للغضب لله كلمة تتعلق بمصر السيسي / محمدو بن البار

كلمة الغضب لله هذه أودها أن تكون معذرة لي عـند ربي يوم يقوم الإشهاد يوم لا ينفع الظالمون معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار .
إن العالم الآن مؤمنه وكافره ومنافقوه يكاد يجمع أن الله ابتـلى مصر الآن بما ابتلي به بني إسرائيل في مصر الفرعونية ، فقد ظهر للجميع

 أن طينة مصر هي معدن خصب للطغاة وفي نفس الوقت معدن خصب لإنـتاج رجال الله الذين اصطفى .
فهي التي أنجبت سلسلة من الطغاة فرعون وقارون وهامان وهي التي أنجبت كذلك نموذجا من الهداية وصلابة الوقوف عند العقيدة إلى آخر لحظة من العمر أو بمعنى أصح إلى الميعاد داخل الجنة .
فالطغاة زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فأوضح الله مصيرهم بعد ذلك فمنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقـنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. أما أصحاب الهداية النادرة فهم القائلون للطغاة ((فأقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتـنا عليه من السحر والله خير وأبقى)) 
هذا من جهة ما وقع لقادة طغاة  مصر وذلك موقف من دخل الإيمان إلى شغاف قلبه من سكان مصر ، أما الشعب المصري الآخر فإن نفس موقفه يتـكرر بين متبعي الطغاة إلى غير رجعة بمعنى لابسي ثوب النفاق من الرأس إلى الأخمصين  من غير مواراة ولا استعمال عقل ولا دين وبين شعب أوتوا العلم ولبسوا الإيمان وادثـروا  به .
فالأولون قالوا(( ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم )) والآخرون قالوا (( ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون )) إلى آخر نتيجة الطغاة المعروفة لدى الجميع .
إننا نحن المسلمين القارئين لهذا القرآن أي لهذه المعجزة التي فيها خبر من قـبلنا ومن بعدنا لا نكاد نمر بآية إلا وجدنا أنفسنا ننـظر إليها عيانا ولذا يخاطبنا المولى عز وجل بقوله تعالى (( ولقد جـئناكم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون )) .
فقد ضرب القرآن مثل القرية التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون .
فهذا المثل هكذا شاهدنا فيه فعل الله في هذا الرجل المسمى السيسي: وآثاره سمته الطاغية فهو اختير وزير دفاع عـنده مقاليد القوى الضاربة في مصر وبذلك يستحق كل اعتـيار مادي وفي نفس الوقت معافي في جسده وآمنا في سربه وعـنده من مادة الدنيا ما تشتهيه نفسه بين أسرته وذويه فبدل نعمة الله كفرا وأحل نفسه وقومه دار البوار  فها هو في شهر رمضان يقـتـل الأنفس التي حرم الله إلا بالحق وتأتيه المصائب من كل مكان ، ولاشك أن من مد الله في عمره سيرى مصير الطغاة قد التـقمه وهو مليم لأنها سنة الله في أرضه .
فالطغاة نوعان : طغاة بطش بالقتل والتدمير وفعل الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وطغاة تكبر وتجبر، والتبجح بذلك أمام الإنسانية .
فالطغاة الأولون تارة يمهلهم الله ويؤخرهم إلى يوم تشخص فيه الأبصار فياتون مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفـئدتهم هواء .
أما الطغاة المتكبرون فإن الله لا ينـتظر بهم الآخرة وإنما يقصمهم أمام العالم الذي تكبروا أمامه ففي الحديث القدسي .
ونحن في العالم الآن شاهدنا كثيرا من هذا القصم للمتكبرين في العالم قبل ما ينـتظرهم في الآخرة .
وهذا الطاغية الحالي السيسي جمع بين الطغيانين فهو من جهة : أثخن في القـتل للرجال والنساء والأطفال ظلما وعدوانا وفي نفس الوقت يتكلم بملء فيه كأنه الرب الأعلى وإن الناظر في مصيره المحتوم لقريب طبقا لسنن الله في قصمه للمتجبرين  .
ومن هنا نعود إلى رؤساء العالم الإسلامي ولا سيما العالم العربي الذي ما زال يترك مقره في القاهرة بجانب سلطة هذا الرجل الذي أذاق الإنسان العربي في كل مكان أنواع الخزي والعار .
فرؤساء المسلمين حتى الآن لم ينـتـبهوا أن استحياءهم في الدنيا عن إنكار المنكر لا يرد عنهم ما أعده الله للساكت والمتصامم عن إنكار المنكر وهو يستطيع أن ينـكر ولو بقـلبه ولسانه يقول تعالى (( اسمع بهم وأبصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين)) .
فالرؤساء المسلمون يعلمون أنه لو مات هذا العدد الذي قـتل السيسي وأعوانه ظلما وعدوانا بفيضانات أو حوادث سير أو كوارث لجاءت التعازي بالتأسف ولجاء التضامن الدنيوي يملأ السماء  والأرض ولكن عندما كان هذا القتـل من المواطنين المصريـين سببه الطغيان فقط سكتوا  سكوت الجبال الرواسي فكأن رؤساء الدول الإسلامية والعربية لا يسمعون قوله تعالى (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين )) وقوله تعالى (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )) وقوله تعالى (( كانوا لا يتـناهون عن منكر فعلوه لبيس ما نوا يفعلون )) فكأنهم أسود صغار ينظرون إلى الأسد الكبير يبطش بفريسته ولا قـدرة لهم على كلمة واحدة لصالح الحق إلا من رحم ربك منهم   .
فما دمنا في شهر رمضان فأنا أدعوا رؤساء الدول الإسلامية أن يقرؤوا القرآن بتـدبر وتـفكر وينزعون عن قلوبهم أقفالها كما أمرهم الله في قوله تعالى (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قـلوب أقفالها )) فـليتدبروا القرآن الآن هم بأنفسهم ليعلموا منه مسؤوليتهم ليجيـبوا كما سألهم الله (( قـل إنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون )) بمعنى أن الخوف من الله  وحده والأمان في الدنيا والآخرة من الله وحده فهل أنتم مسلمون .
أما رؤساء الدول العربية فمع أنهم الآن جميعا إلا من رحم ربك منهم شبه الحنـظلة كل أجزائـها طعمها مـر فهم ممزقون شر ممزق إلا أن آخر الخزي والعار بهم هو ما فعـل بهم السيسي الآن.
فمصر هي أكبر دولة عربية وهي مقـر الجامعة العربية ورئيس وزراء الكيان الصهيوني قال : إنه هو ومصر الآن في خـندق واحد فمعـنى ذلك أن إسرائيل و دول الخليج العربي ودول المغرب العربي وجميع الدول العـربية في إفريقيا الجميع مع إسرائيل الآن في خـندق واحد ضـد الإسلام الوسطي على الأرض .
لأن العالم عـندما كان يقـاتـل الإسلام المتطرف لم تدخـل إسرائيل في خـندق مع أي دولة عربية ضـده لا مع سوريا ولا العراق ولا لـيـبـيا ولكن عـندما كان الإسلام السالك للصراط المستـقيم صراط الله الذي له ما في السماوات و ما في الأرض ألا إلى الله تصـيـر الأمور دخلت إسرائيل في خـندق  واحد مع الجامعة العربية كلها  .
إن هذه العلاقات الموجودة الآن بين المخابرات الإسرائيلية والمصرية وتصريحات رئيس مصر بأنه لا يهمه إلا أمن إسرائيل واللقاء الودي اليومي بين الجيشين لا يترك لنفس مسلمة عربية أصيلة إلا أن تطلب من الله حبس هذه النفس حتى تـلقى ربها بدون النظر إلى أقبـح منظر يرى فيه العربي المسلم نفسه الآن جراء وجود هذه الطامة الكبرى المسماة السيسي.
فأهلا وسهلا مائة مرة بالسادات يوم خزيه للعرب بزيارة القدس وأهلا وسهلا مائة مرة بحسن مبارك أيام طغيانه دون إراقة دماء بريئة وحدانا وجماعات ولكن بعدا للسيسي واغتيالاته وتهجيره للشرفاء فبعدا له يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، وإن كان الله يريد أن يتوب عليه فنرجو من الله أن يعجـل علينا رؤية هذه التوبة حتى يبدل الله سيئاته بالحسنات لتستريح المسلمين من طغيانه وبطشه .
فعلى المسلم المؤمن أن يفهم الإسلام كما بينه الله في هذه المعجزة الكبرى وهذا الفهم يعني معرفة أن المتصرف في هذا الكون هو الله وحده ووفق إرادته .
فالله ترك قصة أصحاب الأخدود قرآنا محفوظا يتلى ليفهم منها ثلاث مسائل :
أولا : أن طغيان البشر لا يقف عـند حد (( النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود)) ، وهؤلاء هم جنود وشرطة مصر الآن  .
ثانيا : أن المؤمنين يقـتـلون ظـلما وعـدوانا بسبب إيمانهم (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهـيد ))  وهؤلاء الآن هم الإخوان المسلمون في مصر أو كل معارض الآن في مصر سواء كان إخواني أو علماني .
ثالثا : أن الله تبارك وتعالى لا يتحكم في فعله أي نبي مرسل ولا ملك مقرب فهو في أزله قد فتح باب التوبة على مصراعيه مهما فعـل الإنسان من فعـل يقصر عنه الحيوان المفـترس ((إن الذين فـتـنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عـذاب جهنم ولهم عـذاب الحريق)) وهؤلاء هم أصحاب الأخدود وأمثالهم من جميع طغاة البشر عندما يتوبوا يبدل الله سيئاتهم حسنات رغم انف كل مسلم مؤمن لا يفهم أن الحكم في الإيمان والإسلام كله لله وحده وليس متروكا لمزاج البشر حتى ولو كان أفضل البشر كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )).
والآن نستدعى أسماع المؤمنين المسلمين ونظرهم ليروا معي ويسمعون ما يصل إليه المؤمن المسلم من انحطاط إيمان وانحداره إلى الصفر  المكعب عـندما نسمع ونـنظر إلى الجندي أو الشرطي المصري يدخـل إلى الأبرياء ويطلق عليهم الرصاص في رمضان ليرديهم قـتـلى وهو ليس له أي ذنب عليهم بل لمجرد أنه يعرف أن هذا يرضي بشرا آخر وهو يعلم أن الله قال ((ومن يقـتـل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعـنه وأعـد له عذابا عظيـما ))   .
وفي نفس الوقت وإن تـدع مثـقـلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى .
فماذا يغـنى السييسي  في الدنيا أو يوم القيامة عن هؤلاء القـتـلة سواء  كان القـتـل غـيلة للأبرياء أو المتظاهرين السلميـين .
فماذا يقولون عندما يقال لهم (( وقفوهم إنهم مسؤولون ما لكم لا تـناصرون بل هم اليوم مستسلمون وأقـبل بعضهم على بعض يتلاومون )).
فعلى المؤمنين خاصة سواء كانوا رؤساء دول: دول إسلامية أو عربية  وسواء كانوا وزراء أو مكلفين بمهمة أو مستشارين أو جنود جيش أو درك أو حرس أو شرطة أن يعلموا مع إيمانهم وإسلامهم أن الله أنزل كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنزل فيه قوله تعالى (( يوم تاتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ، وكل إنسان ألزمناه طائره في عـنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يـلقاه منشورا اقـرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ))  وهذه المعاني لا ينسخ مضمونها قوانين الدول ولا اتفاقياتها ولا أعرافها وهذا واضح في قوله تعالى (( وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها وكفى بنا حاسبين )).
فعلى علماء المسلمين المتمثـلين الآن في إيجاد  السلم بين المسلمين أن يتوجهوا إلى الناحية الأخرى من المسلمين وهي طغاة المسلمين ليبـينوا لهم مصيرهم المحتوم إن لم يكفوا عن هذا الطغيان المقـيت ليرفعوا عن أنفسهم بذلك مسؤولية الله لهم عن الصلح  والتبـيـيـن للمسلمين كما قال تعالى (( إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم )) .  

9. يوليو 2015 - 10:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا