طالعت مقالا للكاتب المالي : Dramane Aliou Kone - ترجمة "الصحراء" وبدأ هذا الكاتب بالقول أن موريتانيا لا تريد السلام في مالي ، ونفى كل مساعيها لإحلال السلام في هذا البلد المجاور -دولة الكاتب- وعلل ذلك بوجود ما أسماها مجازا بحملات التبرع في مساجد انواكشوط لصالح
"شعب أزواد" ولا وجود لأدلة عند هذا الكاتب عن هذه الحملات سوى وجود بعض الصناديق الخاوية في بعض المساجد ..! ،ومن ذا الذي يستطيع أن يمنع مسلما حيث كان من أن يطلب معونة من أخيه في الدين مهما كان انتماؤه العرقي ومنبعه الإثني؟، وسواء كانت وجهة هذه الطلبات إلى انواكشوط أو إلى أي مكان آخر من بلاد المسلمين فلا يمكن منعها كما لا ينبغي انتقادها وجعلها قضية تثار بهذا الشكل وتستغل هكذا استغلال ، لأنها ببساطة لا تزعزع الأمن ولا تقوض السلام كما ادعى هذا المدعي .
وبغض النظر عن مأساة شعب أزواد وكيف تم انتهاك أعراض النساء هناك وكيف تم تقتيل الشيوخ واستضعاف الشعب وإلقاء اللائمة عليه لما استعصت السيطرة على الجماعات الإسلامية المسلحة واستحال القضاء عليها نهائيا ،وهي التي تجمعت من أماكن ومناطق شتى لا دخل لشعب أزواد فيها ولادور له ولا استشارة في تشكيليها أصلا ..
ومهما وجد في انواكشوط من شخصيات قيادية أزوادية أو غيرها لا يعد دليلا على صدق ادعاء هذا الكاتب ، فأبواب الجمهورية الإسلامية الموريتانية غير موصدة عن أي كان ،إلا من منع بأحكام قانونية ، فمن يعرف انواكشوط يعرف أن نصف سكانها إن لم يكن أكثر من جنسيات مختلفة تحتل منها دول الجوار نصيب الأسد ، وغالبا ما يصل الجميع إلى انواكشوط مرورا بمختلف المدن الداخلية والنقاط الأمنية دون بطاقات تعريف إلا باستثناءات قليلة حدثت مؤخرا بفعل إكراهات جديدة فرضتها الأمراض والأوبئة المنتشرة وكذا خطر القاعدة ومجندي الإرهاب أيا كانت منابعهم ..
ومهما ادعى مدع أو أشار إلى أن هجمات ما في فترة ما تعرض لها ماليون ،عسكريون أو مدنيون حدثت بإسهام من قريب أو من بعيد أو بغض الطرف من طرف الجانب الموريتاني فذاك لا يعدو كونه ادعاء باطل يفتقر إلى أبسط أسس الاتهام التي تحتاح أقل ما تحتاج إلى أدلة أو قرائن ..
إن الهدف من هذه الادعاءات غالبا ينحصر في تكدير صفو الأجواء اللطيفة التي تطبع العلاقات المالية الموريتانية منذ القدم ، والتي لا تقتصر على الاستفادة من المراعي المالية إبان أصعب الفترات - فترة الصيف- ، كما لا تقتصر على وجود يد عاملة مالية كبيرة في موريتانيا تمارس نشاطها بكل أريحية وهدوء ،سواء في مجال البناء الذي أصبحت تسيطر عليه خاصة في المدن الشرقية ،أو في مايخص التجار الماليين المتنقلين واللذين يجوبون المدن والقرى الموريتانية دون مضايقة من كائن كان ، ضف إلى ذلك أن الرئة الاقتصادية المالية منذ سنوات تعتمد على ما أتيح لها من ميناء انواكشوط والذي يشهد شارع الأمل عليه من خلال حركة الشاحنات المالية المحملة بالبضائع والمؤن كل لحظة وحين ، وبما أن تحقق السلام والأمن في مالي وفي دول الجوار الأخرى يعد عونا وسندا وتثبيتا للسلام والاستقرار في موريتانيا فهي تسعى دوما إلى تعزيزه ونمائه .