منذ بعض الوقت، ومنذو إنشاء ما يسمى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وهي تشهد قدرا لا يستهان به من التمييز المقصود، من قبل بعض أطر اترارزة، ضد أطر سائر اهل موريتانيا، ويكاد يكون تعايشهم مع بعض الزنوج أكثر وأسهل من تعايشهم، مع كافة اهل موريتانيا تقريبا، ومن الغريب
أن هذا التوجه الجهوي البغيض الحقيقي، لمن يريد التعبير الصريح عن الواقع القائم، يزداد ولا ينقص.
وبالنسبة لنا معشر الصحفيين، نعيش منه قدرا مؤلما لا يحتمل، يأخذ أشكالا وصورا متعددة، ويعمدون لجعل بعض الدمى في الواجهة من إنتماء جهوي مغاير، ولكن التأثير الغالب الأهم، يبقى دائما بين أيديهم، في شأن هذا الوسط الإعلامي الحساس، الذي يدعى إسما لا واقعا، الإعلام المستقل!.
ومع مرور الوقت يضطر البعض من مثلي، ولا غيري ربما، لنقصان الشجاعة الأدبية المتوازنة، للتعبير الصريح الكامل عن هذا الغمط البين الظالم الطافح المسيئ.
لقد علت الأصوات عندما سجن زميلي وأخي وقريبي الشهم حنفي ولد ادهاه، وعندما أخبرته ما حصل البارحة، قال لي ذكاء لم يتضامنوا معي، وإنما فعل ساستهم بعض ذلك، قلت له أنا ما تضامن معي إلا لماما، لا صحافتهم "التروزية" ولا ساستهم المتكاثرة ما شاء الله!.
يا اهل القبله أتحسبوننا حجرا لا يحس، إنما تفعلون سيؤدي إلى حرب أهلية حقيقية أو إنفصال وإنشطار حقيقي على أرض الواقع، إن لم تراجعوا حساباتكم.
عندما تأخذ مصورة زميل من اهل القبله في الطب "المستشفى"، تزبدون وتحركون الساكن الإعلامي من كل حدب وصوب، بكثير من الأخبار وبيانات نقابات "لخروطي" الجهوية بحق.
وفي المقابل عندما يهددني "عالي" ولد علوات بالقتل الصريح عبر جواله، لا تخرجون أي بيان مندد بما حصل.
سبحان الله، ما أشد ظلمكم للمهنة وغمطكم لوقائع التاريخ.
لقد سجل التاريخ أن موريتانيا، فترة من الوقت كان يؤثر في إعلامها عدد غالب من انتماء جهوي "تروزي"، لكنه لا ينصف الأكثرية المسحوقة من الصحفيين، من غير أهل القبلة.
هذا حقيقي واقعي، لكنه مقرف ومهين، لمعنى المواطنة والتي يفترض أن تساوي بين كافة المنتمين لهذا القطاع، المغبون أهله، من غير القبلة!.
يا صحافة الجهة قبل الوطن، لقد ظلمتمونا ظلما بينا، فقد كنت أطالع في موقع تقدمي الألكتروني قبل ساعات بيانا عن ما يسمى مبادرة الصحفيين الشباب، وهم طبعا محكومون من الذيل والأمام على السواء بنفس المنطق القبلي الضيق، فراح يعدد بيان هؤلاء الشباب الكهول في الواقع، بعض الإعتداءات على بعض الزملاء، لكنهم بدل الاهتمام بالتهديد والقتل، أعلوا بعض الاعتداءات الأخرى ذات الطابع المهم والخطير أحيانا، لكن بعضه أقل خطورة وأولوية مما حصل معي يوم الجمعة17 -4-2015.
هل أهملت هذه الحالة من التهديد، لأنني في نظر البعض لست صحفيا، لماذا تحتكرون هذه الصفة وتعطونها بالمجان لمن لا يستحقها أحيانا، لا تضحية ولا كفاءة، أم لأنني شريف من "اسماسيد" المستهدفين، بشكل مقبول طبيعي لدى الجميع تقريبا؟!.
ويقول بعضكم من أنصار معاوية، وهذا يكفي في نظركم لتجاوز تهديدي الصريح بالقتل من طرف عالي ولد علوات، "كابتين الفيافي"، والذي تجرأ علي، فحمل هاتفه في وجهي وهددني بالقتل، عبر مكالمة مسجلة تلقائيا لدى "موريتل"!.
وكأن هذا الطيب الذكر، عند بعض زملائي، وليس كلهم طبعا!.
ألا سحقا لصحافة الجهة والحقد والمعايير المزدوجة المشينة المكشوفة.
لكن بعضكم لا يستحي!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا لم تستح فأصنع ما شئت".
وفي رواية لأبي داوود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة، إذا لم تستح، فأصنع ما شئت".
ربما ليس لقلة الحياء فحسب، وإنما الكبر، واعتقاد بعضهم، أنهم شعب الله المختار.
الحمد لله الذي إختار وإختبر بعضكم بالناموس و"تلمايت" أحيانا، وعدم الوضوح وضعف العهد وحسد أهل موريتانيا أجمعين تقريبا، والتكبر على من سواكم!.
هذا المذهب الذي يمارسه خصوصا بعض مثقفيكم، أو على الأصح أدعياء الثقافة والصحافة والحصافة عندكم، لن يستقيم ولن يسكت عليه بقية أهل موريتانيا بإذن الله، ولا حل إلا تفكيك البلد على هيئته الحالية، وإبدالها بالنظام الفدرالي، أو أكثر من ذلك إن لزم، إعادة النظر في مسار تصرفاتكم المهين، المكرس للجهوية، حتى في القطاع الخاص.
في مصرف اهل نويكظ "البنك الوطني لموريتانيا" -على سبيل المثال لا الحصر- يحاول شخص مركزي يعمل فيه بمستوى مدير ذي وزن، وهو من أهل القبلة أن يصفي منه بعض عناصر اسماسيد، وخصوصا المتدربين والمتدربات منهم، رغم الكفاءة والأخلاق!.
هذا الشخص يسمى عبد الله، وهو مدير معروف من أصل تروزي!.
لا يدخل أحدكم مغارة تأثير، إلا وحاول الاستئثار بها لجهته، أو الزنوج، وما سواهم من اهل موريتانيا، إذن في نظركم "بدون" على غرار التجربة الكويتية؟!.
يا أهل القبلة، استمعوا إما أن تراجعوا أنفسكم من هذه اللوثة الجهوية البغيضة التي يصر عليها بعضكم إصرارا، وتقلبون وتغطون أسلوبها.
فكلما اكتشف أسلوب سابق، حاولتم أن تبدلوه بآخر أكثر فجاجة أحيانا، أو أكثر تسترا وغموضا حسب الإقتضاء!.
فإن لم تراجعوا أنفسكم، فلا حاجة لنا بموريتانيا الحالية، وسنطالب بإقامة دولة مستقلة من اطويله 40 كلم من نواكشوط إلى بقية موريتانيا شمالا، ونضم إليها الدولة الصحراوية إن سمح لها بالاستقلال، وإن قبلت هذا الضم طبعا.
والإستقلال حقها المشروع، مع التفاهم مع الجار المغربي الشقيق للقبول بالحق الطبيعي للصحراويين العرب الأحرار الأقحاح، ولتسمى هذه الدولة العربية الإسلامية الجديدة: "شمال موريتانيا والصحراء".
فربما هي الحل الوحيد، إن دفعنا إليه دفعا، ووقتها قد تكون هي الأفق الوحيد المتاح.
وأعلن هنا ضرورة الانتباه إلى فشل أي مشروع يحكمه الغبن والتمييز الجهوي البغيض المتعمد!.
على أن تفتح أبواب دولة وشمال موريتانيا والصحراء، لكل موريتاني دون تمييز، يقبل الانتماء إليها بشرط إظهار كل دلائل هجر التمييز الجهوي "القبلوي البغيض"، الذي طالما عانى منه الجميع في هذا البلد، سوى بعض الزنوج!.
وشريحة "لحراطين" وجميع بقية اهل موريتانيا، كلهم متضرر، وحتى بعض أهل القبلة أنفسهم، خصوصا طبقة العرب، لأن هذا السوء يقوده زوايا "القبلة" بصورة تكبرية خبيثة وسهلة الاكتشاف.
لا أنتم أفضل منا ولا أعقل، وإنما بعضكم أحقد وأقل استعدادا للتعايش والسعة، والعياذ بالله.
صبرنا وصبرنا، ولكنكم ما أنتم بمنتهين عن الكبر، والجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.
وحاولتم الهيمنة على القبلة باسم الدين، مثالا حرب "شربب"، ففشلتم.
واليوم بعد إهانة، قرابة ستين سنة، أهل موريتانيا في جميع قطاعات الدولة المعاصرة، وخصوصا قطاع السياسة والصحافة، ها أنتم تمهدون عن قصد لتصفية معنوية عميقة، لأهل موريتانيا من هذا المشروع الفاشل العاجز: "الجمهورية الإسلامية الموريتانية".
أما اهل الشرق فانصحهم بإعلان الالتحاق بدولة شمال موريتانيا والصحراء، تمهيدا لإعلان بعض زوايا القبلة الاستسلام الثاني الجاد، بعد الاستسلام الأول إثر حرب "شربب"، فتستقل موريتانيا حقيقة.
ولتصبح موريتانيا دولة "زاكره" من الجهوية والعرقية والمحسوبية والأنانية، وبعمق صحراوي عربي مفيد وضروري جدا وبشكل ملح، وهو ربما صمام الأمان الأساسي للسلامة من سم بعض زوايا القبلة، حتى لا يعودوا إلى جاهليتهم التمييزية المتعمدة، والتي دجنوا بها بعض ساسة وصحافة اهل موريتانيا المتآمر على كرامتهم وحريتهم وشرفهم بامتياز ودهاء نادر، نافذ للأسف البالغ! لكنه سيوقف عند حده قريبا بإذن الله.
"الرجاله فـاغماده" إن شاء الله.
البارحة بمناسبة العيد الزائف لحرية الصحافة في موريتانيا في "موري سانتر" فرضت الكلام والتدخل بعد حرماني منه رسميا، وعبرت عن بعض هذا لا كله.
وسأعود للموضوع مفصلا إن شاء الله، وللواقعة المثيرة الثورية المهمة المسالمة المتوازنة، والتي حصلت مساء الأحد 3 مايو2015، بالشهود والحضور الواسع، لله الحمد والمنة.
بالمكان المذكور، عند الطابق الرابع من المركز المصرح باسمه.
بينت وطرحت الموضوع عسى أن تقبل بسلم الأكثرية المغبونة، خصوصا في القطاع الإعلامي والسياسي.
فالمظلومون تعودوا على التدجين، وضمن الخطة المحكمة، لم يعد المظلومون أنفسهم يقبلون قول بعض الحق.
لكنهم قالوا، ضمن استيراتيجية التواري التكتيكي إثر حرب شربب يتعمد أيضا أصحاب هذا النفوذ المغلوبون سابقا، تسريب بعض الأدبيات المدروسة المعدة بوجه بوسطهم الخاص!،.
مثل قولهم "الكذب احرام"، والحق لا يقال.
إذا لم يقل الحق، فماذا بقي من شرع الله، أيها المهزومون المعقدون!
إن تطبيق شرع الله، مهم وواجب والجهاد في سبيله أمر مشروع مبدئيا، بغض النظر عن الملابسات الخاصة بحرب "شربب"، ولكن عندما تقع الهزيمة بين أطراف مسلمة كلها، ينبغي محاولة التكيف الإيجابي مع المحصلة المرة، وليس العودة لساحة الحرب والنفوذ والانتقام من "اترارزة" ذاتها، وموريتانيا كلها، بسبب آلام وآثار هذه الحرب اتراجيدية الغامضة، الثقيلة الملف دنيويا وأخرويا في الماضي والحاضر والمستقبل، بالنسبة لموريتانيا كلها.
قال جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الساكت عن الحق شيطان أخرس، أي أبكم منعقد اللسان عن قول الحق.
وربما ما عقد ألسنة بعضنا عن قول الحق، سوى الكبر والهزيمة التي قدرها الله لحكمته، حتى لا تباد أطراف أخرى بإسم الدين، والدين ربما براء.
والله أعلم.
عافاكم الله وهداكم للتتلمذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي بسيرته العطرة.
فلا دين إلا دينه بعد بعثته صلى الله عليه وسلم.
والساكت فعلا عن الحق شيطان أخرس، وليس سوى ذلك.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإنه الصادق المصدوق.
اللهم ما من صواب فمن الله، وما من خطإ فمني.
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.