فتحت الإنترنت صبيحة اليوم، فوجدت المواقع الساخرة تسمي "منصور هادي" رئيس اليمن بابن الهادي، وتتضاحك من تطلعه لأن لا يفوت قطار اسنيم المتوقف شعب بلاده، وهو الذي فاته أو كاد يفوته قطار الربيع العربي، في أحلام عبد الله صالح.
وبصفتي أحد أبناء العوائل المسماة بالهادي، فإنني أرحب بمنصور في عدن الثانية، أرحب به كضيف، أو كهارب محتم ببلادنا، وأطلب منه أن لا يكون هاديا عاديا، فإن فاتته الرسالة والنبوءة، والصحبة، والتابعية، فليكن مسلما دائما وكفاه ذلك، وليعلم أننا لا نريد في أسرتنا حسودا ولا حاقدا ولا من لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ولا من ليست لديه حمية إسلامية للأقربين والمسلمين عموما.
إذا وافق هادي على هذه الشروط، فقد جاءت أباه "الــ" قمرية، فصار من الآن فصاعدا ابن الهادي، وصار منا، ونحن منه، أما إذا كان يريد أن يدخل العائلة وهو يحمل غلا في صدره للأهل والإخوان، ولا يفيد في مواساة الضعفاء، ولا يعين الأقربين، ولا يكاد يرى إلا نفسه، فعائلتنا محرمة عليه، وليس فيها مكان لمنخريه وشدقيه وأخمص قدميه.
وربما جاء هادي في الوقت المناسب، وأنا متوسم فيه الخير، فهو من اليمن، وهي التي قال فيها الصادق الأمين ص: "جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَضْعَفُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٌ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، قِبَل مَطْلَعِ الشَّمْسِ".
أخي منصور منذ أيام صرخت في النت، طالبا من يعيرني قريبا نافذا نافعا، وأنت الآن تنتوي الانضمام للعائلة، بالله عليك هذا عجيب، لكن حذار من أن لا يفوتك قطار اسنيم المتوقف، تعال علمنا معنى الأهل والقرابة والنسب، فلقد استقبلتك عدن هاربا، وجعلتك أميرا، فرج الله عن اليمن.
أخي هادي ألا تخشى من أن تكتشف أن هاديك بلا حاجة للتعريف، فأنتم في اليمن أقحاح العرب، ونحن هنا منا ومنا، فتجد من يثبت من لا شيء نسبه لقبائل العرب، وتجد من يحمل مجلدا دالا على عروبته، وليست فيه سمات العرب، بل هو من أجلاف الصحراء.
وإذا كنت تعودت أن ترحل بين صنعاء وعدن فيهتم بك الناس والأهالي، فهنا لا أحد -في بعضنا- يهتم بأحد.
وإذا كنت لا بد لك من المقدم، فلم لا ترى لك مع "منصور"، فربما وجد لك السياسي جميل/منصور موطئ قدم في عائلته، أو عائلة على شاكلتها، وحينها إن لن تعترف بك العائلة، فقد تجد قوما يكرمون الضيف، ويعدون له القرى، بلى قد تجد التيار الإسلامي برمته، فالإسلام هو أعز الأنساب والأحساب، وقد قال الصحابي الجليل سلمان الفارسي لما اجتمع مع نفر من العرب فسألوه عن نسبه، -حيث يقول هذا: أنا قرشي، وذاك يقول: أنا قيسي، وذاك يقول: أنا تميمي-، فقال هو:
أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ
ولن أكتمك سرا يا أخي هادي، نحن نفكر في الانقلاب على "الـ" التي تطلبها، وربما في أية لحظة سنفر إليكم، فأحاسيسنا ومشاعرنا وقيمنا وأفكارنا تميل إلى قيم أقحاح العرب، وفطاحلتها، وجهابذتها، وأساطينها، وبرامكتها، وحاتمييها، وما لنا صبر على قيم الانحطاط والانبطاح، ولا مقام لنا في شعب أبناء قيافة الحبر الأعظم صاحب الهيكل المتلاشي.
ما لي أراك دخلت في جادة الصواب يا منصور ؟ ... إنني فقط أمازحك، وكنت أكلمك وأنا غائب تماما في زيارة النعمة.