رد الرئيس على شكاوي المواطنين في الداخل: يرونه بعيدا ونريه قريبا / محمد يحيي ولد العبقري

لا مراء في الأهمية الكبرى للزيارات التي يؤدي رأس الدولة داخل ولايات الوطن إذ من المنتظر أن تتم الاستفادة من عديد المشاريع المنفذة والتي يتم وضع حجرها الأساس.
لا جدال بعد اليوم في ان البلد بات ورشة وانه  تجب المحافظة 

علي ما تم والتخطيط للمزيد-ان حصل ذلك فالوطن علي موعد غير بعيد مع النمو والنماء والاكتشافات الاخيرة تعزز ذلك.
أوجه كثيرة متعلقة بما اصطلح على تسميته التنمية المستدامة : التعليم ، الصحة وتشيد البني التحتية على جميع الأصعدة ، الاقتصادية الاجتماعية والثقافية إلخ –عرفت تطورا لافتا.
إن اطلاع قائد الأمة على مشاكل ومشاغل الرعية بعيدا عن المألوف من الاحتفالات المسرحية والسهرات الليلية أمر بالغ الدلالة به تتم  القطيعة شيئا فشيئا مع ممارسات ماضية يعتقد أـن لا نفع فيها اللهم ما كان من وقع نفسي للأغاني والشعر المتكلف جدا في سمر لهو.
إن الزيارات الحالية رغم عدم الدقة في التنظيم خاصة في المطارات وطرق الترحاب, فوائدها لا تحصى : صلة الرحم والسماح لرئيس البلاد بالتعرف على كل شيء من دون وسيط يزيد أو ينقص في الخبر ما يشاء مشافهة أو كتابة.
وتوحي المعطيات بأن قائد البلاد سيباشر المتاعب والنواقص في البني التحتية سواء منها المعدوم أصلا أو الذي تم دون مراعاة أبسط الشروط الفنية وسيصدر الأوامر بالتعامل مع كل ذلك .
وتفتح الزيارة أيضا الفرصة للذين غلبوا على أمرهم ولديهم مسائل ظلم وتجاوز عصية مباشرة الرئيس وهو ولي الأمر فيطرحون عليه تلك القضايا.
كثيرا ما يكون ذلك عبر رسائل يمسكها البرتكول-وهذا أمر طبيعي - لتقديمها فيما بعد للرئيس لأنها إنما  أعدت لتدرس وتم استلامها لنفس الغرض .
أما المحبذ فهو تدارس تلك الشكاوى المطروحة والملحة مباشرة بعد الاستراحة من تعب السفر ومصافحة المستقبلين ، يتم ذلك بالتشاور مع القيمين على القطاعات المرافقين للرئيس وهم بدورهم وبتوجيه منه يقترحون الحلول المناسبة وعند الاقتضاء استدعاء مقدمي الرسائل والشكاوي لمزيد من التفصيل والتنوير في مواضيع حال تبين اختلاط الأمور.
كل هذا بعد التمحيص والدراسة المعمقة إذ نعلم أن المظالم وإن كان أغلبها يرفع عن حق فمنها ما لا يكون مؤسسا يخلط سما بدسم.
تلك الغربلة تعصم من الزلل وترجع الحقوق وتبين الًزبد والنافع هذا إذا سلمت الأجواء من الضغط وإصدار التأويلات باتجاه نعت الشاكي بالمشاغب المعارض والإصرار علي التعتيم.
وإذا طغت الأمور العامة على برامج الرئيس وكان عامل الوقت محسوبا ، فالتفكير منصب على أن الرئيس وبعد العودة إلى نواكشوط سيبادر مع معاونيه إلى تصفح كامل بريد الزيارة على أن يمحضه كل قطاع النصح بالاجتهاد في الردود المناسبة على المواطنين الظانين    خيرا بالرئيس الذي بمكافحته للفساد والذود عن حوزة البلاد حاز ثقة الشعب .
إن العدل قسمته سهلة إذ ليس بها فواصل ولا مربعات ولا دلاتاهات ولا أقواس وقد علمتنا التجربة  أن الموريتانيين ولما يرون التوجه الحازم من الحاكم في إحقاق الحق يتبارون في الامتثال ولا يقدرون أبدا  علي الذهاب في الاتجاه المعاكس.
أحذر اليوم من الالتفاف علي شكاوى المواطنين المسلمة لرئيسهم في فرصة نادرة أتاحها لهم فاغتنموها بهدوء وأسلوب حضاري رصين واثقين لسلامة طرحهم من نتائجها وعدم تعرضها للكيد.
وكنت في مقال سابق حذرت من استفادة القاعدين من عمل الناشطين المخلصين بتكلفة يسيرة : تحريف مراسلة او شراؤها أو بالشطارة.
وقديما كانت الشطارة تدل علي الذكاء و تحصيل العلم أما اليوم وبطفرة ما فتعني استغلال جهود الغير و الاستحواذ على الحق العام من دون مبرر أخلاقي أو شرعي .
ويعلق المواطن وقد أخذ قسطا من حرارة الشمس وزمهرير الفصل وتكلف ما قدر عليه من مال الله لأجل استقبال أعز ضيف ، كثيرا من الأمل بل الأمل كله على أن الرئيس سيقوم بدراسة ذلك البريد ويصدر بشأنه الأوامر اللازمة لمن يهمهم الأمر وأما متى سيتم ذلك ؟ فإنهم يرونه بعيدا ونريه قريبا.
والعجب العجاب أن هذه المشاكل التي يطرح المواطنون علي رئيسهم مردها في الغالب تصرف الذين اودعهم ثقته ليساعدوا علي بناء الدولة وتقوية عودها لا أن يتسببوا في خلق الأزمات ,انهم غير مدركين لمسؤولياتهم في عون ولي المر وتذليل الصعاب لتتنزل السكينة ويعم الأمان ,ان عدم تفهمهم لذلك يتأتى من:
-السفه في ادارة الشأن العام
-العجز الفكري عن تحقيق ما وكل اليهم وبدلا من الاعتذار وإتاحة الفرصة لآخرين ومصارحة الرئيس يرون أن الحل في التأزم وتحميله لفرقاء مصطنعين فما أبعدهم حقا عن مراد قائد الأمة الذي من جهة يعمل علي تحصين الأمة  كي لا تحل قارعة ومن جهة يجتهد في حل ما أمكن من معضلات لو روعي في قرارات معاونيه نبل رسالتهم ما كان ما كان .
لئن كان البعض يعتقد أن تلك المظالم وقد رفعت إلى أعلا هرم وقرب حساب أهلها ستتقادم مع الزمن و تنسى فالمواطنون المظلومون لثقتهم بالرئيس يجزمون أنه سيتابعها و يطلع عليها يوم جمعة أو الاثنين أو الخميس في شهر ما من أشهر الله الحرم وقد دنت أو بعدها وقد تدفع به الأمور إلى استدعاء المعنيين للاستزادة من التوضيح كما قد يصدر قرارات مباشرة برد الحقوق لأهلها خدمة للعدل الذي قامت به السماوات.
مع رجاء الخير للجميع.
الحلقة المقبلة : سيناريوهات الرد على رسائل المواطنين                

8. مايو 2015 - 11:45

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا