون تعطيل لكن بعديم إنجازات .
إن مشكل هؤلاء العقدويين والعقدويات لابد له من عدة تكوينات ، وتركيز العناية والشفافية في الاختيارات ، والابتعاد عن صدى التأثير وأعرج التدخلات وسقيم الوساطات.
ثم إنه من بين هذه المقترحات التي يمليها وجود بعض المشكلات ، إحداث قطيعة مع التغطية على التغيبات ،إذ الحالة هذه لها تأثيرها على المستقيمين المداومين في رسمي الأوقات ، فلك أن تتصور وقع هذه الحالات على من يداوم ومعه من لا يحضرون ولا تطالهم العقوبات ، بل يكرمون وتلبى طلباتهم بخصوص  التحويلات، وطبعا تقف خلفهم شخصيات هي مصدر هذه الخرقات.
حالهم كحال المعارين والمختفين في مختلف القطاعات ، وقد تباشرنا خيرا لما أمر وزيرنا الأول بردهم إلى قطاعهم إذ هو الأحوج إليهم دون غيره من القطاعات ، لكن سرعان ما حدثت اتصالات وتدخلات ، أجلت الغبار وأظهرت حقيقة عجز السياسات ؛وكشفت زيف صرامة القرارات ......
يتواصل

3. مارس 2015 - 19:52

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا