مخطوفة أنت أيتها المسكينة / إطول عمر ولد سيدى عالى

من منا معشر الملثمين من لايعرف أنك اختطفت فى ريعان الشباب وأنت ابنت الثمانيه عشرة ربيعا؟ لتكملين هذه الأيام عقدك الرابع إلا ثلاث سنين.فهل سيصحوا الخاطفون ليسلموك إلى أوليائك؟أم أنهم سيذبحونك بعدما أخذوا الفدية من أهلك المساكين؟      

                                                
       استيقظ الموريتانيون صبيحة يوم صائف من عام1978 على مجموعة من الخاطفين تنتزع البلاد تحت قوة السلاحل،حينها أعتبر ذلك حدثا عابرا قاده مخلصون أنقذنوا البلاد والعباد على حد تعبيرالبسطاء من أهل ذلك الزمان،وعلى الرغم مماحصل فإن الجيل الأول من الخاطفين كان أكثر رحمة وتفهما لطبيعة الأرض وأهلها،إذ أن شيئا من التعقل وبعضا من الشهامة ميز هؤلاء  فى تعاملهم مع الفتاة العشرينية،فقد كانوا على الأقل حصنا حصينا بينها وبين من يريدون أن يعبثوا بعفتها ويسطون على شرفها داخل محبسها وفى ظلام زنزانتها... واستمرالحال على ذلك إلى أن جاء منتصف عام2005 ليذيع الخاطفون بلاغا أعلنوا فيه أن إجراءات جديدة ستتم لإطلاق سراح الفتاة...وبعد ذلك بعامين خرجوا على أهل الضحية وطالبوهم بالحضور ليتسلموا السيدة الوديعة أمام الملإ وعلى رؤوس الأشهاد وفى حفل مهيب،وبعد التسلم ـ رغم النواقص التى يعرفها الأهل دون الغيرـ وأثناء قيام أهل الفتاة بإجراء فحوصاتها الطبية للتأكد من سلامتها وبينما كان أحد أفراد أسرتهاـ وهو شيخ وقورـ يمسح دموعها ويدعو الله ويناجيه بأن يحفظها من كل مكروه،إذ انقض عليها أحد الخاطفين الذين كانوا يتخفون فى زاوية من المستشفى،فالتهم جسدها الضعيف الذى لم يتعاف بعد،وقتها خرالشيخ مغشيا عليه من هول مارأى،ثم استفاق وقال:إنالله وإنا إليه راجعون،اللهم لاتهلكنا بذنوبنا ولاذنوب غيرنا ولاذنوب السفهاء منا برحمتك ياأرحم الراحمين،وعاد إلى بيته والدموع تهراق على وجنتيه،راضيا بقضاء الله ومستعيذا به من حال أهل هذا الزمان،وبقيت الفتاة فريسة لخاطف لم يكن كسابقيه،إذ مارس عليها العنف الجسدي والمعنوي بشتى أنواعه وأشكاله،حيث حرمها من حلمها الذى طالما ناحت وولولت وشقت ثوبها لأجله وهو نسيم الحرية والانعتاق من استعباد طال ليله فى زنازين الرعب والخوف،لكن الخاطف لم يكتف بذلك،بل باع ممتلكاتها وذويها فى عملية احتيال هي توأم للإختطاف ـ حتى لايبقى لها مابه تقتات إن هي أطلق سراحها ولا لأهلها مابه يعيشون ليواصلوا النضال فى سبيل تحريرها وعلاجها والدفاع عن كرامتها وعرضها ـ فلك الله ياابنت الكرام،لسان حالك يقول ماقالته هند من قبل:
وماهند إلا مهرة عربية     سليلة أفراس تحللها...                         
فإن ولدت فحلا فلله درها    وإن ولدت بغلا فجاء به...                           
    لاتقلقى..لاتحزنى إن قادوك للمكروه مكرهة،فالله سبحانه وتعالى يقول:(... إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) وأنت كذلك،فك الله أسرك سيدتى.                                                          

6. مارس 2015 - 12:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا