الحوار آخر الدواء / المصطفي ابراهيم امين

تم يوم السبت الماضي18 ابريل أول لقاء بين طرفي الحوار متمثلين في الوزير الامين العام ولجنة المنتدي المكلفة بالحوار وذلك بعد فترة صمت سبقها  إجماع  للطبقتين السياسية والثقافية  ـ ظهر في وسائل الاعلام ـ علي أهمية وضرورة الحوار وكونه اسلوبا حضاريا راقيا للتفاهم وحل المشكلات 

 وقد تجد من يبالغ فيجعله مثل الهواء والماء للإنسان  أو هو من ذلك أهم , كما سبقها إجماع قل أن يحدث  بين الموالاة والمعارضة علي وصف  الحوار بمحامده ما علموا منها وما سمعوا و ما لم يعلموا  ولم يسمعوا  ولن تعدم في تلك الفترة  ضيفا من الموالاة أو من المعارضة  علي الشاشة الصغيرة يقول ملء شدقيه نحن في المعارضة أو في الموالاة ـ إن كان مواليا ـ نتبنى الحوار كخيار وهو منهجنا وأسلوبنا الوحيد وإن الإخوة في المعارضة أو في الموالاة  هم من يقف حجر عقبة في سبيل الحوار
وفي خضم هذا الاجماع  المنقطع النظير  قد يخفي علي البعض أن هناك ما هو أفضل من الحوار وأن الحوار لا يأتي إلا بعد أزمات وأنه يؤثر سلبا علي المسيرة الاقتصادية والمنظومة  القانونية للبلد وأن أمة تعتمد علي الحوار لن تبرح مكانها  وأنه ليس أفضل إلا من الانقلابات أو الثورات ، فالحوارإنقلاب من حيث كونه يهد م ما قبله ولا يتيح الفرصة للتراكمية التي هي ميزة أساسية للعمل البشري الناجح ذلك أن الأفضل حقا  للأمة أن تكون هناك  سلطة تشريعية وتنفيذية منتخبة لفترة زمنية محددة تسير البلاد علي أساس القوانين التي تسهر السلطة القضائية  المستقلة علي  التنفيذ الصحيح لها  وفي الحالات التي توجد فيها أزمات أمنية واقتصادية وقانونية وأخيرا سياسية إذ الأزمات  السياسية من طبيعة الديمقراطية , في هذه الحالات يكون الحوار أفضل لأنه سيقود إلي مخرج وسيؤدى إلي وضع أسس ينطلق منها الجميع ويبني عليها تطور البلد المستقبلي  لكن يجب أن تكون الاوضاع وصلت حدا أسوأ من   الصفر لأن الحوار قد يعيد الدولة إلى الصفر فقد تتوقف المشاريع خاصة إذا أدي الحوار إلي تنظيم انتخابات سابقة لأوانها أما إذا كان من ضمن بنوده  حكومة الإتلاف أو الحكومة المؤقتة  فسنكون أمام حلقة فارغة من تاريخ الدولة   
نعم لا أحد ينكر أن الحوار وسيلة حضارية لحل المشاكل وأنه يؤدى إلي الخوض في كنه المسائل المتحاور حولها عن طريق محاولة كل طرف إظهار مساوئ رأي الطرف الآخر ومحاسن رأيه وبالتالي التوصل إلى الأصوب والاصلح  كما لايخفي أنه  لابد منه لوضع أسس الدولة السليمة المبنية علي الرؤية المستقبلية وأنه بمثابة الاساس لكن هل نريد لبلدنا أن لا يتخطى الأساس ؟
نعم إذن للحوار عند وجود الازمات الحادة لكن على أن نعترف ونحن نتحاور بما يلي :
1ـ أنه لا يمكن عند كل حوار أن ننطلق من الصفر بل إنه علينا أن نبني علي ما حققنا
2ـ أن نبتعد ـ ونحن نتحاور لوضع أسس سليمة لدولتنا ـ عن المصالح الفردية الضيقة وأن نضع نصب أعيننا أنه كلما ضاق الافق كلما اتسع الخلاف
3ـ أن يكون حرصنا علي تطبيق ما نتفق عليه أشد من حرصنا علي الاتفاق وذالك عن طريق وضع خطة شاملة متكاملة تتصور كل العقبات وتقترح لها الحلول المناسبة قبل وقوعها 
4 ـ أن نسد باب الحوارات في المستقبل ونجرمها تماما كما جرمنا الانقلابات أو علي الاقل نعتبرها آخر الدواء    

4. مايو 2015 - 9:56

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا