إخوتي دعونا نتفق بالعقل أولا، فأنتم أهل ذلك: ما رأيكم في أكذوبة الديمقراطية التي تساوي بين الحاكم والمواطن، والمرأة والرجل، والمراهق والكهل (المراهق أصبح من أهل الشورى بفضل حقه في الإنتخاب!!!!!!!).. ألا تلاحظون أن هذا غير معقول ولا يصح!، فمن جهة المعقول،
لا يمكن للعامي أن يتساوى مع الحاكم، وإلا لتساوى الطفل مع أبيه في البيت، والعامل مع مشغله في المصنع! ونتيجة ذلك بالطبع هي الخراب، وهذا ما شاهدناه بأم أعيننا في عدة دول! ..
وفكروا في التاريخ كله، هل كان أحد يجرؤ على مواجهة الحاكم بما جاءت به الديمقراطية السخيفة من بلاوي وتحديات؟ فكروا في هذا، وإلا فأنتم لستم أعقل ممن سبقوكم، بل هم أعقل منكم، فقد كانت للحاكم دائما مرتبة الإحترام لأنه الرأس، ولأنه الكبير، وإذا لم يُحترم اختل النظام، فهل كان من الدكتاتورية تمتعه ببعض حقوقه تجاه محكوميه، وصرامته في تنفيذ ذلك معهم؟ فكروا يا إخوتي الديمقراطيون.. متى كان الحاكم تابعا ذليلا للمحكوم؟
إنها مراتب يمن بها الله على من يشاء من عباده أو يبتليهم بها بعبارة أصح، ومن ابتلاه الله بأن يكون حاكما، فله أن يتصرف وفق ذلك بما يمليه عليه دينه وضميره، وعلينا نحن الطاعة لا غيرها، وفي ذلك كل الخير لنا فلسنا طلاب مُلْك!! فيه الأمان والسلامة وراحة البال، فلا خوف على الحياة، ولا على الحريم، ولا على الأولاد، بعكس زمن الفتن أعاذنا الله وإياكم منها، فالليبيون على سبيل المثال يتمنون اليوم عودة معمر القذافي رحمه الله إلى الحكم، لأنهم كانوا يهنئون في عده بالسلامة والأمن وراحة البال، والقذافي لم يكن يعترض إلا لمن نافسه في الكرسي، وسمه كاتبا أو معارضا أو انقلابيا، كلهم سواء يدسون أنوفهم في شؤون الحكم، وبالقوة!
تأملوا في قصة أحمد بن حنبل والخليفة المأمون الذي ضرب جلده، هل ثار عليه، بل هل أساء إليه وإن بكلمة؟!! بل كان يحترمه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجله في مجالسه حتى وهو مقيد بالسلاسل! أما اليوم فيتسبب بعض العوام في إهلاك أنفسهم بمنازعة الحاكم على سلطته، ثم يزعمون أنهم مظلومون!!! وإلا فقولوا لي أيهما الظالم؟ الحاكم الذي لا يفترس إلا من تعرض له ونافسه في المُلك أم السياسي الطماع، والصحفي الغبي، والإخواني الخارجي الذي يضع نفسه ندا له باسم حرية التخريب!!، ينافسه بالمظاهرات والسياسات والإعتراضات التي يعرف القاصي والداني أن الهدف منها هو الكرسي الخطير!!..
لا تقل لي إن الحاكم دكتاتوري!!! فالأب أيضا دكتاتوري مع أسرته، والزوج مع زوجته، والأستاذ مع تلامذته، والمدير مع عماله، وكل كبير مع من هم دونه، هذه هي سنة الحياة يا عقلاء، فافهموا ذلك، ومن أراد تغييرها بالديمقراطية مثلا فهو غير واقعي ولا عقلاني، وأول من يعرف استحالة تطبيق مبادئ الديمقراطية هم أهلا الذين وضعوها، وبعضهم صرح بذلك..
إن هذه الديمقراطية - أراح الله المسلمين منها - أكذوبة كبرى تهدف إلى شغل الناس بالباطل وإفساد معاشهم ومآلهم عليهم، وهي مستحيلة التحقيق على أرض الواقع لأنها عبارة عن أحلام منافية للفطر ولسنة الحياة، وشرع الله خير منها وأكثر بركة، وهو واقعي لا ينبني على الأحلام والكذب مثلها.. وعلى المعترض على كلامي هذا أن يسمي لنا سياسيا واحدا صادقا مع نفسه لا يرضى بالكذب والنفاق، ولا يراوغ مثل الثعلب الماكر طمعا في المصلحة وبناتها؟ ولا تقل لي "فلان" زعيم الحزب الفاشل "كذا"!!..إن الديمقراطية لعبة شيطانية الهدف منها المصلحة ولا شيء غيرها، ثم الخراب بعد ذلك، وكم من سياسي تعيس اتخذه العدو مطية لتخريب بلده في مقابل دولارات يمن بها عليه؟!..
والمضحك أن وسائلها أيضا تافهة مثلها، فمثلا يكتب الصحفي مقالا سخيفاا فيعتقد أنه أقام الدنيا وأقعدها، وهو لم يقم ويقعد إلا قلمه الجاف؟!!، وينظم المعارض مظاهرة منحوسة فيعتقد أنه هز عرش السلطان بصياحها!!! و
وتأمل في فكرة البرلماني المكسيكي الذي دخل البرلمان بالمايوه (الشورت)! محتجا على فقر الشعب!! فأي تعبير هذا، بل أي عبث هذا، بل أي طريق شيطاني لا أخلاقي كاذب هو طريق هذه الديمقراطية المشئومة التي جرت على المسلمين الويلات!!!!..
فلنحذر أيها الإخوة من هذه السياسة السخيفة وما تعلق بها من المنافقين والناعقين، ولنحاول جهدنا العودة إلى طريق الله، إلى صراطه المستقيم، صراط الشرع والدين والجنة، فطريق هذه الديمقراطية لا يقود إلا إلى الضياع والضلال..
إن أسس ديننا العظيم واضحة، مبنية على حقيقة الإبتلاء بالدنيا فهي ليست جنة، نحن فيها مبتلون فيها بكل شيء ومن ذلك حكامنا الكرام، والحقيقة أنه "كما تكونون يول عليكم"، فلنكن خيرا من هذا، لكنكن مستقيمين، مقدمين لشرع ربنا على غيره، حذرين من البدع ومتاهاتها، مقدمين لأهل الصلاح على الكفار.. لنصلح أنفسنا أولا قبل التجمهر أما القصر الرئاسي منازعين المحظوظ – أو غير المحظوظ - على كرسيه! ولنحذر من هؤلاء النصارى العابثين فالخراب قرين منتجاتهم، فباب الإنترنت مفتوح على مصراعيه، والدولة غافلة عن سد ثغراته، وعليها ذلك كخطوة نحو سد باب الشر المتدفق على الأبناء، فالطفل اليوم في سن الخامسة يعرف ما لم يعرفه أبوه في سن الأربعين! والآباء يهدون أبنائهم آخر الهواتف المربوطة بالإنترنت دون مساعدة من الدولة في كف الأذى عنهم – وهو واجبها – أو وضع من طرف الاباء أنفسهم لبرامج وتطبيقات مانعة لتصفح خبائث الإنترنت (يمكن البحث عنها في غوغل)، والسبب في كل هذه السيبة هو الديمقراطية ومبادئها الفاشلة والتي من أهمها أكذوبة الحرية "الحرية حتى في الإعتراض على الدين والكفر بالله! والعياذ بالله".. فاحذروا أيها المسلمون من كل ما تلده القارتين العجوز (أوربا) والوليدة (أمريكا) من منتجات فإنها مفسدة للأخلاق والدين والآخرة.. ومناقضة للفطرة، فالأصول عند عباد الله هي الأخلاق الحميدة والتوحيد وطلب الجنة بالأعمال الصالحة، أما عند أولئك المتحضرون! فهي البذاءة والوقاحة والفجور والكذب والأذية والكفر بالله، وأساس كل ذلك حب الدنيا والقنوط من الآخرة!..