انتصارات الشعب الموريتاني تشوش على معارضي مشروع البناء والتغيير/ جعفر محمود

كلما ظهرت ملامح الالتحام بين جماهير الشعب الموريتاني وبين الرئيس القائد محمد ولد عبد العزيز ..يخرج أعداء المشروع الوطني على الناس بإفك كبير سعيا في تشتيت إلتحام المواطنين بقائدهم ..هذه المرة وبعد أن فشل نقل فوضى الصيف العربي ، وبعد أن فشلت نخب التصعيد

في ركوب الموجة الدينية والإنتصار للمصحف ، وبعد العجز عن اللعب بملف اضراب العمال .. أستحدثت نخب التوريط المشكلة بين موريتانيا والجزائر ، وبدأت تحمل النظام الموريتاني _صانع الدبلوماسية الحديثة ورائد انتصارات العلم الوطني في كل المحافل الإفريقية والعربية والدولية _مسؤولية التفريط في العلاقات الموريتانية ، والإساءة للعلاقات التاريخية للموريتانين مع الأشقاء ودول الجوار.
هذه الموجة الثالثة من العجز لن تحقق جديدا ولن تضيف أي انتصار لمتزعميها ، والباحثين عبرها عن نقاط سياسية ، حجزها المواطنون عن وعي وقصد لقائد مسيرة التغيير ومشروع البناء وقائد موريتانيا الجديدة ، هذه الموجة لن تنجح مع الموريتانيين العارفين بتفاصيل التاريخ والممسكين بعظام الجغرافيا والمصرين على الحياة تحت الشمس ، والفاهمين عميقا ماذا تعني الجزائر وماذا تعني موريتانيا ، وماذا يعني الملف الشائك في المنطقة وكيف تتقن موريتانيا ممارسة دورها الأخوي بين الإخوة لحظات الغضب ولحظات الخلاف وغياب الحكمة ، وتتقن كيف تمارس سيادة قرارها الحر ، وكيف ترفض أن تنحاز لطرف على حساب طرف ،وكيف ترفض توريطها واستغلالها لغير مصلحة المنطقة ومصلحة الشعب الموريتاني ومستقبل أجياله .
لن تستطيع هذه الحملة من التطاول على السيادة الموريتانية وعلى خيار الدبلوماسية الذي أختطه قائد المشروع الوطني الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، أن تحقق هدفها الظاهر وهو التشويش على الإرادة الوطنية وتعقيد الموقف الدبلوماسي الأخير وتحميله فوق طاقته ، وخلق أزمة وهمية بين الدولة الموريتانية والشقيقة الكبرى الجزائر ، كما لن يحقق هدفه الخفي والغير معلن ، وهو ضرب التلاحم الشعبي بين الجماهير الموريتانية وقائد مسيرة البناء ، والذي ظهر جليا في الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس لأعماق الوطن ، متفقدا بحس الزعيم وعطف الوالد ومسؤولية الراعي كل المشاريع وكل السياسات التنموية التي تطلق كل لحظة في شتى مناكب الوطن ونواحيه .
هذا التلاحم ،أصاب معارضات المناصب والمصالح وورثة بيروقراطيات النهب والفساد بمناخوليا أفقدتهم صوابهم واضعفت مستوى الفهم السياسي لديهم ، فلم تعد الوقائع على الأرض محل الإختلاف والإحتكام بقدر ما أصبح الخيال والوهم الرافد الأساسي لخطاب هؤلاء المعزولين عن الواقع والمحاصرين بالحيرة والعجز وخذلان الجماهير وتشتت الناس .
فأنتج خيالهم الصراع الموريتاني المغربي ، وأخيرا الصراع الموريتاني الجزائري ، والمقصد من كل هذا أن يقال للمواطن الموريتاني وللرأي العام الوطني أن النظام الموريتاني بقيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، يفسد علاقات موريتانيا مع جوارها ويورطها في الازمات السياسية والدبلوماسية ، لكن الواقع والأحداث تثبت عكس هذا وتؤكد كذبه ، فالدبلوماسية الموريتانية التي وصلت في عهد الرئيس ولد عبد العزيز لذروة مجدها وذروة عطائها وتوجت ذلك برئاسة الإتحاد الافريقي ، في مأمورية من أكثر المأموريات تعقيدا وصراعات اقليمية ودولية ، وكانت موريتانيا حاضرة كوسيط في كل النزاعات العربية والافريقية ، واكدت نجاحها الأكبر من خلال تزعمها لبناء طوق اقليمي يحارب الارهاب ويواجه الجريمة المنظمة في شريط الساحل وفي المنطقة ، هذه الإنتصارات لاتسمح لقول مخالف ان يسمع ، وتكرير القول بخلاف موريتاني جزائري أو مغربي هو إفلاس سياسي وإفلاس خطابي وإفلاس أخلاقي ، موريتانيا دولة قوية بجيوبها الإستراتيجية وبإنتماءاتها العميقة في المغرب وفي الجزائر وفي الجنوب الإفريقي ، ومهما حدث من خلاف لن تكون موريتانيا إلا وفية لتاريخها ووفية لجغرافيتها ووفية لتاريخ علمائها ومجاهديها موحدي المنطقة وناشري ثقافة الإسلام في كل اصقاعها .
إن هذا المستوى من النزول في الخطاب، وخلق مشكل خارجي لتغذية الأجندة السياسية والخطابية هو دليل على العجز والفشل عن تحصيل ثغرة في الملفات الوطنية وفي السياسات المحلية الموجهة للشعب ، والتي لامست مختلف مناحي الحياة ، ولن يكون النجاح حليف هذه الخطوة كما لم يكن حليف الأولى.

5. مايو 2015 - 0:13

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا