كثرامايجهل البعض (سلطة،أحزاب،منظنات، مفوضيات.)أويتجاهل حال أولائك
الزراع "الكادحون"الذين إختلفت ألوانهم تبعالإختلاف معادن وغبارالأتربة
وترسبت على جلودهم حبات الرمال وإنصب عرقهم وإهتمامهم على الأرض.
فإرتسمت ملامح البؤس ،والفقر على قسمات وجوههم وإنعكست في معاشهم
ومساكنهم وعرائشهم وفي تفاوتهم العددي والعملي.
يعيش هؤلاءخلف قضبان الطبيعة (التلال والهضاب )عندأعالي الأودية
ومصابهاعلى الروابي عندالسفوح وقرب المناطق الرطبة.
يعتمدون في كدهم وجدهم على وسائل بدائية مرهون إنتاجهم بمستوى تقدم
أعمالهم على الأرض وكذلك تذبذب وتقهقركميات الأمطار،ينتزعون لقمة عيشهم
من أفواه الطيوروالجرادوالدواب والآفات(اليدان والحشرات).
إنتاج إن حصل!له تداعياته:الديون،المعاش،والحوائج،والسُُلف
"أطليِصَهْ"التي عادة ماتثقل كواهل المزارعون وتحولهم من زراع إلى أقنان
وأجراء ومدانون وهومايمكن أن نطلق عليه الغذاءمقابل العمل أوالسلفةُ
مقابل العمل .
يلجأهؤلاءلضيق ذات اليدللإستدانة خصوصافي الفترات
الصعبة"لِفْلَيكَهْ"وهي:(نهاية الصيف أوالحدالفاصل بين الصيف
والربيع)عندمايبدأالمدخرمن الحبوب في النفادوتبدأالأيادي تطال البذورتلك
التي تركت في سنابلهاوأختفظ بها في المستودعات(فَاوُرْواتْ)وهي:(أكواخ
طينية منصوبة على حجارة ترتفع عن سطح الأرض حتى لاتطالهاالحشرات حفاظاعلى
جودتهاوسلامتهاحتى الموسم القادم)موسم البذر.
هي عملية ليست بالمعقدة دأب عليهاالمزارعون كإجراءإحترازي أوتطبيقالوصية
العزيزعليه السلام "يوسف"...فذروه في سنبله .
حين إذيلجأالقوم للإستدانة والرضوخ لشروط مجحفة أحياناوتعجيزية أحايين
أخرى فرضهاالواقع والظروف إستدانة من أناس خبرواالمهنة وتفننوافي إبران
صفقاتها،إذيجدالمزاع نفسه غارقافي نومه وأحلامه وديونه ومطوق بحبل من
الشروط والحقوق لايمكن الفكاك منهاإلابماستجودبه الطبيعة فهي الحكم
والفيصل.
هناك من يحالفهم الحظ ويتحصلون على مايمكن أن يساعدهم على التغلب على
أعباءالحياة والوفاءبتعهداتهم ومن ثم التخطيط والمواءمة بين النفقات
والمتطلبات وبين الإدخاروالبيع.
هناك من يتحصل بالكادعلى مايسدبه رمقه ويظل مشلولاإقتصادياورهينة
لإلتزاماته عاجزاعن تحقيق رغباته.
وهناك آخرون ينتهي زمن الحصادلم يتحصلواعلى أدنى قدريقتاتون به إمانتيجة
عامل طبيعي :نقص الأمطارأوجرفهالل�