الأهداف المحتملة للزيارة المرتقبة / الحاج ولد المصطفي

الزيارات الرسمية للرؤساء والوزراء،فرصة كبيرة لتصحيح مسار التنمية ،وتقويم الخطط والسياسات المتبعة ، والرفع من مستوي معيشة السكان وحل مشاكلهم ،لكن ماتشهده ولايات الوطن عامة والشرقية منها خاصة مختلف تماما . فلا تزال تلك الولايات عرضة لتلاعب الأشخاص النفعيين

 المُتاجرين  بخزانها الانتخابي وأصوات شعبها الُمستباحة ، وولائها المُزيف لكل من ينجح في السيطرة علي مقاليد الحكم في نواكشوط  !ومافتئ الرئيس يسرح ويمرح في تلك الولايات دون أن تحمل زياراته الكرنفالية لها أي جديد يذكر! فماجدوي تلك الزيارات المتكررة ؟وماعلاقة هذه بالحوار المرتقب؟
أزفت ساعة الموالين للنظام ،،وحشدوا قوتهم في ولاية الحوض الشرقي في موعد يتجدد كل سنة أو سنتين مع هذا الرئيس منذ 2008م ،وقبله مع آخرين. إنهم في كل مرة يحل فيها رئيس حاكم للبلاد - بأية طريقة كانت- بالولاية ، تشرئب أعناقهم وترتفع أسهمهم ،ويمنون أنفسهم بالمناصب ،والمكاسب المادية من كل نوع ..ويبقي المواطن في الحوض الشرقي حبيس العزلة والتهميش ، وهو صامد خلف ماشيته ،أو في حقله ،وحاضرته العطشى، أو قريته النائية والفقيرة، وهو  يتفرج ، ويترقب..!  
وفي المُقابل ينتظر أفراد "كتيبة الدعم والمساندة"  أن يشاهدهم الرئيس الزائر وهم يتربعون - في غفلة من الوعي والعلم- علي عروش شعبية مهانة ومُعذبة  ويتاجرون بولاء شعب مقهور، وأرض معزولة !!
إن الزيارة الحالية تدخل في سياق اللعب علي عقول البسطاء، والعزف علي أوتار وعود التنمية التي لم يتحقق منها سوي المكافآت الممنوحة للأشخاص المُوالين للنظام..
الحوض الشرقي أو الولاية الأولي في تصنيف الولايات المكونة للجمهورية الإسلامية الموريتانية  ،يحتل موقعا هاما علي حدود جمهورية مالي ويعتبر بوابة تاريخية علي منطقة إفريقية واسعة .
ظلت هذه المنطقة ترتبط بعلاقات تجارية وتاريخية هامة مع منطقة آزواد ، وهي تحتضن ثروة حيوانية هائلة ومناطق رعوية هي الأهم في البلاد بالإضافة إلي مساحات زراعية خصبة، وبحيرات جوفية غير مستغلة، وأودية، وغابات غنية بالثمار ،وثروة طبيعية غير مُستخرجة ،وكثافة سكانية كبيرة ،تعاني الأمية ،والتهميش ،والفقر ،والعزلة، والمرض .
ولم تكترث الأنظمة المُتعاقبة علي حكم البلاد  لتلك الوضعية، بل إنها أغلقت الباب أمام تنميتها من خلال: دعم متنفذين خصوصيين،وتقوية دور أشخاص نفعين ،بنفس الطريقة التي يستخدمها المستعمر الأجنبي في بسط نفوذه ،والسيطرة علي الدول وشعوبها .
إنما يؤشر لمساندة سكان ولاية الحوض الشرقي للنظام القائم هو في الحقيقة: البنية التحية المتهالكة أو غير الموجودة أصلا :من طرق ،ومدارس ،ومستشفيات ،ومساكن حضرية، ومرافق حيوية .وهي ما يعبر بوضوح عن علاقة الشعب بنظامه السياسي. والقيادة الوطنية المخلصة لوطنها هي تلك التي تعتني بالأرض وقاطنتها ومرافقها العمومية ،وليست تلك الأنظمة الطامعة في التأييد والمساندة مهما كانت مفبركة، وغير واقعية ،أو الهاربة من استحقاقات وطنية ملحة  في العاصمة.
يعول الرئيس في زيارته الحالية إلي الحوضين - الشرقي والغربي - علي طائفة - "المستفيدين من مناصب الدولة وممتلكاتها المهدورة" – تبدأ هذه المجموعة بالوزير الأول الأول منذ أُعطِي المنصب للمنحدرين من هذه الولايات (أو واحدة منها بالتحديد) :- الشيخ العافية ولد محمد خونة(آمورج) في عهد معاوية ولد الطايع مرورا ب- ول القيق (ولاتة) ثم – اسغير(النعمة) ومن بعده - ولد محمد لغظف(أزواد)  وانتهاء بالوزير الأول (الخامس) – الحالي :يحي ولد حدمين(دكن). ولكل واحد منهم حاشية وبطانة متخصصة في لعب أدوار تمثيلية علي السكان المحليين ،وهم يوفرون للأنظمة مستوي كبير من دعم الساكنة الإعلامي المزيف ،ويعملون علي الترويج للتعهدات والوعود المُغرية ،ويمتلكون الوسائل المالية الكافية للحشد الجماهيري بمختلف الطرق. ويستغل الرئيس هذه الزيارة لهدفين محتملين:
- الأول: لفت الانتباه عن أزمات البلاد الاقتصادية والمعيشية والسياسية والأمنية وفي مقدمتها:ارتفاع الأسعار وعجز الدولة عن دعم المنمين والمزارعين وتوفير المياه للسكان وماشيتهم ، ومعاناة عمال اسنيم، وخطورة الأوضاع الداخلية لهذه الشركة، وسيناريوهات دفعها إلي الهاوية بغرض بيعها . وملف إيرا والمتعاطفين معها في الأوساط المٌهمشة في الأرياف (آدواب) في الحوضين بصفة خاصة .- الثاني: بتعلق بالحوار مع المعارضة والتوجه المقبل للرئيس نحو مأمورية ثالثة تعد الخزانات الشعبية في الولايتين هما (لحويط لقصير) أي الضامن الرئيسي لها ..وهي أيضا فرصة لاعتلاء منصة خطابية مريحة، لتوجيه الشتائم للمعارضين بهدف تخويفهم ،وإظهار القوة الشعبية الحاضنة له..  

12. مارس 2015 - 9:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا