قد يظن البعض بأن الدعوة الى الوسطية والاستكانة الى الى السلم الاجتماعي فيها محاباة او تقرب لطائفة او شريحة بعينها، و ينسى بأن التطرف والشحن الطائفي واتارة النعرات العنصرية و الطائفية فيها مرضاة للشيطان وادعياء السوء،فمن يفتخر بأنه بيظاني او كوري او امعلم او آزناكي او حرطاني،
يمكنه اختزال كل هذا التشرذم الإثني في كونه مسلما و من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم و أوسطها، وهذه من أجل نعم الله عز و جل علينا...
فمعالجة العنصرية بالعنصرية شبيهة بقول ابو نواس : وداوني بالتي كانت هي الداء،أي داء يعيشه المجتمع اكثر خطرا مماهو فيه الان من تجاذبات طائفية وعرقية يمتطيها البعض للوصول إلى غايات مشبوهة ، ويبقى المواطن البسيط الفقير العاجز فريسة للجهل و المرض والعوز،مالنا ولهؤلاء الناس الذين يحاولون صب الزيت على النار وتحويل البلد إلى مسرح للبغضاء و الشحناء و هشيم نذروه الرياح،ألم يأخذوا العبرة من الامم القريبة : الطوارق في مالي ودعوات الانفصال، والحرب بين قوميتي التوتسي و الهوتو في رواندا و التي خلفت اكثر من مليون قتيل.....والامثلة لا حصر لها.
لماذا لا يوجهون سهامهم والسنتهم في سبيل رفع الظلم عن هذا الشعب المطحون،الا يعلم هؤلاء بأن هناك "بيظانا"يعيشون تحت خط الفقر و"احراطينا"كذلك وهم الاكثر معاناة ،وزنوجا و امعلمين.....كفانا صراعا وكفانا نفاقا ،الوطن هو من يعاني، الوطن هو من يستغيث ...ارحمونا وارحموا أنفسكم وانتبهوا لكيد العابثين بوحدتكم ومصيركم المشترك...فأنتم أقل من أن تتفرقوا، واكبر من ان لا تتحدوا فأين ايمانكم بالله ؟؟ الم تتدبروا الايات والأحاديث التي تحث المسلمين على الوحدة و التضامن، ان اكرمكم عند الله اتقاكم،فإذا كان التقوى هو معيار الفضل عند الله سبحانه و تعالى فلماذا نركن الى معايير أخرى وضعها الانسان لنفسه "وبال عليها ابليس"؟ أليس حريا بنا أن نلقي بمخلفات الجاهلية والتخلف وراء ظهورنا؟ أليست هذه الرواسب هي من وضعت كل فئة في حصن أسطوري لا يصل اليه الا ابناء العمومة والمقربين من الفخذ او القبيلة؟
متى ننزل من أبراجنا العالية لنلامس الأرض التي خلق منها أبونا آدم عليه السلام ...
لقد بلغ السيل الزبى،وأصبحنا على فوهة بركان ...كلهم عنصريون كلهم حاقدون ينبشون الماضي ويفتحون جراح الماضي التعيس الظالم،غير آبهين بالمخاطر المحدقة بالبلد ومنها : الارهاب والتطرف واستيلاء حفنة من العسكرين واتباعهم على مقدرات البلد و ثرواته،فلنترك نزواتنا الشيطانية جانبا، من أجل التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع في جو من المودة و الرحمة والتعاضد،فمصيرنا واحد وعدونا واحد وديننا واحد، ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام يقول المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاا