النتائج الأولية لزيارة الولايات الشرقية / الحاج ولد المصطفي

تشهد ولايات الحوضين: الشرقي والغربي –منذ مطلع الشهر الجاري- سلسلة من النشاطات المكثفة واللقاءات والاجتماعات والأعمال المختلفة؛ذات النفع العام والخاص، تصُب كلها في التهيئة  للزيارة الرسمية لرئيس الدولة . وقد تمخضت بالفعل تلك الزيارة عن نتائج كثيرة نستطيع منذ الآن

 رسم ملامحها الأساسية ، ولن يضيف لها وصول الرئيس إلي عين المكان،الشيء الكثير بالقياس علي الزيارات السابقة . فماهي أهم تلك النتائج؟
لعل من الواضح أن الرؤساء في بلادنا يجدون متعة خاصة في زياراتهم إلي الولايات الداخلية،ومرد ذلك إلي عوامل كثيرة أهما : غياب الوعي المدني  لدي السكان المحلين وأسلوبهم في التعاطي مع الشأن العام، ونظرتهم للدولة ،وعلاقتهم بالحاكم منذ عهود الاستعمار وإلي الآن. وهوما يجعل الرؤساء في بلادنا تستمتعون كثيرا بتلك الأجواء الطيبة،والبريئة ،التي تحمل لهم الكثير من التقدير والتبجيل والتعظيم واللامبالاة . وتدفع تلك الظروف بعض الرؤساء إلي الهروب من مشاكل العاصمة ،وتحديات سوء التسيير، والفساد،والأزمات السياسية ،وضغط المعارضين ،والمحتجين وأصحاب المظالم إلي حيث الوسط الطبيعي الهادئ الذي تغيب فيه كل المعارضات، وتستتب فيه الأمور لصالح  مرضاة الحاكم ، وتقدم فيه صورة مشرقة للجمهورية الفاضلة، والحياة السعيدة ...إنها باختصار أسعد لحظات الحكم ،وأكثرها طمأنينة ورخاء تلك التي يقضيها الرئيس في جولة داخل ما أسماء هو نفسه بموريتانيا الأعماق... ولعل أعمق الأعماق هو الحوض الشرقي بمعايير العمق السالفة ..فالجهل والتخلف  ينصب أكبر خيمة له في ربوع البلاد ويملؤها بالباحثين عن فتات الموائد وقليل الفضلات، والمتسولين من أدعياء الثقافة والصحافة والفكر ... 
وإذا كانت تلك بالفعل هي أكثر نتائج الزيارة وضوحا ورسوخا في تاريخ زيارات رؤساء البلاد إلي المناطق الشرقية ،فإن أمورا أخري تحققت هي الأخرى بسبب هذه الزيارة أهمها:
- ترميم مدارج المطارات في جميع النقاط التي ستهبط فيها طائرة الرئيس .
- طلاء جدران المنازل والمحلات والبيوت التي ستقع عليها أعين الرئيس في كل الاتجاهات  في المحطات التي يزورها نهارا .
- تسوية الطرق القليلة التي ستعبرها سيارة الرئيس ذهابا وجيئة
- توفير كميات كبيرة من الملابس الرجالية والنسائية للذين يقبلون الاصطفاف علي جنبات الطرق أمام نظاري الرئيس  
- صرف مبالغ هامة في مشتريات متنوعة: (مشروبات ، لحوم ، سكر ،شاي مأكولات ،أقمشة.. إلخ) من أسواق الولاية أو المقاطعة أو المركز الإداري في الولاية .
- تأجير مئات السيارات العابرة للصحراء وغير العابرة من زبناء محلين أو وطنين وتزويدها بكميات كبيرة من الوقود بالسعر المُرتفع محليا والمُنخفض عالميا.
- رواج كل أصناف التجارة البائرة و انتعاش جيوب المغنين والشعراء والبشمرقة والمعربدين والمتفسخين والمتفسخات .
- زيارة الموظفين السامين في الدولة لأقربائهم ومعارفهم الذين لم يكونوا ليزوروهم لولا هذه الفرصة التي تمنحهم: إذنا مفتوحا ،ونقودا مستباحة، وصلة رحم مقطوعة..
كل ذلك هو ماتحقق بالفعل ويتحقق في كل مرة يزور فيها الرئيس ربوع البلاد ، ولكن أفضل من ذلك قد يتحقق في هذه الزيارة ،لأن وعيا شبابا جديدا بدأ يظهر في الأفق ومن شأنه أن يصحح الأوضاع ويعيد للولاية المضطهدة من أبنائها وحكامها الاعتبار ويجعلها تقف بحزم في وجه الفساد والمفسدين 

15. مارس 2015 - 18:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا