متى يتطهر هذا الوطن من رجس النفاق وخبث المنافقين ..؟!
ومتى تستحي تلك الوجوه التي قُدت من حديد، وهي تطالعنا على الشاشات كل صباح، تتلون - كالحرباء - باللون الذي يريد لها صاحب الفخامة!
وتحشد "طاقاتها" المهدرة كثروات الوطن، لاستقبال فخامته الراكضة بين الأرياف والمدن والولايات في عز الصيف، بحثا عن منافق هنا أو مصفق هناك.. يسمعه معسول الكلام ويرتل عليه آيات الدعم والمساندة اللامشروطة!
أف لهم ولما يقدمون من فروض الولاء والطاعة، وقرابين النفاق والتملق.. وأف لكبيرهم الذي علمهم ذلك.. !!
الفقراء يموتون فقرا، والجياع يموتون جوعا، والعطاش والمرضى والفقراء والمهمشون.. يموتون عطشا ومرضا وتهميشا وفقرا.. وهم لا يموتون ولا يخرجون من حياتنا البائسة بوجودهم !! الكالحة بوجوههم التعسة !
أي وطن ..أي دولة ..وأية حكومة .. ترضى بالرقص على أشلاء المعاناة الجاثمة على صدور مواطنيها، ويرضى رأسها الأحمق أن يركب رأسه، ويستمتع بما يراه ويسمعه من الكذب والنفاق؛ المساحيق التي تزيف ملامح الواقع الكالح !!
تُنظّف المدارس والشوارع، وتضاء الطرق المظلمة، وتنصب الخيام ...
والسبب: إنه قادم لزيارتكم غدا أو بعد غد!! وهكذا يتجلى النفاق وتزييف الحقائق في أبهى صوره، المعروضة على التلفاز، واسألوا "قناة شنقيط!"
غرس الله في فطرة الخلق – حتى الحيوانات – النفور من السرقة، والاختباء بها وبأخواتها من الجرائم المخالفة لفطرة الوجود؛ أما هنا في هذا الوطن؛ فهناك "كبار" لا يخافون ولا يستحون، وكلهم: مطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذيَ بالحرام.. من ثروات هذا الشعب المسكين، وهباته وقروضه، وتمويلات مشاريعه ...
ومع ذلك يرتفعون على المنصات وينصبون وجوههم أمام الكاميرات، متحدثين باسم السكان "المجلوبين" كالقطعان، لتلميعهم، وتزكيتهم أمام ولي نعمتهم: أنهم أحق بتمثيله وأصلح لما يريد منهم وبهم من صناعة النفوذ، وتوطيد دعائم المُلك!
حزينٌ هو ذلك الوطن الذي انقطعت به السبل على "طريق الأمل"، وتاه مركبه بعيدا عن "الشاطئ الملوث"، ودُفنت ثرواته ومقدراته ومعادنه ... جميعا في "مكان مجهول" وسُجلت الجريمة ضد "معلوم" بالضرورة !!
لن ننتظر طويلا .. فالأكاذيب لا تصمد طويلا .. وسوق الباطل ستنفض بعد أن تفلس؛ وهي مفلسة لا محالة..!
وسيذوق رجال مر ما صنعوا ...!!