فليشهد التاريخ، وليرو للأجيال القادمة والأمم، أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم- من عرب وعجم؛ وهي خير أمة أخرجت للناس، عجز أولو أمرها عن حقن دمائها، وحل تناقضات مكوناتها، وتوجيه طاقاتها نحو التنمية والبناء وتحرير أرضها المقدسة المحتلة.. ووجهوا جيوشهم وأسلحتهم،
بعدما دمروا العراق وسوريا وليبيا، إلى تدمير أنفسهم.. وكفى الله اليهود القتال!
عشر دول عربية وإسلامية تجرّد حملة عسكرية "عاصفة وحاسمة" يباركها العلماء والشعراء والمتطفلون، ويطبل لها الإعلام الرخيص. شيء عظيم جدا، وغريب في تاريخنا المعاصر، منذ أن غاب عن الأمة عبد الناصر والأسد الأكبر وفيصل.. ولكن ضد مَن مِنْ أعداء الله والأمة؟ أضد إسرائيل، أم ضد داعش، أم ضدهما معا؟ كلا؛ بل ضد دولة عربية مسلمة، وشعب عربي شقيق وأصيل: اليمن! وبدأ الموت ينتشر والدمار، وكأن أرواح المئات ممن سقطوا في تفجير المسجدين لا تكفي..
فأية رعونة هذه التي تتجلى في هذا السلوك، وأي جنون، ولمصلحة من ترتكب هذه الحماقات السافرة، والفظائع المنكرة؟
وهل يجهل جاهل مهما كان غباؤه، أن ضرب بعضنا ببعض، وإذكاء التناقضات بيننا مهما كان نوعها؛ وخاصة العرقية منها والقبلية والجهوية والفئوية والطائفية، التي كانت مصدر تنوع وتفاعل وغنى وإبداع في عصورنا الذهبية، لا يخدم غير أعدائنا، لأنه يفرقنا ويفشلنا ويذهب ريحنا ويبيح بيضتنا ويفنينا قبل غيرنا، ويذرهم يرثون الأرض وما عليها.
هذه ملة خاطئة وخطيرة ومدانة، ولا تخدم إلا العدو. أولم تسمعوا إعلامهم، وتستمعوا إلى مواقفهم المرحبة؟
أيها الحكام الغافلون،
أوقفواالحرب والعدوان على اليمن، وتحاوروا، وتفاوضوا، وتصالحوا، واتحدوا في سبيل الله وصالح أمتكم. وإلا.. فلا تلومُنَّ إلا أنفسكم؛ فالحرب قد تأتي على القاصي قبل الداني، وتحرق الأخضر واليابس معا.. ولن يركع اليمن إلا لله.