تعريفها لغة ففي تاج العروس : ربى الصبي أحسن القيام عليه كان ابنا أو لم يكن حتى فارق الطفولة ويقول محمد إقبال: "هي ذلك المحلول الكيميائي الذي نستطيع منه صناعة كل شيء" أو هي تنشئة الطفل وتكوينه إنسانا في جميع نواحيه المختلفة الصحية والعقلية والأخلاقية والروحية.
وفي ضوء المبادئ التي جاء بها الإسلام نلاحظ أن التعريف الثاني لمحمد إقبال يشير إلى خطورة العملية التربوية وأن الطفل مادة يعمل فيها التوجيه والتعليم كما يعمل المحلول الكيميائي في المادة فتحسن العناية بالتالي:
1- بمن يعلم علما وأخلاقا وسلوكا.
2- المحتوى العلمي (مناسبة المستوى وحسن الاختيار)
التربية الإسلامية بين الضارب القديم والجديد:
أ- التربية الإسلامية في فترة الضارب الواحد:
مكثت التربية الإسلامية في هذه الفترة وهي مادة تكتب في خانات الجداول تتمة للخانات واكتمالا شكليا لتقارير المدرسة فقط، إذ يشعر الطالب بأن هذه المادة لا تشكل شيئا في نجاحه وبالتالي فليست محلا لاهتمامه فالتربية البدنية تساويها وتعوضها وأستاذها هو ذلك الأستاذ الذي إذا غاب لا ينتظر وإذا حضر لا يعتبر وحضوره لا يشكل أهمية وغيابه لا يعتبر أزمة، وتبعا لهذه النظرة الدونية للمادة تأثرا بالضارب (1) حدث جهل الشباب بالشريعة عقيدة وفقها وأصولا وتصورات ووقعت التفسيرات الخاطئة في العالم لبعض المفاهيم الشرعية فانجر عن ذلك مفاسد كثيرة كالتفجيرات والقتل هنا وهناك ، تبعا لتفسير الجهاد تفسيرا خاطئا.
ب- التربية الإسلامية مع الضارب الجديد:
وبعد أن زيد في ضارب التربية الإسلامية بذلك القرار المبارك تنهد الطالب تنهد المستكفي بقوة وأصبح بحكم تحكم المادة في نجاحه يراجع علاقته بالمادة ويسأل عن أستاذها هل سيأتي؟ بعد أن كان لا يسأل عن حضوره ولا غيابه! كما أسلفنا في الفقرة أ، ولا شك أن ذلك سينعكس على التحصيل العلمي للطالب والسلوك الأخلاقي.
ج- كيف نوظف قرار الضارب الجديد للتربية الإسلامية:
ومن أجل الاستفادة من هذا القرار وتوظيفه أحسن توظيف يحسن أن نضع في الحسبان المسائل التالية :
1- تحديد الهدف التربوي من تدريس مادة التربية الإسلامية لأن تحديد الهدف يساعد على وضوح الغاية وتوجيه الجهود وتنسيقها كما يساعد على سهولة التقويم فأي عمل تربوي لا تحديد فيه للهدف يصعب تقويمه والعمل التربوي إذا لم ينتهي بتقويم في ضوء الأهداف المرسومة يعتبر عملا فوضويا لا يقوم على أساس ولا ينتهي إلى نتيجة؛ فالهدف التربوي يجب أن يكون على هدي الدراسة الواعية لحوادث الماضي وأحوال الحاضر ليبنى التصور الصحيح للمستقبل، كما يحسن متابعة دراسة هذه المادة ميدانيا. لمن تسند المادة؟
2- متابعة جداولها الأسبوعية.
3- النظر في المحتوى العلمي وكيف تكون زيادته تبعا لزيادة الضارب الجديد.
4- إشعار المنسقيات الجهوية لمادة التربية الإسلامية بمسئولياتهم تجاه هذه المادة، سواء تعلق الأمر بملاحقة الكتب في أخطائها لتصحيحها أو مراقبة سير العملية التربوية بصورة عامة تنفيذا على الميدان.