"الموريتانية " في رمضان : مجرد ملاحظات / عبد الفتاح ولد اعبيدن

لم تعجبني بعض فقرات  مسلسل " وجوه من خشب " ، فتمثيل القتل فى موريتانيا  غير مقبول باختصار ،لأن القتل لم يصل  إلى هذا الحد  من الخطورة ، وبالتالي  فالتمثيل بهذا المستوى قد يمثل تكريسا  وترسيخا لجريمة ، قد لا تكون في  حاجة  لمسلسل، ومسلسل يبث على نطاق واسع ،

عبر شاشتنا الرسمية .
فهذا القدر من إشاعة  معالجة الظاهرة ، لايستبعد  أن يسوغ القتل  لدى بعض  الناس ، دون تمييز  للناس الذي  نعنيهم ، لأن المسلسل كان صرييحا  ومباشرا .
قد تكفي كتابات  أو قصاصات  خبرية، أو ربما من خطب على بعض المنابر، وبأسلوب متوسط .
أما الاعتراف  الرسمي  تقريبا باستفحال هذه  الجريمة، فقد كان شبه صريح، عبر عرض هذا المسلسل  المثير ، وفي رمضان بالذات.

لم يكن  بعض المضمون أمينا ولا حذرا،لأن تمثيل حالات  معزولة ، قد لا يحد من الظاهرة ،وإنما  قد يدفع  للمجهول  الفادح  الممزق لنسيج المجتمع ، وعافيته الهشة .
أما التحذير الضمني من العقوق ، والإشارة لوجود حالات  تهديد للوالدين ، تحت ضغط مخدر أو مسكر،فهذا مهم ، لكنه  أيضا  لم يحن تمثيله بأسلوب  صريح ، في مسلسل  يبث على نطاق واسع، لأن الظواهر  المعزولة المحدودة  إظهارها للرأي  العام  على اختلاف  مستويات نضجه ، قد يمثل ببساطة  تشريعا  ونشرا  للظاهرة  بدل الحد منها وإيقافها .
التمثيل عموما مهم ، لكن مع مراعاة المقادير،من حيث النبرة أو الأسلوب والمضمون ،والحيز المكاني والزماني بوجه خاص .
بعض مقدمات  البرامج الدينية  الرمضانية ، قد تحتاج إلى تربية  دينية قبل مباشرة الجمهور ، خصوصا  بالوقار  والملبس البريئ الحيي ،بدل ما يقع من لحن  لغوي وعرض وحركات غير لائقة إطلاقا ، أحرى ببرنامج إسلامي !.
أما المحاصصة  السياسية  العرقية  والاجتماعية  في تقديم برامج  الإفطار ، فمفرطة باختصار ، لأن أحدهم ، يلفظ أحيانا  كل  ما هو  مكتوب أمامه ، حتى  أنه يقول عند نهاية  الدرس ، انتهت الحلقة. أكل هذا الإقحام ، من أجل  أن لا يقال  قناة " البيظان" ؟!.

إنها قناة للجميع ، لكن بشرط مستوى مقبول  من المعرفة  وحسن الأداء  الإعلامي .
المطلوب كثير  ووقت الإعداد  محدود  ، وطبيعة المساطر ، التي تفرض التنوع  بالمعنى الشامل تقريبا ، قد يدفع  لبعض الارتجال  إلى حد  التخبط ، لكن مسحة عدم الإتقان أحيانا، كانت بينة .
مزج بعض الأغاني  النسائية وفي يوم رمضان ، مثل أغاني أم كلثوم رحمها الله ، مع بعض البرامج الدينية ، لا يعتبر من حسن الاختيار والربط ، على رأي البعض .
فالله الله في رمضان  وأجوائه  الدينية  الروحية  الرفيعة .
ودون تردد أشكر زملائي على ما بذلوه  من جهد مقبول إن شاء الله ، في أدائهم الإعلامي ،في مرفقهم الإعلامي  الرسمي ،عبر قناة الموريتانية.  إلا أن  المديرة الحالية  تركت بصمتها  مع نقص  في الحزم .
فمسلسل " وجوه من خشب " ينبغي  اعتبار بثه  تجريبيا ، كما ينبغي أخذ الملاحظات الصادقة  في الاعتبار.
نتطلع إلى إعلام رسمي يخدم توجهات دولة ، لا رغبات  وطموحات  وشطحات نظام .
فمتى نصل إلى هذا المبتغى القريب السهل ، لمن أراد الخوض بجدية وشفافية  في ميدانه الجامع ، الخادم لجميع المشارب  الوطنية دون غبن ، مع مراعاة  هوية ومصلحة  الأمة " الموريتانية المسلمة العربية الإفريقية  " ، ووضعها فوق كل اعتبار آخر، ضيق محدود  الأفق والطعن .
وكل عام وأنتم بخير،  تقبل الله منا ومنكم ،ومن سائر المسلمين .
اللهم آمين.

7. يوليو 2015 - 11:55

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا