هل حققت سنة " التعليم" نتائجها / عابدين ولد سيد احمد

قديما قال روني ماهو مدير اليونسكو " إن التنمية هي العلم عندما يصبح ثقافة"...  وهو الأمر الذي عناه السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بإعلان سنة 2015 سنة للتعليم
و منذ ذلك الاعلان  تحولت الوزارة إلى خلية نحل تعمل الأيام بليلها

و نهارها كل وحدة فيما يخصها بدءا من اختيار المناهج و وضع البرامج و تأطير الأساتذة و المعلمين و رقابتهم وصولا الى الطلاب و متابعة تحصيلهم  بوصفهم  المخرجات و اداة تقييم الأهداف التى وضعت.
و لقد تمكنت الوزارة هذه السنة دون سابقاتها  من الارتقاء بمستوى المخرجات بفضل العناية بمستوى المدخلات و آليات العملية التعليمية.
و قد سخرت لذلك استاذة و معلمين اكفاء و منهاج تعليمية رصينة بالاضافة إلى حجرات دراسية تستجيب للمناخ المطلوب و لعدد الطلاب المسموح به من أجل ان لا يتأثر عطاء الاستاذ و المعلم و المنهج بالحيز الجغرافي الضيق و تراكم عدد الطلاب فالعملية التعليمية عملية معقدة لا بد ان تأخذ في عين الاعتبار اكثر من عامل لتصبح عملية ذات كفاءة و فعالية .
إن العملية التعليمية يجب ان يأخذ فيها البعد الاجتماعي دوره و من هنا تكمن أهمية الاسرة و المحيط الاجتماعي للطلاب فثمة طلاب تقع مسؤولية تدني مستوياتهم إلى اسرهم التي لا تحببهم في العلم و لا تشجعهم عليه فكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه.
إن دور الوزازة يكمن في توفير  المنهج الكفؤ و الأساتذة الاكفاء و الحجرات التي تستجيب لمتطلبات العملية التربوية و متابعة الطلاب و تقييمهم دوريا بالاختبارات و الامتحانات لكن هنالك دورا تكميليا بالغ الأهمية يقع على عاتق الأسرة و آباء التلاميذ فالعملية التعليمية عملية سرمدية لا تقف عند حد و لا تنتهي عند نقطة .
منذ حين نسمع بين الفينة و الإخرى أصواتا تشكك في نجاح سنة التعليم و هي أصوات تدل على بلوغ الأهداف و نجاح السنة التعليمية  فقدر كل شمعة ان تتطاير على نورها الحشرات و قدر كل نجاح ان تكون هنالك عيون تنكره و ألسنة تشكك فيه .
إن الامتحانات التي هي الفيصل العملية التعليمية و نقطة العبور من مستوى إلى آخر  و التي تحدد مستوى كل فرد و تتمايز بها مستويات الطلاب شهدت للمرة الاولى في تاريخ البلاد ربطا بالرقم الوطني مما سد الباب على إمكانية الغش و التلاعب؛  وهذه ميزة تحسب لهذه السنة دون غيرها.  
كما أصدرت مديرية الامتحانات والمسابقات التابعة لوزارة التهذيب الوطني، أول دليل شامل للامتحانات في موريتانيا، موجه إلى المترشحين والمراقبين والمصححين.  
ويشمل الدليل معلومات وإرشادات مفصلة للمتقدمين لإجراء الامتحانات والمسابقات الأهم في نظام التعليم، ويشرح الآليات والطرق الواجب اتباعها بهذا الخصوص.
  ويقدم الدليل خطة عمل بالنسبة للمشرفين وتحديدا المراقبين ورؤساء المراكز والمصححين وموظفي السكرتيريا والمسؤولين الإداريين، لتنظيم الامتحانات والمسابقات، تبدأ بالخطوة الأولى التي عليهم اتباعها، وحتى آخر خطوات العمل، وتحديدا في مسابقة دخول السنة الأولى الإعدادية، وشهادة ختم الدروس الإعدادية ، والباكلوريا. 
و يوضح الدليل لكل مشارك "دوره في العملية و ما يلزمه لإنجاحها و تظل هذه العملية ناقصة ما لم تحظ بمباركة من لدن آباء التلاميذ و المجتمع كله" حسب مقدمة الدليل الذي أنجز بالعربية والفرنسية.
إن هذه الجهود التي توافرت في كل مراحل العملية التعليمية هي ما يضمن نجاحها و الارتقاء بها و يبقى على المؤسسات التعليمية مواصلة البحث و التطوير للكادر البشري  و على المؤسسات الاسرية مراقبة ابناءها و تشجيعهم على التعليم بوصفه استثمار لا غنى عنه للفرد و الأسرة و الأمة .

6. يونيو 2015 - 16:16

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا