تعود مطالب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" إلى شهر ابريل 2014 وكانت مطالبهم تتلخص فى زيادة للرواتب وخاصة بعد أن شهد عام 2013 طفرة من حيث الإنتاج والتصدير .
لم يجد العمال آذانا صاغية من إدارة الشركة فقرر
العمال على إثرها إضراب 15 دقيقة يوم الثلثاء 29 ابريل من منتصف النهار و30 دقيقة يوم الأربعاء الموالى من منتصف النهار أيضا وعندما لم يجد أي جديد قرر العمال إضراب فاتح مايو واستمر الإضراب حتى 3 مايو حيث تم الإتفاق فى أولى ساعاته حوالي الخامسة صباحا على مذكرة بين النقابيين والشركة تنص على "سلفات"عيد الفطر وعيد الأضحى وزيادة معتبرة ابتداء من بداية عام 2015 وعندها رجع العمال لمزاولة أعمالهم .
وعند حلول الموعد الموعود طلب النقابيون لقاء الإدارة وهو ما رفضته الإدارة رفضا تاما وكان ذالك يوم 25 ديسمبر 2014 ولم يتحصلوا على أي رد مقنع وواصل النقابيون مساعيهم للبحث عن حل وفتح نقاش مع الشركة طيلة شهر يناير ولم يجد أي طارئ .
قام النقابيون إثر ضغوط العمال عليهم بفتح اضراب عام وإثر ذالك قرر النقابيون إضراب 4 ساعات عن العمل يوم 28 يناير ابتداء من الساعة العاشرة صباحا حتى الثانية زوالا بصفة رسمية وسلمية وتمت مشاركة 96,38% من العمال فى هذا الإضراب .
بعد ذالك اجتمع النقابيون مع العمال وطلب وطلب النقابيون من العمال إمهال الشركة 48 ساعة وبعد الكثير من التشنج والتعصب من طرف العمال وافقوا على الطلب .
وبعد هذه المدة التى كان العمال واثقين من عدم جدوائيتها وفور انتهائها قرر العمال الدخول فى إضراب عام وذالك يوم الجمعة الموافق 30 يناير 2015 فى الساعة السادسة مساء وتم الإعلان بشكل رسمى عن إضراب تام ومفتوح لعمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم حتى تلبية جميع مطالبهم .
كانت ليلة الإضراب الأولى مواقفة لليوم الأول لتسلم فرقة أمن الطرق مهامها فى مدينة ازويرات وتم رفع المستوى الأمنى تلك اليلة وكان الحرس والدرك والشرطة وأمن الطرق فى الساحة العامة الرسمية فى ازويرات وكانوا على أهبة الإستعداد ظنا منهم أنه ستكون هناك أعمال شغب أو فوضى وبعد ساعتين تقريبا من مراقبة المعتصمين تم أصدار الأوامر لهم بالتقدم علما أن المعتصمين كانوا يبعدون عنهم حوالي 200 متر .
وكان المعتصمون قد لاذوا بالمكتب الرئيسى للنقابيين فى ازويرات فيما يعرف بـ"اديار البيظ" وقد حاول العسكر استفزاز العمال وأظهروا القنابل المسيلة للدموع ومع ذالك استقبلهم المعتصمون ونساءهم بالتصفيق والزغاريد وإثر هذا الإستقبال الجميل لم يجد العسكر مبررا لتفرقة المعتصمين .
بعد ذالك استدعى الوالى النقابيين واستجاب النقابيون ظنا منهم أنه ستكون هناك تسوية ولكنهم فوجئوا باستفزاز الوالى حيث اشترط عليهم إخلاء أماكنهم وأن يبدأوا إعتصامهم من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة التاسعة والنصف مساء وقبلوا بذالك مع امتعاضهم منه ولكن تضحية منهم فى سبيل عدم الإحتكاك مع السلطات .
وفى صباح اليوم الموالى عند الساعة الثامنة صباحا جاء العمال لبدء اعتصامهم كما نص اتفاقهم بالأمس مع الوالى ولكنهم وجدوا أمامهم السلطات وأنواع الحرس الأمنى لحراسة المنطقة المذكورة "مكتب النقابيين" فاضطروا للمباحثات من جديد مع الوالى وبعد طول انتظار تيسر لهم لقاء الوالى زوالا للبحث من جديد فتم تعديل الوقت وتم الإتفاق من جديد على أن يبدأ الإعتصام فى الساعة 9 صباحا وحتى 11 صباحا ومن الساعة 4 بعد الظهر حتى الساعة 8 مساء أيما مجموعه 6 ساعات من 24 ساعة تضحية منهم فى سبيل عدم الإحتكاك مع السلطات المحلية وبعد تأكد السلطات المحلية من سلمية المضربين ونضجهم ونظرا لأن فيهم كبراء السن والحكماء انسحبت السلطات .
ومن يوم 31 يناير حتى الآن لازال العمال يقفون وقفة رجل واحد بغض النظر عن بعض المستفيدين والذين لايتجاوزون نسبة 3,62% من مجموع العمال وقد ظهر الشلل الإقتصادى جليا على مدينة ازويرات ومع ذالك تضامنت فئات كثيرة مع العمال المعتصمين كــ"التجار" و"التيفاية" و"السلاخَّة" وغيرهم من الفئات وقطاعات الشركة كقطاع المعادن والمياه والكهرباء والتنقيب وغيرهم بنحائر وغيرها من المسائل المادية فضلا عن المسائل المعنوية التى تدل على كرم نفوس أصحابها وعلى مشاعرهم الرقيقة والجياشة ومع اقتراب الإضراب من شهره الثانى ما زال العمال يحدوهم حادى الأمل لتحقيق مطالبهم ورجوعهم إلى أعمالهم غير مبالين بعقوبات الشركة التى مثلت فصل عشرات العمال تجاوزوا 170 عاملا بينهم كاتب السطور فمن تربى على حفر صخور لجرانيت الجوفية لن تجدى معه ثقافة لي الجناح التى أكل عليها الدهر وشرب وأصبحت فى طي النسيان .