يؤمن التواصليون دوما بأفضلية عملهم وخيريته على باقي أعمال البشر ، وأن سلوكهم قيم فاضلة تحق الحق وتنتصر له .. هذا التضخم جعل التواصليون ينظرون بعين الكمال لكل افعالهم فيما فعل الآخر محكوم بعلة النقص وعلة التنقيص التي سينظر بها التواصليون له .
*********
ففي مجال الممارسة السياسية هم وحدهم من ينطلق من ثوابت إسلامية ويسعى لتحقيق مصلحة عامة ، ولايمارس النفعية ولا يعرف انصاف الحلول ابدا ولايمسك العصى من ااوسط ، فهو يسعى خلف غايات نبيلة ويضحي من أجل نيلها وتحققها .
**********
وفي مجال العمل الإجتماعي وأفعال الخير ، التواصليون وحدهم الصادقون المنزهون عن المزايدة وعن استغلال الناس ، وحدهم المؤمنون بأن الله في عون العبد ما دام في عون أخيه ، وحدهم من يتحرك بدافع حاجة الناس ووخز الضمير بسبب ألم الفقر وألم العجز.
**********
وفي مجال العمل النقابي والطلابي ، وحدهم من يحمل هم الجميع ، ووحدهم من يتبنى القضايا الجماهيرية ووحدهم من لايساوم من تحت الطاولة ، ولايرضى بغير تحقق العرائط المطلبية بديلا .
**********
وفي مجال القضية الفلسطينية والنضال من اجل القدس وحدهم جيش محمد ووحدهم الواقفون على اسوار خيبر ، وما يمنعهم من دخول القدس فاتحين غير المخالفين لهم من الفصائل الأخرى بسبب عمالتهم وتهاونهم في القضية المركزية للمسلمين .
**********
هذه مجرد فرضية وفرضية ضعيفة يقتنع بها "التواصليون" وينطلقون منها كوحدة تحليلية لرؤية وفهم الأشياء ، وهذا مستحيل بكل المعطيات وبكل المقاييس ... يجب أن نتواضع أمام حقيقة الخلاف الموضوعي والتباين في الآراء ونعتبر ان في الطرف الآخر من يعتبر هذه الحقائق التواصلية مجرد وهم ، ويعتبر أن ممارستهم السياسية نفاق ومساومة وابراغماتية بعيدة عن العقائدية وعن القيم والثوابت ، ويعتبر أن عملهم الخيري مجرد رياء وسعي للتلاعب بالبسطاء والمتاجرة بصورهم في سوق نخاسة التبرعات والصدقات الخليجية ، ويعتبر عملهم النقابي والطلابي مجرد تمييع للقضايا المطلبية ، ويعتبر ان نضالهم من أجل فلسطين مجرد شعارات وأن تعلقهم بالقضية الفلسطينية نكبة اخرى بعد نكبة 48 وأنهم قدموا لإسرائيل مالم يحلم "تيدور هرتزل" نفسه بأن يقدمه من خلال شقهم للصف الفلسطيني وصف المناصرين للقضية الفلسطينية ، وتحويل فلسطين لفلسطينين فلسطين "قطرية" وفلسطين "عباسية".. دائما هناك وجهة نظر مختلفة