على الرغم من قَسم رئيس الجمهورية الذي أداه في حفل تنصيب مأموريته الأخيرة ،حيث قال : أُقسم بالله العلي العظيم أن لا أقوم أو أدعم بشكل مباشر أو غير مباشر أية مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى مراجعة الأحكام الدستورية المتعلقة لمأمورية رئيس الجمهورية".
وعلى الرغم من تصريح رئيس الجمهورية أمام الصحافة في مقاطعة انبيكت لحواش والذي قال فيه بالحرف الواحد حسب ما ورد على لسان الزميل عزيز ولد الصوفي .
"سؤال الزميل :(فخامة الرئيس، هل فعلا تنوون تغيير الدستور، وتريدون من هذه الزيارة تعبئة مناصريكم على استفتاء دستوري يعطي للوزير الأول صلاحيات كبيرة، لأنكم أنتم تعتزمون تقلد ذلك المنصب بعد انتهاء مأموريتكم الدستورية الحالية..حسب ما تقول المعارضة
جواب رئيس الجمهورية :
"أولا هذا ليس مكان طرح الأسئلة، وعلى كل حال نحن في زيارة عمل في إطار مأموريتنا الدستورية، ولم نأت للحديث عن استفتاء، ولا نريد تغيير الدستور، فتلك إشاعات لا أساس لها من الصحة، بل إننا سبق وأن رفضنا مقترح لحزب "تواصل" من هذا القبيل..فالهدف من الزيارة هو الاطلاع على هموم المواطنين، ومتابعة المشاريع التنموية الهامة التي تنجز -الآن- في هذه المناطق..".
هذا هو هدف الزيارة، كما أننا رحبنا بالحوار، وهناك مساع حثيثة لإطلاق حوار وطني، وسنلتزم بتطبيق ما سيسفر عنه من نتائج...) انتهى الاستشهاد
على الرغم من هذا كله لا تزال تنتشر شائعات، يحاول أصحابها أن يفرضوا على النظام سيناريوهات لم تكن في الحسبان، ومنها تحويل النظام السياسي في موريتانيا من نظام رئاسي إلى نظام برلماني يكون ذلك عبر استفتاء يعتمد هذا النظام .
وقد ظهرت مقالات أشارت للموضوع بأهمية خاصة ، منها ما كان مشجعا للتعديل ومنها ما كان محذرا منه .
وبغض النظر عن المؤيدين والرافضين للتعديل، وحسب قراءتي المتواضعة للوضعية السياسية الوطنية والدولية فإنني أستبعد تبني النظام لتعديل دستوري ، نظرا لعدة اعتبارات منها :
- أن الدستور وثيقة قانونية غير مقدسة يمكن تعديلها حسب تطور النظام السياسي الذي يعتمد ذلك الدستور ،إلا أن تعديله في ظروف دولية مضطربة وأوضاع اقتصادية عالمية غير ثابتة يعتبر مجازفة .
_أن النظام يُمكن أن يتجاوز الأزمة السياسية دون المساس بالدستور
_أن المنتدى تضمنت وثيقته الأخيرة عدم المساس بالدستور كشرط تمهيدي للحوار المرتقب
وفي الختام فإنني أرى أن على المثقفين الابتعاد عن التفكير في سيناريوهات غامضة ، وخاصة من يؤيد تعديل الدستور لأقول له ،إن الشعوب النامية هي الوحيدة التي لها الحاجة الماسة دون غيرها بتحصين دساتيرها لفترات بل لعقود من الزمن نظرا لهشاشة الأنظمة السياسية فيها .
وفق الله قادة موريتانيا