لماذا ولاية لعصابه في وسط الزيارة ؟ / غالي بن الصغير

لا مراء أنّ الرّئيس في ولاية لعصابه شقّ طرقا ؛ وشيّد مرافقا ؛ بعضها أنجز وبعضها الآخر ما زال طور الإنجاز ؛ ووظّف لها أبناء ؛ بل له أيادي أكثر من هذا بكثير .
لكن علينا أن نتساءل هل هذا هو ما يرضي هذه الولاية؟ ؛

 التي هي أكبر ولاية بعد عاصمة الوطن من حيث كثافة السكان ؛ ومن أوفر المدن حظا لموقعها الاستراتيجي ؛ وفيها أشهر الوعود السياسية لمسعود ؛ في إحدى حملاته بنقل العاصمة إليها ؛لعلّه كان يدغدغ مشاعر أهلها بسبب مخزونها الانتخابي ؛وهي الولاية الوحيدة في وطننا الحبيب التي يتعايش فيها أنواع إثنيات المجتمع الموريتاني منذ القدم .
ولاية لعصابة لا يرضيها الفتات من المال العام وإن كان من حقّها .
ولاية لعصابه جرفها التهميش في إدارة القرار السياسي للدولة؛ ومن تستهويه الحجج فلن يحتاج إلى عناء كبير في استخراجها :
فأين هي وزارة السيادة التي يديرونها ؟؛ وأين هي السّنة التي احتفوا بها ؛ لأنّ (لقاء الشعب) في أكنافها؟؛ وأين هي السّنة التي سعدوا بها ؛لانّ حملة الرآسة أذّنت بين نوافذها؟؛و حتى في زيارة التفقد والاطلاع فولاية لعصابه سوف تجدها في الوسط ؛ إن لم تكن مؤخرة في ذيلها.
قد يقول مجادل هذا لا يهمّ ؛ ولا يدلّ على تهميش ؛ لكنّنا نردّ عليه ؛ بأنّ الخرجات الإعلامية للرؤساء ؛ وإظهار الحفاوة منهم بأماكن معيّنة ؛ والأولوية في جولاتهم التفقدية ؛ والتوظيف السياسي في مفاصل القرار ؛ ليست عبثية ؛ولا ألعاب بهلوانية؛ وإنّما يراد منهم رسائل بشرى لتلك البقاع ـ على الأقلّ ـ ضد العزلة والتهميش ؛ والغفران عن ما تقدم من ذنبهم وما تأخر .
لكن الذي يتحمّل وزر التهميش في القرار السياسي بعد النظام؛وله عبء كبير منه فوق عاتقه ؛ هم هؤلاء الوجهاء الذين يرضون بالدنيّة في أخذ كلّ حق؛ ويتنابذون في كلّ قضية ؛ويختِمون كلّ شيء بطابع قبلي . حضرت مهرجانا ثقافيا ؛ كاد التلاسن فيه أن يوقع ما لا تحمد عقباه ؛ بسبب صاحب الربط ؛ الذي كان يريد التعريف ببعض هامات ولاية لعصابه ؛فصرخ في وجهه بعضهم غضبانا أسفا على تقديم فلان على علان في الإشادة و التعريف ؛ وهم كلّ يستحقون البداءة؛ فأين المفر يا صاحب الربط؟.
يأيها الوجهاء كفى استخفافا ؛ وليسجل لكم التاريخ صولة مضرية ؛ تكن في كفات حسناتكم ؛ وتجردوا من ذواتكم ساعة ؛ وواجهوا الرئيس بلسان واحد : لا نريد فتاتا ؛ وإنّما نريد مشاريع عملاقة ؛ كمشروع (اظهر) لسقاية ساكنتنا ؛وتوظيفا سياسيا يليق بحجمنا؛ ما لكم لا تقولها ؛ أتريدون وظيفة البواب والسكرتير ؛ و وزارة الإعلام التي تذود عن مثالب النظام ؛( فلا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله ).
فرحم الله الرئيس السابق المصطفى ول محمد السالك و أحمد ول أبو سيف ؛ وآخرون كان لهم شأن في هذا المقام

19. أبريل 2015 - 0:12

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا