رسالة من وراء الخطوط الأمنية الحمراء إلي فخامته / محمد ورزك محمود الرازكه

إن الرحالات الكرنفالية التي تقوم بها فخامتكم في مثل هذا الوقت الحالي بذات والتي يبدوا أنها غير مخطط لها سلفا وليست لها أهداف واضحة أو معينة سوي التي تطفوا علي السطح الإعلامي من تمزيق لبنية التلاحم الاجتماعي وطلق العنان بكل انسيابية لعودة لاَبَارْتَايدِيةِ القبيلة ووجهاء الشريحة

والطائفة من خلال الشعارات التي تحملها اللافتات الداعمة والمرحبة بقدومكم إن هذه الشعارات الممزقة للحمة لملمة شمل الكيان الطيف الاجتماعي هي نفسها التي تغني علي أوتارها داعمي ولي نعمتكم في سنوات الجمر السابقة والتي يعـزف عليها مؤيديكم اليوم فقد طفح المكيال في طلق العنان لكل من هب ودب من اجل أن يحصل علي تعيين في المكان الغير المناسب بفضل قوة القبلية والجهوية والشرائحية و إقصي أبناء العبيد والعبيد السابقين من خيرات بلدهم الذي كادوا بسواعدهم وعضلاتهم المفتولة من اجل بنائه والرغد في عيشه  لكن رياح الغبـن والإقصاء جرت بما لا يشتهون وما لا يتوقعون فقد قسمت غنائم هذا الوطن الأم من مناصب سياسية واقتصادية ووزارية ودبلوماسية وإدارية مدنية وعسكرية علي المشاركين في مؤتمر ألاك 1958 أما العبيد فظل نصيبهم منها هو نفس النصيب منذ الإعلان عن انتشال الدولة الموريتانية من براثين بلاد السيبة وبلاد قطاع الطرق المرابطيـن وبلاد الملثمين وحتى عهد الوصاية الفرنسية " أسياد السادة " وصولا إلي سنة 1958 حينما قسم فتات غنائم الاستعمار بين الإخوة من البيظان والسود من الزنوج ، ومنذ ذاك المؤتمر  ظلت وشمت الخزي والعار تطارد جيل عن جيل وكابر عن صاغـر فما لم يعلن حينئذ عن نصيب العبيد والعبيد السابقين واكتفي في بنود ( الوصاية) بأنهم تبعية وليس لهم إلا حق المذنبة من الشاة ولا غرو في الأمر فقد ورثها السلف للخلف بأن ما في الشاة من طيب فهو لهم وما فيها خبث فهو لعبيدهم مع تغيبت موازن القسط عن قصد ولم تطرح حلول للقضية في الأجل البعيد و سار تأسيس الدولة علي هذه القسمة إلي يومنا هذا وظل السلف من العبيد والعبيد السابقين ينتظر لفتة كريمة من احد الأخوين ( البيظان أو الزنوج) غير أن الأمر ظل يتراوح من السوء إلي الأسوأ فلا أخوة دين شفعت ولا قرابة جار تورعت فرحمت وقد توالت الأحكام من رئيس إلي مرؤوس لتحمل وازرة وزر أخري ومن حكومة إلي محكومة وحكامة ولم يجدي تعلم القراءة والكتابة ولا الشهادات ولا الوساطة وكلما تراجع الجهل ونسبة الأمية علي مستوي أبناء العبيد كلما ازداد الحرمان والإقصاء في كل قطاعات ومرافق الدولة سوي  مهنة بواب أو معلم أو سائق أو رقيب أو كاتب وتلك منة تمن علي العبيد إذا وجد موطأ قدم في دولة الفرقين .
وبعد مرور 58 سنة علي انعقاد مؤتمر ألاك " مؤتمر حرمان أجداد العبيد والعبيد السابقين" قرر شباب لحراطين أن يعترض موكب الرئيس في نفس المدينة التي حرم فيها أجداده حاملا وزره ووزر سابقيه ويعلنون أمامه دون وسيط أو ترجمان أنهم يكفرون باستمرار الغبـن والتهميش والإقصاء غير مبالين بما قد تجود به أفوهة بناديق الحرس الرئاسي ورجال الأمن من رصاص قد يكون ارحم في صدورهم من الرئيس وموكبه فقد فضلوا الموت في سبيل الحرية والإنعتاق بدلا من الحياة في وكر الإنكار والتزلف والتهكم علي شريحتهم في مؤتمر الرئيس (الصنفي) الفارض بكل شجاعة وإقدام وأمام السلطات اعترفت فخامتكم بشجاعة هؤلاء الفتية ونجاح خطتهم في اختراق صفوف الأمامية للأمن في حادثة سابقة من نوعها أربكت الحرس الرئاسي والسلطات الإدارية ، سيادة الرئيس فلا تلومن الوالي أو الحاكم أو رجالات الساسة أو القيادات الأمنية فمن الظلم تولد الحريات ، عفوا سيادة الرئيس اعلم أنكم لم تشنوا حربكم الهوجاء إلا علي مكونتين من المجتمع (لحراطين والشعراء) فلحراطين فقد رايتهم بأم عينك وعرفت منهم أما الشعراء فهم  اللسان الفصيح لمن لا لسان له وهم سرج البلاغة لمن لا يمزن بين المصدر والصيغة ومعراج العلم لمن لا معرفة له وخير جليس لمن لا جليس له ومشكاة نور لمن سود الجهل سريته ومن أفواههم تتطاير الحكمة ومن جودة أشعارهم يجود اللؤماء فأذانيك الشعراء الذين منهم تسخرون وفي كل جولة بهم تشمتون وفي كل مؤتمر منهم تتطيرون.  
فقد تأبطت شرًا يا سيادة الرئيس حتى عرفت منهم لحراطين وإليك  مني المزيد فهم فتية آمنوا بنضال وملوا حياة البؤس والاحتقار وعانوا من التهميش الموروث من جد إلي جد باسم الدين وحرموا حقوقهم بقوة العصبية (القبلية) واضطهدوا تحت يافطة العبودية فهم اليوم أمامك وجها لوجه ليقولوها بكل شجاعة وكبرياء فقد حان لقطار الحرمان والاحتقار أن يتوقف مكرها لا بطل  فحن " أبناء العبيد لجمبرين" نقولها بكل عز وشرف بعد أن اختراقنا خطوط آمنك الحمراء بكل دمقرطة ولطف لنتحدث معك وجها لوجهان فتلك تجاربهم التي تعلموها من نضالهم السلمي وعلموا أن سلاحكم الأقوى هو الرمي بشباب العبيد في غياهب السجون وضرب من حرسك المغرور الذين فروا عن حماية ولي النعمة المدحور وعجزا عن حماية رئيس مدني مظلوم صبرا يا فتيان الظلم وأزقة السجون فهو سر النصر والانتصار عند سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام فان السجن أحب إليهم مما تتهمونهم به من  زعزعة الأمن وزرع الكراهية بين أبناء المجتمع المسلم المسالم ، فخامة الرئيس الجنرال أن ملئ بطون جائعة ورد حق مهدور أهون من الرمي في السجون وأيسر من سجن حقوقيين تنبؤا بان أرضنا سوف نخرج منها صاغرين أذلة وتمنح لرجل أجنبي ليأخذ فومها وثمارها وعدسها وبصلها ويستبدل خيرها بشرها فقد كفي الله الحقوقيين شر الأرض فهذا العمدة وشيوخ القبائل وماسوني الانقلابات السابقين يتوعدون بحمل السلاح إذا ما حاولت سلطات البلاد السائبة غصب أراضهم لأي كان سواء كان راجي أو مترجي قبل أن يعوض لكل منهم ويكتب تعهد موثق بان خيرات الأرض ستكون لهم نسبة منها كما أن الأرض ستعود إلي ملكهم بعد نهاية العقد مع المستثمر ولا خيار ثالث وها آمنة بنت آفوك تضرب عرض الحائط بقرار القضاة والولاة.
فخامة الرئيس إن كنت سجنت الحقوقيين علي حمل سلاح كلمة الصدع بالحق بألسنتهم ورشق نبال النضال والقذف بالاعتداء علي رجال الأمن وزعزعة السلم الأهلي فيجب أن تحكم علي هؤلاء من عمد وشيوخ قبائل وانقلابيين سابقين بالإعدام لأنهم أشد خطر علي الأمن من الحقوقيين فقد أعلنوا نية حمل السلاح وهو موجود عندهم وأعلنوا التمر علي سلطة الإقطاع وأصبح حديث الساعة عند أبناء الأسياد والصالحين انه إذا لم تنفع فيك " تصبوت سر الحرف فقد تنفع فيك تصبوت فعل اليد"  ويقولون صدق الحقوقيين حنما انذروا بان أرضنا سوف تباع فهم علي علم بما يدور في كواليس الحكومة ، فهم أصحاب سوابق ، فخامة الرئيس إن الحقوقيين اقرب رحمة اتجاهك من أولئك الذين يستقبلونك بالورود البيضاء حتى ومن الذين يحرسوك وستري بأم عينك والأيام سجال إن عزمت علي منح الأراضي للمستثمر إذا لم تسوي القضية حسب ما يردون هم لا ما تريد فخامتكم !!! فهم أبناء الثعلب الماكر الذي تراه مبتسما فعلي سيادتكم الترويح علي نفسها من الإكثار من كلمة الدولة " فوق القبيلة وفوق الشريحة" كلمات لن تثني أبناء الغدر والخيانة إذا أحسوا بان أرضهم سوف تنزع منهم دون مقابل وأول الثوار من كان لكم داعما ، أما الحقوقيين فقد امنوا بالله الذي أوعدهم بالنصر لا محالة كما أوعد المستضعفين والمهمشين من قبلهم في عهد اكبر طاغية عرفته البشرية انه ( فرعون ومستشاره هامان وجنودهما ) ليريهم الله ما كانوا منه يحذرون فقد ادعي الربوبية وتنكر وأنكر انه لا علم له بإله غيره ، بحق رب السماء إنها الثمالة الحمقاء!! سيادة الرئيس فقد غضبت واشمأززت من قوة هذا الشباب وقدرتهم علي اختراق الخطوط الأمنية بكل هدوء وبرودة أعصاب دون أن يثروا بلبلة في حشد الجماهير ولباقة تعبيرهم بطريقتهم الإنعتاقية عن عدم الرضا بالظلم والحيف الممارس ضد رؤسائهم القابعون في سجون ألاك المدينة التي حرم فيها أجدادهم من الكعكعة السياسية ومن شيم الأبطال عدم الحسد والاعتراف لمعارضه بالنصر في مارتونات الزيارات ولقاءات الميسر والغمار. 

8. يونيو 2015 - 16:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا