لم تعجبني بعض فقرات مسلسل " وجوه من خشب " ، فتمثيل القتل فى موريتانيا غير مقبول باختصار ،لأن القتل لم يصل إلى هذا الحد من الخطورة ، وبالتالي فالتمثيل بهذا المستوى قد يمثل تكريسا وترسيخا لجريمة ، قد لا تكون في حاجة لمسلسل، ومسلسل يبث على نطاق واسع ،
عبر شاشتنا الرسمية .
فهذا القدر من إشاعة معالجة الظاهرة ، لايستبعد أن يسوغ القتل لدى بعض الناس ، دون تمييز للناس الذي نعنيهم ، لأن المسلسل كان صرييحا ومباشرا .
قد تكفي كتابات أو قصاصات خبرية، أو ربما من خطب على بعض المنابر، وبأسلوب متوسط .
أما الاعتراف الرسمي تقريبا باستفحال هذه الجريمة، فقد كان شبه صريح، عبر عرض هذا المسلسل المثير ، وفي رمضان بالذات.
لم يكن بعض المضمون أمينا ولا حذرا،لأن تمثيل حالات معزولة ، قد لا يحد من الظاهرة ،وإنما قد يدفع للمجهول الفادح الممزق لنسيج المجتمع ، وعافيته الهشة .
أما التحذير الضمني من العقوق ، والإشارة لوجود حالات تهديد للوالدين ، تحت ضغط مخدر أو مسكر،فهذا مهم ، لكنه أيضا لم يحن تمثيله بأسلوب صريح ، في مسلسل يبث على نطاق واسع، لأن الظواهر المعزولة المحدودة إظهارها للرأي العام على اختلاف مستويات نضجه ، قد يمثل ببساطة تشريعا ونشرا للظاهرة بدل الحد منها وإيقافها .
التمثيل عموما مهم ، لكن مع مراعاة المقادير،من حيث النبرة أو الأسلوب والمضمون ،والحيز المكاني والزماني بوجه خاص .
بعض مقدمات البرامج الدينية الرمضانية ، قد تحتاج إلى تربية دينية قبل مباشرة الجمهور ، خصوصا بالوقار والملبس البريئ الحيي ،بدل ما يقع من لحن لغوي وعرض وحركات غير لائقة إطلاقا ، أحرى ببرنامج إسلامي !.
أما المحاصصة السياسية العرقية والاجتماعية في تقديم برامج الإفطار ، فمفرطة باختصار ، لأن أحدهم ، يلفظ أحيانا كل ما هو مكتوب أمامه ، حتى أنه يقول عند نهاية الدرس ، انتهت الحلقة. أكل هذا الإقحام ، من أجل أن لا يقال قناة " البيظان" ؟!.
إنها قناة للجميع ، لكن بشرط مستوى مقبول من المعرفة وحسن الأداء الإعلامي .
المطلوب كثير ووقت الإعداد محدود ، وطبيعة المساطر ، التي تفرض التنوع بالمعنى الشامل تقريبا ، قد يدفع لبعض الارتجال إلى حد التخبط ، لكن مسحة عدم الإتقان أحيانا، كانت بينة .
مزج بعض الأغاني النسائية وفي يوم رمضان ، مثل أغاني أم كلثوم رحمها الله ، مع بعض البرامج الدينية ، لا يعتبر من حسن الاختيار والربط ، على رأي البعض .
فالله الله في رمضان وأجوائه الدينية الروحية الرفيعة .
ودون تردد أشكر زملائي على ما بذلوه من جهد مقبول إن شاء الله ، في أدائهم الإعلامي ،في مرفقهم الإعلامي الرسمي ،عبر قناة الموريتانية. إلا أن المديرة الحالية تركت بصمتها مع نقص في الحزم .
فمسلسل " وجوه من خشب " ينبغي اعتبار بثه تجريبيا ، كما ينبغي أخذ الملاحظات الصادقة في الاعتبار.
نتطلع إلى إعلام رسمي يخدم توجهات دولة ، لا رغبات وطموحات وشطحات نظام .
فمتى نصل إلى هذا المبتغى القريب السهل ، لمن أراد الخوض بجدية وشفافية في ميدانه الجامع ، الخادم لجميع المشارب الوطنية دون غبن ، مع مراعاة هوية ومصلحة الأمة " الموريتانية المسلمة العربية الإفريقية " ، ووضعها فوق كل اعتبار آخر، ضيق محدود الأفق والطعن .
وكل عام وأنتم بخير، تقبل الله منا ومنكم ،ومن سائر المسلمين .
اللهم آمين.