ما أسهل أن تموت فى نواكشوط !! / أقرين أمينوه

لنتخيل نواكشوط وقد أختفت من شوارعها عربات الحمير ومكبرات الصوت التى تؤذن فى الناس بالرصيد ، لنتصور  دكاكين العاصمة وقد أقفرت من براميل زيت الطهي البليدة التى توضع قرب ابواب الحوانيت فى الإحياء العشوائية، لنحلم لحظة باختفاء صيدليات الموت التى توزع السموم مع كل

إشراقه شمس ، حتما سنعجز عن التخيل والتصور والحلم بعاصمة موريتانية لامكان فيها لهذا الثلاثي .
قبل سنوات قادني حب الاستكشاف  و البحث عن أسباب انتشار الأدوية المزورة فى موريتانيا الى هذا الحد المميت  ، ساعتها لم يكن قد تحول واقع  السموم الى هذا المستوى الكارثي الذي وصل اليه اليوم  ، كان "تجار الموت" يوزعون بضاعتهم بنوع من  الخجل القاتل ، سلكت دروبا لا توصل الى حقائق ، متاهات مُحكمة الاغلاق والسرية ، توجسُ من كل غريب ، لم أستطع أن أعرف بالتحديد من هو المسؤول عن تجارة الربح السريع والموت الأسرع ،
لاتوجد أرقام دقيقة بحجم الادوية المزورة التى تدخل الى موريتانيا ، لكن الأكيد أنها تدخل ، وتجد طريقها الى مرضى مغلوبين على أمرهم ، يعبونها وكلهم أمل فى الشفاء ؛ و مع ذلك لايُكتب لهم ما أرادوا فى الغالب ، وحين يملون من شرب الحبوب البيضاء والصفراء ، يشعرون بتوعك بسيط ثم يودعون الحياة ، 

16. مارس 2015 - 16:49

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا