حتى لا يصطاد المتربصون! / أحمد حيمدان

قرأت العديد من التعليقات المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية على حادث "الاعتداء اللفظي" الذي تعرض له الرئيس أحمد ولد داداه بالأمس، من قبل بعض نشطاء حركة إيرا العنصرية، خلال مشاركته في "مسيرة الحقوق السياسية والاقتصادية

 والاجتماعية للحراطين، ضمن موريتانيا الموحدة".

ومما أثار انتباهي محاولة بعض المواقع المحسوبة على الأمن –والتي كانت بالأمس القريب تنال من الرئيس أحمد ولد داداه-، النيل من الميثاقيين، وانجرار بعض النشطاء والمدونين إلى تلك الدعايات المغرضة ضد قادة رأي وطنيين يشهد لهم الجميع بنبذ العنصرية ونتهاج وسائل النضال السلمية الراقية..

ما لا يعلمه كثيرون ولم تنشره هذه المواقع أن المناضل الوقور ببكر ولد مسعود كاد يخرج عن وقاره في التعامل مع هؤلاء المدسوسين، الذين لا يخفى على متفطن كونهم جاءوا في مهمة أمنية، تهدف لإفشال حدث وطني لا يختلف وطنيان على أهميته، بعد أن حاولوا إفشاله في العام الماضي بمقاطعته ودعوة الموريتانيين لمقاطعته!

أما ولد داداه فلن يضره كلام هؤلاء لأنه تعرض لما هو أهول منه، فلم يزده إلى إصرار وعزيمة على إكمال مشوارٍ نضالي قال عنه ذات محاكمة في واد الناقة: "لقد كنت أعمل في البنك الدولي ومنظمات اقتصادية دولية عديدة وكنت أتقاضى راتبا يزيد على ما قيمته أربعة ملايين من الأوقية، وكنت قبل ذلك قد أجبرت على مغادرة وطني، لكن بعد ظهور أزمة التصفية العرقية ضد أبناء وطني الزنوج دون محاكمة، أحسست أن وطني العزيز يواجه خطرا حقيقيا، وعلى التحرك لإنقاذه... حينها قررت التنازل عن تلك الوضعية المريحة، وعدت إلى البلد وبدأت مشواري السياسي...."

ومن عاشروا الرجل خلال مشواره النضالي يعرفون أن هدفه الأول كان وما يزال رفع الظلم عن الفئات المهمشة من هذا المجتمع، التي لطالما روجت مخابرات الأنظمة العسكرية لسعيه إلى تغليبها على "البظيان" حسب دعاياتهم السخيفة.... إذا ولد داداه ليس بحاجة للدفاع عنه فتاريخه ومواقفه المشهودة -في أيام الجمر وقبل أن تصبح هذه القضايا سلعة للبيع والشراء- تدافع عنه!

أما قادة الميثاق فقد سارعوا لزيارة الرئيس ولد داداه رغم أنهم لا يتحملون مسؤولية ما جرى ورغم أن ولد داداه لم يعتبر أن في الأمر إساءة له فقد قال لمجموعة من الشباب زارته بعد الحادث "أنه يتفهم أنين من عاشوا تحت نير العبودية ومرارة التهميش والغبن، وأن ما جرى لا يعدو كونه صرخة مظلوم في وجه من يظن أنه جلاده "..

إذا لا داعي لتحميل الميثاقيين ما لا يتحملون مسؤوليته ولا داعي للترويج لأبواق النظام التي عملت وتعمل على تحريف الأنظار عن كل حدث وطني، بغية لفتها عن واقع شعب مهمش وتصوير الضحية التي تعاني الغبن والإقصاء والتهميش على أنها جلاد ووحش لا مناص من القضاء عليه!

2. مايو 2015 - 15:27

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا