لقد حكم ولد الطايع البلاد 20 سنة كان فيها الصالح والطالح، وقد دأب على زيارة المناطق الداخلية في البلاد شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، وامتدحته أفواه الرجال وصاحت حناجرهم بشتى أنواع المدح والترحيب، وقد استقبل من طرف فئات مجتمعنا، لكن الجميع لم يعد ذكره وتناسى مدحه بعد
أن غاب عن السلطة.
اليوم سيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز يزور مناطق الحوضين وحالهم لا يختلف كثيرا عن حال إخوتهم في مناطق البلاد الأخرى أيام ولد الطايع.
صحيح أن سكان الشرق يعانون من العطش، صحيح أنهم يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية وفي البنى التحتية بشكل عام، صحيح أن واقع التعليم صعب هناك مع أن سنة 2015 تم اعتبارها سنة للتعليم.
جاءت زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في وقت يعاني فيه المشهد السياسي من ضبابية كما تشهد الولايات الشمالية حراكا قويا تمثل في إضرابات العمال، تلك الإضرابات التي باتت تنهك الاقتصاد الوطني، كما أن زيارة الرئيس أنهكت الاقتصاد الوطني كذلك، تلك الزيارة التي يرافقه خلالها ثلث أعضاء الحكومة وكذلك ثلث سكان نواكشوط، وكذلك ثلث الداعمين لبرنامج محمد ولد عبد العزيز الانتخابي، إضافة إلى بعض ساكنة الولايات المحاذية لولاية الحوض الشرقي.
تصوروا كيف بالضعفاء والمحرومين والمستضعفين أن يصل صوتهم مع هذا الحجم الكبير من المناصرين والمطبلين والطامعين اللذين اتخذوا مثل هذه المناسبات وسيلة للاستجمام.
ما الفائدة من السلطات المحلية ممثلة في الوالي والحاكم والعمدة إن كانوا لا يوصلون مشاكل المواطنين بأمان إلى ساكن القصر الرمادي ليسعى في حله دون الحاجة إلى تحمل عناء السفر وإنفاق ميزانية قد تكفي لتوفير المياه والكهرباء لمدينة نائية؟
ما الفائدة من إيجاد قوى معارضة ترسم صورة سوداوية معتمة عن حال العباد والبلاد؟
إلى متى وموريتانيا تسخر مواردها الطبيعية التي حباها الله بها للحاكم وحاشيته؟