يقول أحد الحكماء : أن المثابرة على الشيء هي بنت الإرادة وأم النجاح ،فقلما يأتي النجاح بغير المثابرة ؛وقلما تأتي المثابرة بغير النجاح ، إن المثابرة هي الاستمرار في العمل حتى انتهائه .
وللمثابرة معان منها : 1-الاستمرار في العمل ، 2- بذل المحاولات المتكررة ، 3- الإعادة مع بعض التغير اللازم .
لقد تم اليوم 01/07/2015 في مستشفى الشيخ زايد ؛إجراء سابع عملية جراحية بالمنظار ؛لمريض يعاني من أورام في الغدة النخامية ، وهي لحظة نجاح متولدة عن جهود حثيثة وتركيز معقلن ؛طبعته المثابرة واستمرار العمل، ومن المعروف عند أهل الاختصاص ؛أن هذه العملية لم تكن تكاليفها في متناول المواطن البسيط ولم يكن بالذي يتعالج من هذا المرض أصلا بل كان عند إصابته به يسلم نفسه للقدر ؛ويوثر هدأة الحال مكابدا آلام المرض بصمت الصابر وانتظار المحتسب ..فلقد كانت تكاليف هذه العملية وما زالت في أقرب دول الجوار المتقدمة طبيا ؛دون تكاليف السفر والإقامة ؛تبلغ زهاء مليوني أوقية ، أما اليوم وبفعل التطورات الإيجابية الحاصلة في قطاع الصحة وبفعل الثقة المتزايدة والخبرة المنبثقة عن العمل الدؤوب ؛أصبح إجراء هذا النوع من العمليات ممكن في أرض الوطن وبنجاح كبير وقلة في التكاليف لا تتجاوز سقف 100 ألف أوقية ..!!
وطبعا يرجع الفضل في هذا النجاح المبهر حسب المسؤولين إلى الموارد اللازمة التي وجهتها الحكومة للمراكز الصحية الموريتانية؛ واقتناء الأجهزة المتطورة ؛الذي تكامل بدوره مع خبرة الطواقم الطبية الموريتانية ،مما وفر خدمات نوعية ظلت إلى عهد قريب حكرا على الدول الأجنبية .
وقبل يومنا هذا بأسبوعين أشرف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بقصر المؤتمرات في نواكشوط عل تخرج أول دفعة من الدكاترة الأطباء من كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا والطب في نواكشوط ، وكان الحدث حدثا مشهودا ؛حيث حضر رئيس مجلس الشيوخ ورئيس الجمعية الوطنية وزعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية ،وأعضاء الحكومة ورؤساء الهيئات الدستورية ،والشخصيات السامية في الدولة ،والسلك الدبلوماسي وممثلو المنظمات الدولية وعدد كبير من المدعوين .
ويعتبر تخرج هذه الدفعة من الدكاترة الأطباء العاملين على أرض الوطن ؛ من أبرز ثمرات التقدم العلمي والنجاح المؤسسي والنضج الخدمي ؛كما يعتبر عصارة جهود حكومية ناجحة .
وغير بعيد عن النجاح الطبي ؛لا يخطئ التفكير ذكر التألق الدبلوماسي فما دام الحديث حديث وطني والتألق عنوانه ؛لابد من ذكر الحدث الأممي البارز والذي حدث قبل أسبوع من الآن وتحديدا يوم 25/06/2015 حين فازت مرشحة موريتانيا 'يمهله منت محمد طالب' بعضوية لجنة التمييز العنصري في الأمم المتحدة ، وهو المنصب الحقوقي الهام في الأمم المتحدة.
وقبل ذلك بأسبوعين تحديدا أي يوم 10/06/2015 تم تعيين الوزيرة السابقة 'مهلة منت أحمد' في منصب سام في منظمة التعاون الإسلامي .
وقبل تعيين الوزيرة بأسبوع في يوم 02/ 06/ 2015 تم اختيار الوزير الأول السابق والمفتش العام للدولة حالا"محمد الأمين ولد أكيك كنائب للأمين العام مساعد جديدا للجامعة العربية،وطبعا تختلف وظيفة نائب الأمين العام للجامعة العربية عن وظيفة الأمين العام المساعد ؛حيث أن نائب الأمين العام يتمتع بصلاحيات أوسع ؛فهو يرأس أمانة شؤون الجامعة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وأمانة شؤون الانتخابات ؛بالإضافة إلى تبعية إدارة حقوق الإنسان له ،وطبعا هذا الاختيار تشريف وتكريم لموريتانيا.
وفي 25/04/2015 أعلن المكتب الصحفي للأمم المتحدة :أن الدبلوماسي الموريتاني"إسماعيل ولد الشيخ أحمد" تم تعينه رسميا مبعوثا جديدا إلى اليمن خلفا "لجمال بنعمر" المستقيل ؛الذي فشل في مهامه ،رغم حنكته وخبرته الواسعة.
وجاء في تقرير توضيحي لمهام المبعوث الأممي أنه سيتعاون أثناء توليه هذا المنصب مع أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي وكذلك الحكومات والشركاء الآخرين في المنطقة إلى جانب البعثة الأممية في هذا البلد.
وفي 07/04/2015 فاز الوزير "سيدي ولد التاه" بمنصب المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا -BADEA- وهو أرفع منصب إقليمي تحظى به البلاد منذ استقلالها .
كل هذا التألق الطبي والدبلوماسي حدث في آخر شهرين ، وهو طبعا ثمرة ناضجة للتوجهات العامة للحكومة ،وترجمة جلية للمكانة التي باتت تحتلها الدولة الموريتانية في التقييم العالمي ،إذ لم تعد تلك الدويلة المعزولة ؛الفاقدة للمصداقية ؛التي يتوجب رفض كل متقدم منها إلى منصب عالمي، بل أصبح اسم موريتانيا سر نجاح للمترشحين لمناصب عالمية ؛نظرا لما حققته من تقدم اقتصادي وسياسي وحقوقي، وبفعل ما باتت تنعم به من حرية تعبير وتشجيع وتسهيل للإستثمار وانفتاح على الآخر.