لا شك أن الأمة الإسلامية في طولها وعرضها عـندما يقرب الموسم الرمضاني تـتباشر بقدوم هذا الضيف الكريم الذي يأتي بكل خير للإنسانية جمعاء وللمسلمين خاصة وبحضوره يـبتعـد كل شـر عن الإنسانية كلها ولا سيما الإنسان المسلم .
فأكبر شر يـبتعد عن البشرية في أيامه هو كون الشياطين يصفدون عن البشرية طيلة هذا الشهر الكريم كما في الحديث الصحيح .
وبذلك تـقـبل الناس على العبادات طائعة بها نفسها متقـلـبة على الوساوس التي يلقيها الشيطان على كل من آنس منه الإقـبال على أي عبادة أو أي فعـل يباعده عن النار .
أما الخير الذي يأتي مباشرة عند هلال رمضان فعلى رأسه أنه هو الشهر الذي جعله المولى عز وجل ظرفا لنزول هذه المعجزة الكبرى التي أصبحت بعد كمال نزولها هي العـلاقة الوحيدة الثابتة الصادقة التي تربط بين البشرية كلها وخالق هذه البشرية كلها يقول تعالى: (( شهـر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبـيـنات من الهدى والفرقان )) .
ونتيجة لهذا الترابط الوثيـق بين هذا القرآن وهذا الشهر فإن أجواء هذا العالم تمتلئ من مراجعة هذا القرآن ترتيلا وتجويدا واستـذكارا يستوي في ذلك بقاع العـالم كله وبذلك تتجـدد حجة هذا القرآن على العالم أجمع كما قال تعالى (( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بـلغ )).
وبما أن السنة الصحيحة هي المبـينة لهذا القرآن كما قال تعالى (( وأنزلنا إليك الذكر لتبـين للناس ما نزل إليهم )) فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: .
ومعلوم أنه بهذه الآيات والأحاديث المبـينة لها والتي تـقرع أسماعـنا طيلة هذا الشهر العظيم نكون وجدنا نحن المؤمنين ميزانا واضحا عادلا نزن به إيمانـنا السلوكي سواء في أفكارنا أو أقـوالنا أو أفعـالنا .
فهذه المعجزة والحجة الوحيدة على هذه البشرية يمكـنـنا أن نعرف من خلالها هل نحن بكثرة قراءتـنا لهذا القرآن في شهر رمضان نجعل هذا القرآن حجة لنا عـند الله أو نحن بهذه القراءة نجعـله لا قـدر الله حجة عـلينا يوم العرض الأكبر على الله .
إن البشرية متـفـقة جميعا بقوة الواقع أن أي شخص قـبـل ميلاده لا يمكنه أن يتصرف في نفسه لا في اختيار أي بلد يولد فيه ولا في اختيار أي شخص يولد منه .
وهذا العجز المطلق في هذه الحالة هو الذي عبر عـنه القرآن في عجز الإنسان المرافق له دائما يقول تعالى (( وما تدري نفس ماذا تـكسب غـدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عـليم خـبـير )).
ويلاحظ هـنا أن القرآن عـبر عن إظهار هذا العجز الإنساني بقوله (( وما تدري نفس )) أي عـبر بكلمة نفس التي تشمـل كل إنسان في داخـله روح يتـنـفس بسبـبها ، ومن هـنا يظهر أن ميراث المؤمنين ولا سيما المؤمنين الحاليـين من فهم الإسلام هو فهم خاطئ لا يتماشى مع ألفاظ الآيات القرآنية التي تـتـردد على مسامعـنا ولا سيما في الأيام الرمضانية يقول تعالى ((ولقد جـئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون )) .
وهذا التـفصيل على علم يقضي بأن الإنسانية جمعاء متساوية عـند تطبـيق ما أوعـدها الله به في هذا القرآن من المجازاة على العمل الصادر من أشخاصها إن خيرا فخير وإن شرا فشر كما قال تعالى (( أفمن وعـدناه وعـدا حسنا فهو لاقـيه كمن متـعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين )) أي محضر أمام الله للقاء جزائه المطابق لعـمله .
وعلى ضوء هذا التفصيل الدقيق وبمناسبة هذا الشهر المبارك فإنـنا سوف نصل إلى ما وعدـنا به في الحلقة الأولى من كلمة الإصلاح المتعـلقة بوحي رمضان من شرح الموروثات الإسلامية التي ورثـناها عن أجدادنا وهي ملفوفة في ثلاث لفائف :
الملفوفة الأولى وضعها الاستعمار والثانية وضعـتها العادات والتـقاليد مجردة عن العبادات والثالثة ملفوفة في العـبادات التـقـليدية المتوارثة بـيـنـنا والمتعايشة عـندنا مع الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة مع أن الآيات والأحاديث الصحيحة تحذر صراحة من اتخاذ العبادة من خارج الآيات والأحاديث الصحيحة طريقا للعبادة .
وبما أن هذا مجرد مقال فقط فإني سوف نـقـتـصر على الإشارة إلى مكان هذه اللفائف كل في موضعه ونـتـرك لأي طالب للخير أن يتوسع في شرحها والتـنبـيه عـليها والكشف بوضوح عن ما في داخل تـلك للفائف من الانحراف بأكثر من زاوية سبعين درجة عن سلوك الطريق المستـقيم الذي أوضحه القرآن باسم الإشارة إليه في قوله تعالى (( وأن هذا صراطي مستـقيما فاتـبعوه ولا تـتـبعوا السبـل فتـفرق بكم عن سبـيله )) وقد رسم الرسول صلى الله عليه وسلم صورة بيانية لمعنى هذه الآية فخط خطا كـبـيرا واسعا ومستقيما وخط بجانبه خطوطا صغيرة تـنـطلق منه ولا تسير في اتجاهه ثم قرأ هذه الآية.
وفسر تـلك الخطوط الصغار بأن كل واحد منها عليه شيطان يدعو إلى سلوكه ، وبناء على ذلك فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فـتـنة أو يصيبهم عـذاب أليم .
ومن هـنا نبدأ بإذن الله وعونه عن كشف ما وراء تـلك اللفائف التي ورثـنا إسلامنا ملفوفا داخلها وهي كما يلي :
فاللفافة الأولى : جاء بها الاستعمار وهي تصوره للمجتمع أن العمل للدنيا منفصل عن العمل للآخرة وعبروا عنه بكلمة فصل الدين عن الدنيا ، ومعلوم أن هذه الفكرة لا تصدر ولا تستـقر إلا في قـلب من لا خلاق له في الآخرة .
فمن المعلوم أن الإنسان إما أن يفـكر أو يتـكلم أو يفعل وهذا كله مسجل عـند الله وسيحاسبه عليه إما حسابا يسـيرا وينـقلب إلى أهله مسرورا وأما حسابا عسيرا وعـندئذ سيدعو ثبورا ويصلى سعـيرا .
فالتـفكير فيه يقول المولى عز وجل (( وأعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه )) يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، أما القول فيقول تعالى (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عـتـيد )) وقوله تعالى( (يآيها الذين آمنوا اتـقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم)) الخ الآية .
أما الفعـل فيقول تعالى (( وإن عـليكم لحافظين كراما كاتبـين يعلمون ما تفعلون )) وقوله تعالى (( ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه )) .
وعلى كل حال فما هو الفرق بين قوله تعالى مخاطبا للنبي صلى الله عليه وسلم ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك)) وقوله تعالى (( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتات طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك )) إلى آخر آية القتال وأيضا فما هو الفرق بين هذه النداءات (( يأيها الذين آمنوا فاغسلوا وجوهكم ....)) (يأيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تـتـناجوا بالإثم والعـدوان )) الخ الآية (( يأيها الذين آمنوا لا تـتـخذوا عدوي وعدوكم أولياء تـلقون إليهم بالمودة )) إلى كل ما في القرآن من ربط الإنسان الدنيوي بالإنسان الأخروي ، فمن فصل الدنيا عن الدين فـليفصل الدنيا عن الآخرة وليفصل الحياة عن الموت إلى آخر ذلك الارتباط الذي لا ينفصل إلا عند قوله تعالى (( فريق في الجنة وفريق في السعير )) .
فنحن كنا مع الأسف عندما نرى المسلم يعمل أو يتكلم أو يلبس حضريا نعده من أهل الدنيا ولا نصيب له في الآخرة ، وعـندما نرى المسلم في المساجد أو يقوم بما أوجبه الله عليه من العبادات نـنـظر إليه وكأنه في الجنة ومع ذلك نقرأ في رمضان وفي غيره قوله تعالى : (وسيرى الله عـملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبـئكم بما كنتم تعملون)
ونحفظ قوله صلى الله عليه وسلم :إلى آخر الحديث الواضح المعنى المجهول العاقبة بالنسبة للبشر .
أما للفافة الثانية فقد وضعتها التـقاليد والعادات وتعايشت مع إسلامنا الدنيوي ومع قراءتـنا للقرآن في رمضان وفي غيره ، فكما أن القرآن يقول لنا (( كل نفس ذائـقة الموت ...)) وجربناها ويقول أيضا (( كل نفس بما كسبت رهينة )) ويخاطبنا القرآن دائما بألفاظ العموم ((فمن يعمل مثـقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثـقال ذرة شره يره )) إلى آخر تـلك الألفاظ التي لا تميز أحدا عن أحد .
ومع ذلك فقد كانت العادات والتقاليد تقسم الأعمال علينا فبعضنا عليه أن يعمل للآخرة وبعضنا ليس عليه ذلك ، وبعضنا عليه أن يكون حافظا للقرآن وبعضنا ليس عليه ذلك .
ومن المفارقات أن ما كنا نعـدهم من أهل العلم ونهيئهم لدخول الجنة بمجرد الموت كانوا يتعايشون مع هذا الاعـتـقاد والمعاملة المفرقة لعمل المسلمين فكان الجميع متجاور وبينهما المعاملات والصداقات ولكن لا نصح ولا توجيه بل مكان النصح والتوجيه التسليم بأن هذا قدر الله فيعامل المسلم على ضوء ذلك .
وعلى كل نحمد الله أننا أدركتـنا هذه الصحوة الثقافية الإسلامية ورأينا كل أجناس الناس فيـنا قد أدركوا وجوب العمل لما خـلقوا له ولما هم صائرون إليه جميعا .
أما اللفافة الثالثة والخطيرة على المسلم لأنها ملفوفة في ثوب إسلامي المظهر بل إن مظهره تجاوز المظهر الإسلامي القرآني الذي يعتمد في حياته على جناحي الخوف والرجاء كما قال تعالى في وصف المظهر الصحيح: (( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعـين )) فذلك المظهر الملفوف في العبادة يغـلب عليه اليقين على المصير نتيجة سلوك تـلك الطريقة فقط .
وقـبل أن نعطي للقارئ الكريم عن ما يترآى لي داخل تـلك اللفافة الدينية التي تسمى بالطرق الصوفية فإني أصرح أن هذه الفكرة استـقراء مني المبني على السبر والتقسيم لفحوى الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة من جهة وسلوك أهل تلك الطرق من جهة أخرى وليس معاذ الله لمجرد الإنكار .
فالشخص الذي يعرف دلائل الصبح والسماء صحوا ولم ير تـلك الدلائـل حتى يعلن رؤية الصبح فلـيعذر في عـدم هذا الإعلان ولكن على من يحفظ القرآن ويعلم الأحاديث المتعـلقة بالإيمان القرآني المبـينة له وفي نفس الوقت يتعايش مع جميع طقوس تـلك الطرق أن يـبـين لنا يبانا شافيا لما نقوله لربنا عندما نخاطب بقوله تعالى (( أو لم يكفيهم أنا أنزلنا عـليك الكتاب يتلى عليهم )) وبقوله (( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تـتـبعوا من دونه أولياء قـليلا ما تـذكرون )) الخ آخر الآيات الكثيرة الناطقة بهذا المعنى .
فنحن نعرف أن هذه الطرق تنسب إلى رجال بذواتهم دون الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه الطرق وإن كانت مشـتـملة على العموم على أنواع العبادات من النوافـل والأذكار والأدعية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهل الإسلام أذن أن تـنسب طريق أي عبادة إلا له هو نفسه جـل جلاله بوصفها الطريق المستـقيم .
فنحن نعلم أن بعض أهل الكتاب أحل بعض الأرزاق وحرم بعضها فخاطبهم الله (( قـل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قـل ألله أذن لكم أم على الله تـفـتـرون)) فهل المولى عز وجل أذن لهذه المسميات أن تكون داخل المسلمين .
وليس هذا اعـتراضا على مجرد كلمة الصوفية لأن الصوفية إذا كانت عبارة عن دوام العبادة لله كما أمر الله بذلك وطبقا لما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم فهي مطلوبة من كل مسلم ومرغب فيها فعباد الله الذين وصفهم الله نتيجة لعبادتهم بكل أنواع المكافآة التي لا تعلم نفس فيها ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون هي غاية كل مسلم وأمنيته فلنسميها صوفية أو امتثالا لأوامر الله كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم فلا عبرة بالمسميات ولكن المؤسف أن هذه الطرق لا تتـفق على نوع عبادة واحدة لا في جوهر العبادة ولا نوعها ولا عـددها مع أنه لا يوجد نوع عبادة إلا وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديدها تارة يحدد العدد وتارة يطلقه وسواء كانت هذه العبادة قولا أو فعلا وحتى فكرا .
وهنا مكمن الخطر على المسلم لأنه من المعروف أن نية المرأ هي أخطر ما يحاسب عليه يوم القيامة فهل القائم بهذه العبادة في اعـتقاده أنه منفذ لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة أم هو منفذ لما تعهد به لأهل الطريقة من الأداء لهذه العبادة أم يستطيع المسلم المؤدي أن يأتي بنية تشمل ذلك كله وهل هذه الصورة مأذون بها في الإسلام .
وإذا خرجنا من هذا المأزق الدقيق وهو البحث عن نية خالصة في الموضوع ينطبق عليها قوله تعالى (( ألا لله الدين الخالص )) فإن هناك طقوس أخرى يصعب الخروج منها إلى الطريق المستقيم في الإسلام .
من هذه الطقوس ما يتكون عند المسلم من فكرة قدسية تجاه قائد تلك الطريقة الحالي وقوادها الأقدمون الذين ذهبوا إلى ربهم وعقيدة المسلم الصحيحة أن يرجو لهم كل الخير ولكن قطعا لا يعرف ما لقوا عـند ربهم وعقيدة مخالفة لهذا على المسلم أن يبحث عن أصلها في الصحيح .
ومن هذه الطقوس أن السالكين لهذه الطرق يعـتـقد كل واحد منهم أن قائده في الطريقة أفضل منه عند الله ، ولاشك أن سبب هذا عـنده هو إما كثرة العبادة أو إخلاصها أو هكذا ينبغي أن يكون السبب فمن أين نأخذ عقيدة هذا التفاضل من الطريق المستقيم في الإسلام فإذا كانوا مسلمين فالمسلم مع المسلم معروف علاقتهما في الإسلام وهو التعاون على البر والتقوى إلى آخر ما هو معروف عـند كل مسلم وإذا كان نوع العبادة فلماذا لا تكون عبادته مثل عبادة قائده أو أكثر منها .
وأنا هنا أنبه جميع المسلمين أن خطورة العبادة تكمن في أن الجواب على صحتها أو فسادها لا يكون إلا في الآخرة وعندئذ لا تحين مناص فإن كان صاحبها وضع النصوص الواردة في شأنها قرآنا أو سنة أمام عينيه فسيطمئن قلبه في رجاء ثوابها وإن كان يلزمه إسلاميا أن يجعل ذلك في علم الغيب وعمله هو الرجاء فقط قائـلا ربنا وآتـنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
أما إن كان هذا العابد أخذ العبادة تقـليديا أو ورثها من أبائه أو محيطه أو قبـيلته وقطعا يعلم أنه إذا مات سيفرق بينه وبين جميع هذه العلاقات الدنيوية فهذه العبادة تكون مجرد مودة بينه وبين أقاربه في الحياة الدنيا ، فخير له إذن أن يجعل النصوص الدينية الواردة في العبادة أمام عينيه ساعة الأداء.
فالشيطان لعنه الله يفضل العبادة على غير النصوص الصحيحة عن فعل الفواحش ما ظهر منها وما بطن لأن الأولى سوف لا يتوب صاحبها لأنه يحسب أنه يحسن صنعا ويحسبون أنهم مهتدون ويحسبون أنهم على شيء فكل هذا وردت به الآيات محذرة من الوقوع فيه أما المعاصي فقد وضع لها المولى عز وجل عرى التوبة فكل من تعلق بها نزعته من وحلها فقد نزعت قاتـل مائة نفس فيها العلماء ونزعت مرتكب الفواحش الأخرى .
وأخيرا أقول لنفسي وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم .