جيل العدل وموسم الأخوة / شيخاني ولد الشيخ ولد محمد يحي

في واقع انطلت الحياة فيه بطابع من الإنكفاء علي الذات وتدفقت خيوط الجاذبية إلي الأنا السفلية فارضة التنافر مع الآخر يصبح العدل فرضا عينيا وضرورة حيوية يوازي في أهميته الوظائف البيولوجية .
للأمر بالغ الأهمية وفيه عاجل الحاجة حتي  لكأنه في وضعية قمة ما تكون من الطوارئ .

فلو شبهنا مجتمعنا المحلي اليوم ودولتنا بجسم بشري لقلنا إنه يفقتد عنصرا هاما في تكوينه لا يستطيع أن تستقيم له حياة بدونه .
لقلنا أننا نشهد تدهورا كبيرا في صحة هذا الجسم بسبب نزيف دماغي حاد نتج عنه تسرب في مادة العدل التي هي كيمياء حياتية لا غني عنها .
عندما تتسرب هذه القيمة ينفرط عقد المجتمع ويتساقط كحبات العقد مؤذنا بتفكك تام وتحلل نهائي .
يفقد عناصر الوئام والإنسجام وتتساقط اللحمة وتتناثر المكونات وتتشابك إلي أن تتصارع وينبذ بعضها بعضا ليستيقظ الكل من حمي الانغماس في الأنانية وعبادة الذات والمصالح الفردية ليجد أنه لم يبق هنالك منفعة ترجي ولا مصلحة تبتغي .
أترى هذا ما يريده الفرقاء اليوم ؟
نحن في حاجة ماسة إلي يقظة عاجلة تتبصر أماكن التلاحم وتنظر مواطن العطب وتتفحص مستوي منسوب العدل في كيان الأمة .
إن العدل مفهوم أساسي ضروري علي أساسه يستقيم النظام وتستمر الدولة وتتماسك عري المجتمع .
والعدل معني رباني أدق وأصلح من المصطلحات البشرية المحاكية من  أمثال المساواة والحرية .
فالمساواة ليست بالضرورة صالحة للمجتمع مقيمة للحقوق فالحكم علي الكل بالتساوي فيه الكثير من الغبن وغمط الحق فالعالم والجاهل لا يستويان والضال والهادي والذكر والأنثي .........الخ .
بينما العدل يكفل إيفاء الحقوق وإقامتها علي نحو لا ظلم فيه ولا غبن ولا زيادة .
فما أحوجنا إلي تبني خطاب العدل وانتهاجه كممارسة عملية في الحياة العامة والخاصة .

10. مايو 2015 - 22:57

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا