سرعان ما يكتشف المتتبع للساحة الثقافية والاجتماعية في موريتانيا أن وسائل الإلحاد والعنصرية وسائل غير طبيعية وكانت مدخلا دخل منه من أعد العدة لهدم هذا المجتمع المسلم والمسالم كما ان من يلاحظ خطابهما المتدني أخلاقيا يتبين من حقيقة منطلقهما كأداة موحدة صنعت من طرف
متخصص في هدم المجتمعات استطاع توجية الشباب إلى نخبة المجتمع والعنصريين إلى عامته.
فعندما ننظر إلى موجة الإلحاد الذي شهدته موريتانيا مؤخرا نجد أن أغلب أدواته شبابا ما زالوا في ريعان شبابهم سواء منهم من ظهر ومن هو في الميدان مازال في أطواره الأولى يحارب على قدر مستواه الثقافي لكن بصماته تظل جلية من خلال استهتاره بقيم مجتمعه المسلم بعبارات نمطية موغلة في الاستفزاز بألفاظ خادشة للحياء ومخالفة لقيم المجتمع الموريتاني وغايتهم من ذلك أن يجدوا من يستنكر ما كتبوا وتلك فرصتهم الوحيدة لأن يكونوا بعد أن لم يكونوا شيئا ، وللأسف الشديد فإنك تجد أحيانا من يرد عليهم ويدخل معهم في متاهات النقاش دون أن يستبين حقيقة هدفهم ودون أن يعرف أن نجاح محاوره حصل بمجر الرد عليه. ، وبمرور الأيام تتسع دائرة أصدقاءه فينتقل من طور التخفي وراء إسم مستعار على أحد المواقع الإجتماعية بمجرد أن يحصل من بين هؤلاء الأصدقاء على من تكفيه سذاجتهم وبراءتهم وبداوتهم ليشكل حوله هالة تكفيه ليظهر صاحب رأي بغض النظر عن خطورته رأيه على المجتمع وسرعان ما ينال اهتمام باقي وسائل الإعلام المتسابقة إلى عنصر الإثارة ومنهم من يخفي سلاحه إلى أن تطأ قدماه أرضا يأمن أهلها وما أمنهم أباءه ولا أجداده من قبلُ فينفث سمومه على عرضه وأرضه مقابل جواز سفر أجنبي ضحى من أجله بدينه ووطنه وأهله ، وهنا تتضح قليلا تلك الدائرة المظلمة ليظهر التعاطف بين العنصرية والإلحاد فتتناثر الأسئلة العنصرية وكأنها تعزيزات يتطلبها ميدان المعركة فتلبس الجريمة ثوبا جديدا ولو تبرء الوالد من ابنه الملحد وطالب بقتله. !!!
وبما أن الدين الإسلامي من أهم وسائل تماسك هذا المجتمع فإن من يهاجمونه هم من يحملون راية الفتنة إلى جانب كل الحركات العنصرية التي تتحاشى في بعض الأحيان المساس بالدين لأن ذلك يعني نهايتها كما علمتها التجربة وكما يملي لها فنيو المشروع الخبيث ، وإن كانت تلك الحركات من أخطر أعداء الدين كما تظهره تدوينات المنتمين إليها تلك التدوينات التي لا تقل إساءة عن تدوينات الملحدين ، ولأنها تستهدف العامة فإنها تركز على تشويه سمعة العلماء والفقهاء حتى لا يُقتدى بهم ، فضلا عن زرع الضغائن والأحقاد بهدف تشتيت اللحمة الوطنية مستفيدين من هامش الحرية وبراءة العامة وعدم فهم الكثير منا لمشروعهم الماسوني الخبيث .
هي إذن آلية ممنهجة بوسيلتي الإلحاد والعنصرية لهدفين هما النخبة والعامة لغاية لاتخدم في النهاية أي موريتاني حتى الذين تم استغلالهم لاشعال النار.
وهو ما يستوجب الإنتباه الرسمي لهذه الوضعية ووضع برامج ثقافية للتوعية الإجتماعية ضد هذين الوجهين وتوضيح حقيقتهما للرأي العام تخصيص ميزانية من مال الدولة لذلك الهدف وسن تشريعات قانونية تختص في تجريم مثل هذه الظواهر.