تحلقت أمام التلفاز مثل الجميع أنتظر أن أسمع قرارات تشفع لوطني تخفف عليه قسوة التاريخ والجغرافيا وعقوقه الأبناء لأم بدأت تقترب من عقدها السادس دون أن تشعره بعطف الأبناء
انتظرت وأنا أتابع لقاء رئيس الجمهورية
بالصحافة الوطنية أن أسمع أو أرى خيط أمل ينهي معاناة أسر مشتتين في ربوع الوطن من ولاته وامبود وفصالة همهم الأول والأخير هل انتهت أزمة عمال اسنيم .... وماذا قال الرئيس عنها ..... خاب الأمل
لم تنتهي أزمة اسنيم بل حمل الرئيس العمال المسؤولية وبدا يمثل إدارة الشركة حتي كلمة يتعاطف مع العمال أبى لسانه أن ينطقها كما تكون فما المقصود إذن باللقاء الذي لم يأتي بجديد لا لسنيم ولا لماموني ولا للحوار ولم يقدم ضمانات بعدم المساس بالدستور المتصدع أصلا منذ اصطدامه بعرض الحائط خريف 2008 بل كانت كل أجوبة الرئيس غير مقنعة تماما وطغت أرقام الفساد المذهلة المقدمة من طرف الصحافة على اللقاء
قمتي يفهم سيادة الرئيس أن البلاد أحوج إلى مشاريع تنموية تلامس واقع المحرومين والمطحونين بعيدا عن التشنج وإعطاء الأوامر العسكرية والقرارات الارتجالية والأرقام الفلكية البعيدة كل البعد عن واقع البلاد
وأخيرا أفرخت العنقود بعبارة ( اطفي التلفزة واقطع ذه) التي ستدخل التاريخ مع أخواتها دبابة دبابة وزنكة زنكة وغيرهما
فذاكرة التاريخ تملك قوة الثبات وتفرض نفسها كأمر واقع متجدد يَذكُر للناس أقوالهم وأفعالهم، ويُذكر بها كما هي، يقاس على ذلك أن لكل شخص بضاعته بالتمام والكمال، حيا أو ميتا، هذا ما سيرده التاريخ لكل من تحمل مسؤولية تنفيذية في سبيل تنمية الوطن وخدمة المواطن ، واليقين يتخطى الظن في كل حال ليؤكد أن سجلات التاريخ لا تماطل في كشف حساباتها ولا تجامل في ضبط الوقائع حتى وإن أخذت المحاولات مجراها في التلطيف أو تحسين الصورة، وتلوينها بأسلوب دفن الانهزامية وطي العيوب. النتيجة في هذا المنحى حتما ستنتهي بكل المحاولات إلى عناصر صدئة يسخر منها مقام التاريخ ويهزأ بها.