كنكوصة وموسم الرياح / التراد ولد الإ مام

قبلكم بقليل هدأت الرياح أو ما نسميه حقيقة وليس مجازا "العاصفة"!.
نعم إنها العاصفة، عاصفة تخيلها السكان عاشوها ثلاثين يوما أو تزيد وهي تجر أذيالها وتتشابك خيوطها، عاصفة هزت المباني والنخيل رجت المياه الراكدة بطبعها فتقاذفت الأمواج

 الزوارق وما تحمله.
ظروف طبيعية قاهرة اعتادها السكان ـ في موسم الرياح ـ في ثاني الشهور من التقويم الميلادي موسم ينتظرونه كل عام تهيأو له وأعدو له العدة بما استطاعوا من وسائل بدائية وبمراعاة الطاقة الاستيعابية لزوارقهم البسيطة وكطوق نجاة حتى تمر العاصفة.
تغيرات مناخية تطال المنطقة وتغيرات في المواقف والالتزامات تتخللها حالات طقس تزداد يوما بعد يوم قساوة ورداءة لكنها لم تغير الزمان والمكان ولم تثني السكان عن عاداتهم القديمة والمتجددة ويظلون يعيرون البحيرة جيئة وإيابا تحملهم زوارقهم المتهالكة ويحملون أمتعتهم وهمومهم وأفكارهكم يحدوهم الأمل في الوصول إلى بر الأمان ... إلى مكان عملهم إلى ثانويتهم إلى سوقهم ... في سباق مع الزمن قبل أن تغييب شمس ذلك اليوم قبل أن يحل الظلام ويلتحم بالبحر طوق على طوق.!
لم يكن البحر مظلما يوما ولا موحشا بهذه الدرجة! جميل في الليلة القمراء ما أجمل النجوم في الماء، لكن أعمدة الكهرباء تعكس عليه الظلام ماذا سيحدث لو تواصلت أعمدة الكهرباء حتى اجتازت البحيرة وكان ضوءها يطفو على سطح الماء؟ ماذا كان لو كان هناك جسرا يربط العمل بالمقام.
سيدي الرئيس:
مع حلول الظلام يتوقف العبور إلا في الحالات الطارئة حينها تتعالى الأصوات من بين الأمواج ويكسر الصمت العزيمة والمجداف.
عزيمة لسكان درجوا على التعاطي مع الطبيعة ـ لن تفاجئهم الطباع ـ وتدرجوا مع فصولها.
سكان أدرجت ملفاتهم ومطالبهم في سلة المهملات مع أنهم حملوا وحمَلوا على رفع اللافتات والشعارات في كل مناسبة.
لكل مناسبة حكاية ولكل مقام مقال سيما أننا على مشارف أبريل "نيسان" وما أدريك ما إبريل؟!
ستتبخر مياه البحيرة وتجف بفعل عامل ما أو بصهاريج شريكات الطرق أو تشفطها أنابيب تطوير زراعة البطاطس والبصل.
تجف البحيرة وتتقطع أوصالها برك هنا وبرك هناك، تتبخر آخر البرك لدرجة تموت أغلب الكائنات "الأسماك"، وتهاجر الطيور والحيوانات إلى الدولة المجاورة "مالي" حينها يشفع التطبيع وحسن الجوار .
تجف البحيرة ويرتفع المدى الحراري بسبب عامل الجفاف، وتنضب الآبار لفقد عامل التغذية ويتجدد مشكل العطش.
سيدي الرئيس:
ما ذا لو عمقت البحيرة حينها حتى لا يضيع ماؤها في النهر عن طريق "كاراكورو".
سيدي الرئيس:
إنها الفرصة المناسبة لوضع الحجر الأساس للجسر "صالة" لفك العزلة بين أحياء المدينة (الضفة والمقاطعة).
سيدي الرئيس:
إننا بحاجة إلى زرع الأسماك بدلا من نفوقها، وإلى ترشيد المياه بدلا من ضياعها وإلى إقامة السدود وترميمها.
سيدي الرئيس:
إن النمو الديمغرافي السريع الذي تسجله المنطقة "الحاشية" وضيق اليد لأغلب الأسر والعوائق الطبيعية تقف حائلة دون ولوج أبنائها إلى الدراسة، لذا فإن من مطالبنا بناء إعدادية حتى يتمكن هؤلاء من متابعة دراستهم في سن مبكرة، ما دمنا في سنة خصصت للتعليم.
سيدي الرئيس:
هي مشاكل من بين أخرى تعاني منها المقاطعة إذا ما أخذت بعين الاعتبار وستساهم في دفع عجلة التنمية مادمنا نسعى إلى تنمية مستديمة.

22. مارس 2015 - 11:45

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا