الغلو و التطرف / البشير ولد بي ولد سليمان

أيها المسلم
اذا تحدثت عن محمد صلي الله عليه و سلم فتحدث بوقار واحترام   فانت لا تتحدث عن رجل عادي او صديق او احد معارفك  واذا وقعت علي اثر لرسول الله صلي الله عليه و سلم فتبرك

 منه, واذا أردت  التوسل به حيا او ميتا فلا تترد ( وقد استفادت الامة من رأي موسي عليه السلام و هو ميت منذ مآت السنين  لما اقترح علي رسول الله صلي الله عليه و سلم في رحلة الاسراء و المعراج ان يسأل الله تخفيف الصلاة الي خمس ) , و الكلام هنا موجه لاصحاب الغلو والتشدد وهم يعرفون انفسهم فلا تشدد في ديننا ولا غلو , فديننا دين سمح و نبينا رحمة مهداة .
في المقابل محمد رسول الله صلي الله عليه و سلم ليس إله بل هو انسان مخلوق عاش و مات ودفن في داخل روضته الشريفة صلي الله عليه و سلم بالمدينة المنورة,  فاذا اردت ان تظهرحبك له , فاظهرالحب الصحيح السليم لا الحب الضال الكاذب كالذي وقع فيه بعض المسيحيين مع عيسى عليه السلام , ولا تضفي علي  رسول الله صلي الله عليه و سلم صفاة الله عز وجل , وتجنب االغلو والتصورالخاطئ و ان رسول الله صلي عليه و سلم لم يمت وانه يلتقي بعد وفاته ببعض الاشخاص و يخصهم دون بقية الامة بأدعية و صلوات و أعمال وكذا وكذا... و الكلام هنا موجه لبعض الصوفية وليس كل الصوفية غلاة بل فيهم الصالحون الطيبون الخيرون .
أيها المسلم
• احذر من الغلو و التطرف  و تأكد أن الله غني عنك و عن صلاتك وعبادتك ، واعلم انك لا تعطي لله شيئا عندما تؤدي صلاتك أو صومك أو  ... إنما تعمله لصالحك  فتقيد بما أمرك الله به و بما نهاك عنه تجد صالحك فالله هو خالقك و هو أعلم منك بصالحك.
• لا تخوف الاطفال بلحية كثة متطايرة غير مهذبة ، هذبها و طيبها  كما  كان يفعل المصطفي صلي الله عليه و سلم
ثوبك لا تتركه مسبولا مجرورا مخالفا حد الشرع  و لكن كذلك لا تجعله حد نصف ساقك فانت لست في حلبة مصارعة إنما في شارع حياة  فيه اطفال و مارة فلا تخوف الناس و تعطيهم صورة غير صحيحة عن دينك
• لا تقف في الصلاة مبالغا في تباعد رجليك وكانك حارس مرمي كرة قدم و اركع و اسجد  و ادي حركات صلاتك بشكل طبيعي دون تكلف
لا تجري الي الصلاة أو تدخل المسجد جريا  فالمسجد ليس ملعبا ، بل امشي إليه في وقار و سكينة و ستجد ان شاء الله ما للحضورمن أجر  هكذا علمنا خير البشرية  عليه الصلاة و السلام
• المسواك  : العبرة ليست في قطعة خشب كبيرة تشوص بها اسنانك  ، لا تسوك اسنانك بين المصلين بل خارج المسجد و أدخل في سكينة و احترام و لا تتخطي الرقاب و صف نفسك مرصوصا بالذي يليك  و لا تتدخل في اعوجاج الصف أو استقامته فتلك ليست مسؤوليتك انما مسؤولية الإمام
• لا ترفع صوتك فوق المعتاد بتكبيرة الاحرام اذا كنت مأموما حتي لا يخيل للآخر انك إمام جديد
• السبحة : وسيلة عد تنظيمية  و هي في اليد تذكر حاملها بالذكر و التسبيح  و كل ذلك طيب و مبارك  لكن لا تبالغ في طولها  و زخرفتها و غلاءها و ليكن  القصد منها  دائما هو تنظيم و ضبط عدد التسبيح و الذكر و الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه و سلم
و المسلمون مطالبون بكل ذلك  فكل شيء في ديننا  بحسبان  و دقة و نظام  ، يقول تعالي : "فلولا انه كان من المسبحين  "  كم عدد ذلك التسبيح ؟ الله أعلم ، لكن ثمة أعداد  ، ديننا بحسبان  و حياتنا مبنية علي اعداد و حسابات و كل ما يعين علي تدقيق ذلك لا بأس فيه فالسبحة من هذا الباب طيبة مباركة
• لا تشكك بعقيدة او بدين اخيك المسلم اذا التقيت به لأول مرة فتلك وقاحة و قلة أدب  بل خذه  بحسن الظن و أن عقيدته سليمة  و دينه صحيح هكذا علمنا محمد صلي الله عليه و سلم ان نحسن الظن باخوتنا و بعد التعارف تتبين الامور
• احترم راي الاخر المسلم وتقبل فكرة الاختلاف و الراي الاخر
لا بد من الاعتراف بان هذا الدين و ان كان منطلقه الجزيرة  الا انه ثمة قلاع هامة أخري نصرت دين محمد صلي الله عليه و سلم بمصر الأزهر الشريف ، بتونس جامع زيتونة ،  جامع الكتبية بالمغرب ،  جامع شنقيط بموريتانيا ... و منابر أخري عديدة في الشرق و الغرب في أوروبا في أمريكا في الصين ... و الاسلام دين أممي للكل و ليس حكرا علي العرب , صحيح العزة في العرب وليست تلك عنصرية إنما مشيئة الله فقد جعل الله محمدا عليه الصلاة والسلام عربيا و جعل القرآن بلسان عربي مبين ، تلك مشيئة الله و لا دخل لأحد فيها ، لا بد أيضا من الاعتراف بذلك و الكلام موجه للمسلمين غير العرب و ليبعد كل عن نفسه عقدة العرق و مهما يكن فالجميع بنوا آدم.
لا بد ايضا من رفض فكرة احتكار الدين ، فالإسلام ليس ملكا للوهابية و لا ملكا للسلفية و لا الأشاعرة ولا الصوفية و لا الشيعة حتي يتصرفوا فيه و يوجهوه كل حسب قرائته ,  الإسلام  دين محمد بن عبد الله صلي الله عليه و سلم وحقوقه محفوظة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحده لا يحق لأحد أن يغير فيه و كل ما اصدره و يصدره هؤلاء و هؤلاء من فتاوي واجتهادات تبقي خاصة بأصحابها , أصاب بعضهم في أشياء و أخطأوا في أخري.
وقد تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الكل مسلمين و غير مسلمين بشفقة و رحمة و توفي صلي الله عليه و سلم و درعه مرهونة عند يهودي
والحمية للدين و الغيرة عليه واجبة علي الجميع ، الغيرة  الصحيحة لا غيرة الرياء و التلاعب بأرواح البشر ، فذبح البشر تحدي جريء لخالق البشر.

11. مارس 2015 - 9:50

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا