المعارضة تتخلى عن الـ"نضال" / افاتو بنت لمعيبس

"نضال" هو الاسم الذي اختارته المعارضة لتكتل نسائها قبل سنوات، في محاولة لإضفاء الصفة على الموصوف، تزامنا مع مسيرات الرحيل التي أفضت فيما بعد إلى استجداء الحوار الوطني. ظهر المنتدى في شكله الجديد كشكولا يضم أطياف المعارضة،
وقد شمل إضافة إلى أحزاب المنسقية عددا من منظمات

المجتمع المدني والنقابات العمالية والمهنية، ويقوده اليوم أحد قادة هذه المنظمات، بمشاركة عناصر من المجتمع المدني وأحزاب المعارضة.
الجديد في التشكلة الجديدة أمران:
أولهما أنها جلبت المستقلين ونشطاء المجتمع إلى السياسة في سابقة يجب أن تسجل كابتكار عالمي باسم المنتدى، إذ يحظر القانون المنشئ للجمعيات الغير حكومية عليها ممارسة السياسة، وتخلو جميع أنظمتها الداخلية والأساسية من أي إشارة للسياسية، بل وتصرح بأنها "غير سياسية" .
مما يعني أن ثمة تعارضا واضحا بين الأهداف المعلنة من إنشاء الجمعيات وبين ما تمارسه اليوم من اصطفاف سياسي مع طرف ضد آخر.
أما الثاني: فهو خلو التشكلة من أي ظهور لأي عنصر من "نضال" مما يطرح علامة استفهام كبيرة حول دور المرأة في المرحلة الجديدة من "نضال" المنتدى، ولماذا تقرر الاستغناء عنها فجأة بعد أن كانت وقودا طيلة سنوات "الرحيل" الثلاثة العجاف؟
ليس من المنطقي القول إن خلو التشكلة الجديدة من النساء جاء بمحض الصدفة، ولاشك أن في الأمر سرا، قد لا نجانب الصواب إذا قلنا إنه مؤشر على تراجع دور الأحزاب الرئيسية الفاعلة في المعارضة، خاصة وأن هذه الأحزاب حلت في مراكز ثانوية داخل التشكلة المذكورة.
وطبيعي أن يتراجع دور المرأة بتراجع دور الأحزاب لصالح المنظمات غير الحكومية.
والمفارقة أنه مع تهميش النساء في المنتدى فإن نظيراتهن في الحزب الحاكم يتبوأن مراكز تزداد أهمية يوما بعد آخر، وتتسع دائرة مشاركتهن في القرار السياسي بالنظر إلى حجم وجودهن في البرلمان والمجالس المحلية بالإضافة إلى السلطة التنفيذية ممثلة في عدد الوزيرات والأمينات العامات وإدارات القطاعات المختلفة.
لقد كان على المرأة في المنتدى أن تنتفض ضد التهميش والإقصاء المتعمد التي يمارس عليها والذي يتجسد في مظاهر عديدة ومتنوعة أبسطها أنه لاتوجد سيدة واحدة على رأس حزب في المعارضة، ولا تحتل حتى المرتبة الثانية فيه.
وهاهم اليوم يبخلون عليها بعضوية تشكلة قيادة المنتدى مع أنها عضوية لا تقدم ولا تؤخرا، بعد أن صادروا حقها في المشاركة في الانتخابات..
إنها دعوة غيورة على المرأة وتتمنى على أخواتها في المنتدى أن يعين المرحلة ويعلمن لانتزاع الصدارة في وطن بات يضمن للمرأة حقوقها كاملة غير منقوصة.

24. مايو 2015 - 13:28

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا