"قل هو من عند أنفسكم" نعم يا ربنا، ولكننا بإذن الله على طريق التوبة والأوبة الجماعية إليك، اللهم ألهم أهل موريتانيا وسائر المسلمين وسكان العالم أجمع العودة إلى الله، غير فاتنين ولا مفتونين.
ولقد تكاثرت ببلادنا الأزمات الظاهرة والباطنة، رغم كثرة الأرزاق أحيانا،
المنزوعة البركة غالبا قدرا من الله وعقوبة، لأن الرزق وإن قل مع البركة، فهو كاف ومفيد ناجع، ويدفع إلى التقوى وخيري الدنيا والآخرة، وهو مصداقا لقوله تعالى: " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض".
اللهم قد أريت "من الرؤيا" ما لم يرى كثير غيري ربما، احتقانا عاما في الأفق، ونعني على أرضية المسرح السياسي الوطني، وأن هذا الاحتقان سيفرج الله من خلاله في هذا الأخ المبتلى بالحكم، المسمى محمد ولد عبد العزيز.
اللهم إشفاقا واحتراما للمصاهرة وأخوة الإسلام الرحمة، لا تنتقم منه بما ظلمنا وتسلط علينا، فقد ظلمنا وأهاننا، رغم إكرام أغلبنا له!.
وظلم من قبلنا ومن بعدنا، الكثير من الناس، وحفن حفنة كبيرة لنفسه وأهله، ثم يتحامل على الآخرين، على نهج يرى القذى في عين أخيه، ولا يرى العصا في عينه.
أجل، سيفرج الله فيه، بإذن الله، مصداقا لتلك الرؤيا وغيرها من المبشرات عند غيري، التي أرجو من الله أن تكون خيرا لنا جميعا دون استثناء، حتى الخارج من اللعبة، وبعض مافياه أو كلها، فلا نقبل إلا أن نتسامح ونتقارب ونتعاون على حاضر ومستقبل موريتانيا، دون رجوع للوراء وسياسة نكء الجراح باستمرار.
رغم أن القصاص متاح ومشروع بصور مختلفة غير مباشرة، لكنه في بعض الحالات الحساسة الخاصة، خصوصا ذات الطابع العمومي، أرجى لبقاء الفتنة من الإطمئنان الذي هو الأصل المقصود ولكل قاعدة شذوذ، وقد يتحول النهي عن المنكر إلى منكر في حالة مخصوصة محددة شرعا على رأي بعض الفقهاء، مثل أن يؤدي تحقيقا ويقينا إلى منكر أكبر منه وأشمل وأعم، وفي باب الاطمئنان والقصاص، شرع الله "لمن أراد التسامي"، وتجاوز الانتقام العادل المشروع، إلى مشروع المصالحة الأوسع، التي تضم من صور القصاص غير المباشر، التعويضات المعنوية والمادية، مثل الإعتذار والمنح، تعويضا للمتضررين، في سياق ثنائي محدود أو جماعي، ولو عن طريق خطة مالية وسياسية تحت رعاية الدولة وأعيان المجتمع.
فيرد الحق لصاحبه، دون المساس المباشر بالفاعل المخطئ، الذي تسبب خطأه الفادح أحيانا، تحت جائحة الغرور بالمال والحكم أو غيرهما من مفاتن الدنيا الخطرة، أقول تسبب خطره في أذى بعض الناس أو أغلبهم ربما.
وإن اتجهت الأمة الموريتانية المباركة الحاذقة، إلى هذه المصالحة المهمة المنقذة، فإني أقول في هذا المقام بصراحة، لقد ظلمت ظلما شديدا مركبا، ولا أقبل التنازل عن حقوقي كاملة، إلا بعض جوانبها، بالكف عن ذكر مصدر الظلم المعروف، من عزيز إلى بوعماتو، أو من حادثتي مع عزيز شهر مايو2006 عبر بعض الضباط المنفذين على الأرض، رغم وجوده في نواكشوط، إلى كل الوقائع والمكائد معه، ضد طبعا، وإن تفرقت أزمنتها وأمكنتها، إلى شكوى بوعماتو إبان ما كتب في العدد47 شهرين فحسب بعد إنقلاب2005، إلى العدد 210 في مايو بعد حادثة الطائرة في نواذيبو "ملف المخدرات المثير وتبييض الأموال المتواصل"، وكانت بداية تلك الشكوى الثانية في أواخر مايو2007، كما قلت بعد صدور العدد210 من جريدة "الأقصى"، وللتذكير عددها اليوم897، وبإختصار إلى كل القضاة الذين يعرفون أنفسهم، والذين حكموا ضدي في الملف، على أساس تهمة مفبركة "الإبلاغ الكاذب" بعيدا عن ماهية النشر وقانونه الخاص وتهمه المعروفة بالسب أو التشهير أو غيره، دون ما الأصول إلى تهمة غير موجودة مثل المذكورة تقتضي الإتصال في إدارة أمنية أو قضائية أو غيرها وإخبارها إخبارا كاذبا أو إبلاغها إبلاغا زائفا، يتم فيه التحقيق والتأكد من كذب ما بلغ به الطرف المتهم، غير لم أبلغ إطلاقا وإنما نشرت فحسب، ومن هنا جاء الظلم عبر التكييف المفبرك المقصود، وصدر الحكم المدين يوم الأربعاء 7 نوفمبر2007، وقد سافرت قبل صدوره بساعات قليلة، إلى دبي الجميلة، حيث غدرني الإماراتيون بعد طلب "الإنتربول" الموريتاني لإنتربول دبي عبر أبوظبي العاصمة، وكانت تسليمي بعدها بسنة وثلاثة وعشرون يوما، وكانت التهمة الأولى أي القذف والتشهير غير التهمة التي أدنت بها ظلما وعدوانا وبسببها صدر الحكم يومها بسنة نافذة 300 مليون أوقية (أكثر من مليون دولار).
وللتذكير أحد هؤلاء القضاة مريض الآن مرضا شديدا، على فراش مكابدة الألم والعياذ بالله!.
ولن أنسى بعض كتاب الضبط وبعض معدي الخبرة الغريبة، التي تسببت في غرامة هي الأخرى، هي الأكبر منذ نشأة الكون، ضد مكتوب أو ملفوظ كتب بأحرف بوجه خاص، فكانت هذه الغرامة هنا في نواكشوط، التي صدرت أولا على يد القاضي صمبو محمد لحبيب، وبدفع من محامي بوعماتو وبعض قضاته المرتشين، واهل "خبرته يبر"، "بالحسانية"، ثم أعيد تأكيدها ومازالت مطروحة على رف مكتب المحكمة العليا، ترغيبا وترهيبا، بوجه خاص، عسى أن يترك صاحبها قول الحق أو ينقص بمقدار أو يهادن ويبايع، ولو بأخذ بعض المال الملوث المقرف، ثم أكدت هذه الغرامة بعد العفو الرئاسي الهش المهدد باستمرار، أو هو –أي التغريم المذكور- الإعدام المعنوي كما ذهب إلى ذلك الأستاذ الجامعي العلوي الشهير الشهم المبدئي الرئيس السابق للهابا إدومو ولد محمد الأمين!.
نعم أكدت من طرف القاضي بمحكمة الإستئناف، بعد صدور العفو الرئاسي بأشهر، ذلك العفو الصادر يوم الأربعاء 8-5-2009، ولي قصة غريبة مع يوم الأربعاء، فقد ولدت فيه بمستشفى أطار المركزي يوم 22-12-1965 بالضبط يوما واحدا قبل رمضان، سبحان الله.
وقد أعاد تلك الغرامة علي بعد العفو الرئاسي، القاضي سليمان جارا، عافاه الله من مرضه، إنني يا ربي عطوف حنون أحيانا، من الحرج أحيانا، وأقوى من الحجر أحيانا أخرى، حسب الاقتضاء والطبع الرباني الآدراري صخرا وصلابة ووفاء، المركوز في تكويني الخاص. وقد يكون ذلك طبيعي في بعض أمزجة بعض مخلوقاتك من البشر أو غيرهم.
اللهم اشف سليمان جارا، فقد وعظته يا ربي وعلمته، إن أراد النوبة والأوبة، وذلك بما يكفيه وكشف ظلمه على رؤوس الأشهاد قبل الآخرة، بعد أن أخذ الرشوة مرارا في ملفي الثقيل حقا دنيويا وأخرويا، اللهم خفف عنه المرض، وأشفه ورده إلى الحق، وأن يطلب مني الإعتذار في الدنيا قبل الآخرة، اللهم آمين.
مثل هذا الملف الغائر في نفسي، أقول ربما أنظر فيه، وبصعوبة، ولوجه الله ومصلحة المجتمع والوطن فحسب، إن توجه أهل موريتانيا إلى مصالحة شاملة، يكون أول المستفيدين منها المظلومون وفي النهاية الظالمون أنفسهم، من باب قوله تعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".
ولا أستثني من هذا العفو المرتقب أخي وقريبي وابن عمي الغالي، الذي أفديه بدمي وأرجو من الله أن أشفع فيه في الدنيا والآخرة معاوية ولد سيد أحمد الطايع حفظه الله، وألهم التوبة والتصالح مع من ظلمهم أو ظلموه وهم كثيرون من الجهتين، العياذ بالله من فتن وخصومات المسؤولية والرئاسة على وجه الخصوص، ونرجو لصهرنا الغالي أن يدخل في ملف المصالحة المرتقبة، رغم ظلمه الشنيع هو الآخر، ونعني طبعا محمد ولد عبد العزيز حفظه الله وهداه إلى التوبة والتصالح مع خصومه الكثيرين في الدنيا قبل الآخرة، وهو حسب المؤشرات القوية والمرائي المتواترة عند الصالحين وأبنائهم وذريتهم، الآفل حكمه -حسب هذه المرائي-، هذا الحكم الظالم المورط للجميع، سابقا وحاليا ولصاحبه نفسه، حفظه الله من ظلمه لنفسه ولغيره في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.
إن الله شرع الإنتقام أو بعبارة قرآنية القصاص، لاطمئنان النفوس المظلومة أولا، وذلك ملح في جميع حالات الظلم، ولذلك كبر مقام المتجاوز عن الظالم المعتدي في الدنيا والآخرة، وكبر مقامه عند الخالق والمخلوقات، أو من يعي منهم، أي من البشر، صعوبة العفو أحيانا.
ففي بعض الحالات المدمرة للنفس تقريبا يحدث ذلك من صعوبة التغاضي عن الظلم ومصدره، ولكن على بوعماتو أن يدفع ماديا، ويعتذر صراحة بالنسبة لي، وقبل موت والدتي أطال الله في عمرها وأنا وحيدها، وإلا لحق هذا الظلم صاحبه "المدعو محمد ولد بوعماتو| وربما غيره ممن استحسنه وساعد عليه بقليل أو كثير!.
قال لي أحد المحامين في الملف لصالح بوعماتو، وقد عفوت عنه، بسبب دفاعه المستمر عن المظلوم المسلم ظلما وعدوانا محمدو ولد صلاحي عجل الله فرجه، هذا المحامي دافع أيضا عن أخي وزميلي حنفي ولد ادهاه، ألهمه الله أبدا طريق الحفظ والأمان والقبول عند الله وعند عباده.
قالي لي هذا المحامي المعروف: "عبد الفتاح نتسامح كما قلت، لكنني سأعطيك معلومة حساسة خطيرة، لقد حدث في ملفك الكثير من الرشاوي ضدك"!.
إن ولد أبتي رغم بعض أخطائه وهذا طبيعي، رجل حقوقي يكره الظلم أصلا، ولو شرب من مورده الممنوع أحيانا أو أكل من جيفته اضطرارا لا غير، كما أرجو له عند الله وعند الناس، من باب إحسان الظن، لأنه باختصار قامة كبيرة، ولكن ربنا قال في أكل الجيفة إضطرارا مثل الجيفة المعنوية الممثلة في هذا المقام في ملف التعهد لصالح ولد بوعماتو ضد صحفي أعزل، أو هو صحفي إسما وإنتماءا إن شئت على الأقل: "فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه".
اللهم آمين، لا إثم عليه، إن شاء الله، ولكن المحامين أحيانا، مثل بعض الزملاء تبعا لمن يدفع أكثر، لا من هو اقرب من الحق وقد لا يكون هذا أوانه أو بيئته المناسبة الملائمة جوا ومناخا وشروطا.
وعودا على السياق، أقول: والاطمئنان عبر القصاص ليس للنفوس المعنية بمرارة الظلم ، وإنما حين يتم القصاص في حدود بعيدة عن تصفية الحسابات المباشرة، قد يتعدى هذا الإطمئنان وتتوسع دائرته، فتستقر السفينة، أي سفينة المجتمع والدولة تمثيلا، وبالمثال يتضح المقال.
أما ما دام المظلوم يجأر بالدعاء، أنينا وبكاء وشكوى في عمق الليل البهيم، الساتر الهادئ، فقد لا يكون هدوءه مطلقا، فقد تنام عين الظالم، وعين المظلوم حائرة زائغة مفتوحة بسبب المعاناة والتوجع داخل سجنه، أو حتى داخل بيته بعد عقود طويلة من الإفراج عنه جسما فحسب، دون تعويض الحقوق المعنوية والمادية.
سبحان الله، ما أمر الظلم!.
اللهم سلم معاوية مما فعل بالزنوج وبعض الإسلاميين ومحمدو ولد صلاحي الذي توفيت والدته ولم تراه، منذ خرجته الغامضة الظالمة إلى أبعد الحدود، حسب المعلومات المتوفرة عند أكبر مصادر الخبر، على الأقل في هذا البلد.
أجل، حين ترد المظالم ولو جزئيا، قد تبدأ تدريجيا، أقول بدقة وعن قصد، تدريجيا، السفينة العائمة المضطربة الهائجة المائجة تعود إلى شاطئ أمانها، ربما بإذن الله وإن شاء الله.
إننا بحاجة للتصالح الواسع المقصود، ابتغاء لوجه الله، وللعافية الدنيوية والأخروية، وما ذلك على الله بعزيز، اللهم آمين.
والآن في هذه اللحظات وقت كتابة هذه السطور، ربما تتوجه الأزمات إلى أفق مسدود مفتوح بإذن الله، رحمة بهذه الأرض وعباد الله القاطنين فيها إن شاء الله.
نعم الأفق مسدود -ما دام بإذن الله- عزيز على دفة الحكم، لأن الإشارات الربانية، تؤكد أن كأس ظلمه وأنانيته وعناده فاض وزاد ، وحان له الرحيل باختصار أو الترحيل إن رفضه إختيارا.
ومفتوح أي المسرح السياسي والأفق المحلي القاتم المقلق، بسبب الاحتقان.
نعم مفتوح حين يخرج الظالم المغرور بالامتحان والابتلاء العابر، من دائرة النفوذ الكاذب الاختباري فحسب، وما علم البعض أن كل هذا منوط بإرادة رب العالمين، امتحانا فعلا واختبارا بليغا عميقا، متنوع الآيات والدلائل والعبر، لا يفكر فيه غالبا، إلا ذو حظ عظيم، من الخوف من الله والتأمل الهادف الجاد، المفيد أخلاقيا وروحيا وإيمانيا وعلميا ودنيويا وأخرويا.
اجتهدوا يا أهل موريتانيا في العودة الكاملة إلى ربكم، ودينه السمح الخاتم الحنيف، الإسلام، عبر التمسك والإستمساك الشديد المقصود بعروة الله الوثقى وطريق محجة نبيه وسنته البيضاء، صلى الله عليه وسلم، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
اللهم سلم، اللهم سلم.
أنتم مقبلون على قلاقل عابرة مخلصة بإذن الله من الظالم وحكمه وجماعته تقريبا، أي الجماعة السياسية المتورطة طبعا، وليس جماعة أخرى، قد يفهمها الغلاة، الصيادون في المياه العكرة المتحركة، في أي اتجاه، دون حساب وقت الموج العاتي المخيف.
اللهم سلم، وصالح وسدد وقارب العرش العظيم يا رب العظيم، يا أكرم الأكرمين، حتى الذين ظلموا أنفسهم، من مختلف المشارب والمستويات، لكنهم تابوا إليك وأجمعوا، أن لا خلاص من موج هذه الفتنة الظاهرة عند البعض، المستورة عن الأغلب، ممن لا يفهم ولا يحس إلا البديهيات والمسلمات القريبة، بل إنه أحيانا لا يهمه بديهي أو مستعصي من الشأن العمومي على السواء، وإنما تهمه النزوة والأبنية الشاهقة الفاتنة، وهو غارق لا يهمه أمرا عموميا إطلاقا، قال صلى الله عليه وسلم: "من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
إننا بحاجة ماسة إلى خطة سريعة، تطرح للتشاور مبكرا، عبر الحوار أو غيره، للتخلص الطوعي أو التكتيكي السلمي، من هذه الورطة العميقة، بعيدا عن خسائر ربما أكبر وأكثر، لا قدر الله، قد تفضي إلى فتنة عمياء، أشمل وأعقد، وربما لا قدر الله غير قابلة للحلحلة والمخارج الأمنة، رغم نسبيتها عموما.
اللهم سلم...سلم، قال الله عز وجل: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.