العلاقات الموريتانية السعودية: تـقــوية الجـسـور / حمود ولد أحمد سالم ولد محمد راره

قام فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد عبد العزيز بزيارة للملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (حفظه الله).
وقد يكون هذا أمرا طبيعياً حينما يقوم شقيق عربي بدعوة شقيق آخر لزيارة تسعي إلي تعميق العلاقات بين شعبين عربيين تربطهما

 علاقات القربى والدين والتبادل الثقافي والعطاء. لكن اللافت في الأمر أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية راعية الديار الاسلامية وخادمة الأمة الاسلامية جمعاء خصصت لرئيس الجمهورية استقبالا خاصا وذي دلالة كبيرة. وهو يحمل في حد ذاته أكثر من رسالة ذات مغزى عميق.
صحيح أن المملكة العربية السعودية عودتنا كمسلمين أولا وأشقاء ثانيا علي حسن الرعاية والاستقبال وكرم الضيافة وهذا أمر طبيعي لكونه سجية لدي أشقائنا في المملكة بيد أن الإحاطة بالعناية الفائقة واللقاءات المكثفة مع الشخصيات السامية وفي مجالات مختلفة وعلي أصعد متعددة يعطي رسالة قوية ومؤشراً واضحا بأن عرى العلاقات بين البلدين قوية وضاربة في القدم وأنها ستتعزز وتتطور بحول الله في قادم الأيام.
كلنا نتذكر الزيارة التي قام بها الأستاذ المختار ولد داداه للملكة أيام المرحوم فيصل بن عبد العزيز غفر لهما الله وأسكنهما فسيح جنانه كيف كان مستوي الحفاوة بل الأهم من ذالك النتائج الكبيرة التي تمخضت عنها.
واليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه ليقول إن العلاقات السعودية الموريتانية أصيلة متأصلة ثابتة الأصل وقوية البناء. ها هو الخلف يعيد ما أسسه السلف ، يقوون جسر التواصل الذي بناه الأسلاف في سبعينيات القرن المنصرم ضمن رؤية جديدة تأخذ في عين الاعتبار المصالح المشتركة وما يمليه الظرف.
لقد جدد خادم الحرمين الشريفين  الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس محمد ولد عبد العزيز تصميمهما علي أن تظل هذه العلاقة شامخة متينة بَرًا بنهج سلفيهما وخدمة لشعبيهما وتأسيسا لعهد جديد يضفي الديناميكية المطلوبة والتي يجب أن تظل قائمة تحكم هذه العلاقات.
لقد مكنت هذه الزيارة الأشقاء من استعراض مختلف أوجه التعاون والتباحث في أنجع السبل لتوطيدها خدمة للشعبين.
إن العهد الجديد الذي دشنة في الجمهورية الاسلامية الموريتانية الرئيس محمد ولد عبد العزيز وبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التأسيس له في المملكة العربية السعودية من الانفتاح علي العالم ككل والعالم الاسلامي والعربي بشكل أخص هو ما تطمح له الشعوب العربية والتي تحن الي رؤية  نفسها صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا والاصطفاف وراء قادتها ليكونا لهم ظهيرا ومواجهة التحديات بتوحد وتكاتف وانسجام.
لقد استبشر الشعبين بهذا النهج  الذي يحمل أملا جديدا يعيد إلي الشعوب الاطمئنان وثقتها بأن من بين قادتها من يحمل هم الأمة ويسهر علي تحقيق طموحاتها ويسعي جاهدا إلي إعادة ترميم جسور التواصل القديمة لتأمين عبور هذه الشعوب  الي بر الأمان ويفتح المستقبل الآمن لأجيالنا القادمة.
                                   

12. أبريل 2015 - 0:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا