مرحبا بزيارة رئيس الدولة المرتقبة لولاية اترارزة .... يقتضي ذالك العرف الإجتماعي ، فطبيعة الكريم الترحيب بكل ضيف ، ولكن ولأن الضيف من نوع خاص أي هو رئيس البلاد هناك أمور كثيرة سيختلط بعضها ببعض لدرجة يكتنفها الغموض ويستعصي علي القارئ غير الممحص
أن يحل عقدها ويميز الخبيث منها من الطيب والغث من السمين .
أعني هنا مواسم التزلف والنفاق السياسي التي يعرفها القاصي والداني والتي تحول بكذبها الصحراء مروجا خضراء واليابس لينا والأصفر أخضرا وتصير المر حلوا وتزين في مسامع الرئيس ما هو قبيح في مرآه إذا هم به .
وفي مقابل هذا حملات مغرضة للتشويه وللتغطية المضللة التي لا تهدف إلي شيء بقدر ما تهدف إلي تمهيد الطريق لأصحابها للحكم أو علي الأقل التنغيص علي الحاكم .
بين هذه وتلك تغيب الحقيقة ويختفي العدل تحت وطأة المصالح الفردية الآنية والرغبات المعلنة لاقتناص الفرص في الحاكم إساءة أو إحسانا .
ولذا أحاول قدر الممكن إلقاء الضوء علي واقع الولاية وظروف ساكنتها .
ما هي الطريق التي سيسلك الرئيس لزيارة الولاية ؟
إذا كان جويا فأي مطاراتها سيهبط فيها ؟
الإجابة تغني عن هذا الإحتمال .
إذا كان بريا هناك طريقان معبدان : طريق الأمل يتميز بألسنة و كروش رملية ولن يصل منه إلا إلي بوتلميت وسيلزمه في باقي الولاية سلوك طرق وعرة مقفرة متعبة إلي حد كبير .
هناك طريق روصو : يتميز بتقعرات كبيرة وخطيرة ومسافات طويلة مهترئة ومتهالكة وعلي جوانبه قري عطشة رغم أن الأنابيب الضخمة للماء تمر من أمامها .
بحريا : لا أعتقد أن أحدا في التشريفات العامة للدولة يخيل إليه أن هناك شيئا في العالم يسمي نقلا بحريا أحرا أن يجربه الرئيس إن وجد .
نعتبر تجوزا أن الرئيس وصل الولاية أي المشاريع سيلهب بتشدينه مشاعر الناس كما فعل في بقية الولايات هل هو جسر روصو الذي يذكر ولا يري ؟
أم هو المزارع التي يخيل إلي مشاهدي التلفزة الموريتانية أنها ستخرج تبرا وعنبرا ؟
واقع الحال أن لا مشاريع لتلك الساكنة المغلوبة علي أمرها .
تلك الساكنة التي تقطع أوصالها الطرق الوعرة ولكن تجمعها المعاناة كحال كل شعبنا .
لكن المفارقة الكبيرة أن تلك الولاية مثلت شاهدا علي إنكار الجميل من الرئيس .
فعندما صعدت به صناديقها الإنتخابية سقطت به إنجازاته فيها .
وإذ كانت وفية له في مواقف الإنتخابات كان علي العكس من ذالك في بقية المواقف .
