كنكوصة قصة م مورة... وحفارة القبور (MTC) / التراد ولد الإمام

تمثل المسيلة الدعامة الأساسية للاقتصاد المحلي فهي بمثابة المرفق شبه العمومي ،وحاضنة وملاذ ومصدر دخل وغذاء وتغذية للحيوانات والآبار والعيون .
تطلق لفظة المسيلة على النطاق الممتد من سور ملي أساسا " امسيلت سور ملي التي يوجد بها ضريح الصقر المغفري

 الأمير سيد أحمد ولد محمد اللب " لغويزي كما جاء على لسان الشاعر الكبير سدوم في مرثيته للأمير :
كفات ظرك العربي
  خلات فالشط الكبلي

كبر اسمع والمزي
  فمسيلت سور ملي

كفات وبك غشوته
  ليام كلب اجماعته

شيخ لمحاصر هيبته
  واخياره جاه اودخل

اتنتكت داروكته
  غلات كروم الكبلي

كفات وابك بوديكه
  ليان عرب التطريك

خلات مبارك فالظيكه
  والوحش عكب مستخلي


من جوار هذا الأمير العلم ومن البقعة المعلم – الحضاري – تبدأ المسيلة بشكلها الفعلي وبامتدادها الطبيعي ومنظرها الجميل .
هناك من يرجعها ابعد من ذلك من آكوبين فالسلطانية ......  على طول المحور كما جاء في طلعت المسيلة المنسوبة إلى بناهي بالخطأ وإلى محمود ولد اماني " محمود مسومة" بالتصحيح حسب العارفين وأهل الاختصاص وذلك لصياغة براهين وأدلة تدعم زعمهم لسنا بحاجة إلى سردها في الوقت الراهن بقدر ما نحن بحاجة على تسليط الضوء على الخطر الذي أصابها في العمق – المسيلة –
يمتد هذا المرفق شبه العمومي باتجاه شمالي جنوبي على شكل شريط يضيق أحيانا ويتسع أحايين أخرى تبعا لطبيعة الأرض وتباين وتذبب كميات الأمطار .
يتصل هذا الشريط في فترات الغمر " لخريف " وينفصل إبان فترات الجفاف مشكلا بذلك برك ومستنقعات ( أكلت ،أحرج ) تشغل كل منها حيزها الجغرافيا ولها تسميتها الخاصة ( التشيليت البيظة ،عره ،كمني ،كنكوصة ،لمكيطع ،وكاوره ) مشكلة بذلك أرخبيل من البرك والمستنقعات المتناثرة هنا وهناك .
تعتبر كنكوصة - البحيرة - من أكثرهم حظا في نسبة المياه - عامل الانخفاض - وأطولهم مسافة وآخرهم نفاد وأكثرهم قدرة وتحمل للاستنزاف .
هي إذن – المقاطعة نموذج ببحيرتها وكثبانها بتلالها بحزامها بنخيلها واحة غناءه تفيئنا ظلها الظليل ومناخها العليل وشربنا مياهها صافيها وبنكهة زعفها ومخرجات أشجارها " بطعم أمور " ( الصلاحة ) .
هي موردا ومرتعا هي للراحة والاستجمام يعبرها الإنسان ليل نهار وتجوبها الحيوانات جيئة وذهابا بكل حرية وأمان  تسرح وتمرح قبل أن تحولها MTC إلى مغارة وأشباح وقبور " جماعية " وحفر .
حفر سحيقة عمدت إلى شقها لتجميع المياه ثم شفطها واستنزافها ،جرافات تمتهن الخطر خطر على البيئة : باقتلاع الأشجار واجتثاثها   ،خطر على الأسماك والكائنات البحرية بعد تجميعها ونفاذ مياهها فمآلها إلى النفوق ،خطر على الحيوانات السائبة وعلى الأطفال الذين تستهويهم السباحة خطر بعد الغمر ومصدر قلق سيعيشه السكان طيلة فترة الخريف وما بعده ،خطر على المارة وعابر السبيل ،خطر ستكون له تداعياته في القريب العاجل فإذا ما تمادت حفارة القبور الجماعية على فعلتها المسيئة والمشينة وداست على النظم والقوانين والأعراف فإننا سنكون أمام أمرين كارثيين :
إما تقطيع شبه كامل لأوصال المجرى وتظل مياهه حبيسة المغارات والحفر إلى أن تبتلعها الأرض ،وإما أن يغير المجرى اتجاهه ويمكن أن يحدث ذلك في أي وقت حالة وجود عوائق ومطبات يمكن أن تسلكها المياه في أي اتجاه .
في ظل هذه الانتهاكات السافرة حق لنا أن نتساءل عن تحت أي غطاء تعمل شركة التخريب هذه ؟ أوطنية بالطبع لا أأجنبية لا تجرئ ؟أم من كوكب آخر ،من عالم الأشباح والتضليل والتمثيل ؟ أيستوجب بناء طريق سريع قويم تدمير بيئة وتغير مسرى مجرى ؟ أحرى بطريق معلق بين السماء والأرض ،طريق الموت السريع ،طريق المنعرجات والانزلاقات إلى الهاوية .
كفى تمثيلا وتنكيلا وانتهاك ......أننا لنرفع تظلماتنا إلى من يهمه الأمر ونطالب ب :
- سبر الأغوار والحفر وترميم الأضرار ( المادية والبشرية والبيئية ) التي أحدثتها مع تغريمها والمتمالئ معها .
- التنصل من كافة الالتزامات مع الشركة المذكورة كما تنصلت هي من التزاماتها لسقاية سكان قرى الطريق .
- تعميق البحيرة والمجرى كعقوبة وإجراء احترازي وإلا فلا معنى للحديث عن التنمية وفك العزلة بل هو التحامل وتفكيك البيئة ويكون تشكيكنا في وطنية الشركة في محله وقراءتنا وترجمتنا لاختصار MTC صحيح بمعنى ( م ت س ) ليكون الاختصار مخاطر تهدد السكان .
سنطلق صافرات الإنذار ولن نالوا أي جهد حتى تستعيد المسيلة جمالها ورونقها ومن هذا المنبر نطالب من الخيرين وأصحاب الرأي الوقوف معنا حتى يرتفع الضرر فما ضاع حق وراءه مطالب .
 

25. يونيو 2015 - 11:34

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا