رائع جدا أن تجد مراكز كبرى يفوق بعضهم على تسعين مرشحا ؛ كتمبل 93 ولعويسي 75 وهامد 84 وساني 90 وهم في باركيول وكنكوصه على التوالي لا يخفق منهم في مسابقة سوى قدر أنامل اليدين؛ بل أنامل اليد الواحدة !.
وأكثر منه روعة أن تجد مراكز أصغر حجما منهم؛ نجحوا بحذافيرهم ؛ كبومديد1 والرك و بوكادوم و آمرجل !.
وأكثر روعة حين يكون هذا الانجاز في ظلّ سنة دراسية متعثرة بامتياز؛ فاتحتها غياب الكتاب الدراسي ؛ وخاتمتها تسريب الفيزياء !.
فهذا رائع كلّه وعظيم ؛ويستحق التهليل والتكريم والإشادة؛فلمعلّميهم تاج ؛ولذويهم العزة والافتخار ؛ ولا ينغّصه علينا غير دهشة واستغراب بعضنا؛ ومن يضارعه بصناديق الديمقراطية المزيفة.
بالنسبة لي لا أستكثر نجاح وتفوق هؤلاء التلاميذ؛ والتاريخ يشهد على أجدادهم بالعبقرية والنبوغ ؛ إلا أنّ ظاهرة نجاح المركز كلّه وإن كانت تحتاج إلى تنويه ؛ فهي تحتاج إلى بحث وتحقيق كما يحلو لبعضنا؛ لأنّ الأمر فيه إثارة بالغة؛ في ظلّ شبه إجماع وطني على فساد التعليم فينا؛ وضعف أدائه .
فهناك قناعة راسخة لدى البعض؛ بأنّ أسهل سبيل للنجاح و التفوق في مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية هو إجراؤها في ريف و بوادي ومدن نائية من ولاية لعصابه؛ حيث رخاوة قبضة رقابة الإدارة المركزية وعيونها؛ وخلوّ الجو لمزاج المتلاعبين.
وهذا مجرب في مقاطعتي باركيول وكنكوصه وتارة بومديد و تطفو لك اغورط تارة أخرى.
قد يعصف بك سهام المشككين في نتائج هذه المراكز ؛وتشتبك بك الريبة والشكوك حولها؛ فلا يعقل عندهم تجاوز مركز كلّه في مسابقة لها رهبتها ؛والأغرب عندهم صعود درجات نتائج أهلها وتقاربها ؛ فلا بليدا يؤويه هذا المركز أو ذاك ؛الكلّ أذكياء يتنافسون على درجة واحدة؛ وإن كانوا من مدارس شتى ؛ فمن يصدق هذا؟!.
بل يجزم بعضهم؛ بأنّ الإهمال وخيانة الأمانة والتواطؤ على غياب المسؤولية لهم اليد الطولي في صناعة الدهشة ؛والفرقعة الخاوية ؛ ويطالبون بتحقيق نزيه؛ يطال المراقبين الذين اشرفوا ؛ والمفتشين الذين أطّروا ؛ فهم يراهنون على ألهبة من الفضائح سوف تلفح أطراف هؤلاء المفتشين ؛ وبركان من تهم الغش سوف تشوي وجوه هؤلاء المراقبين! .
لكنّ البعض الآخر أعرض عن هذا؛ ويرى فيه شططا ؛ويزعم أنّ ظاهرة نجاح المركز كلّه في ولاية لعصابه؛ لا تخلو من معجزة خارقة؛ تستحق ترقية بارعها؛ والاعتناء بتجربته؛ وإقامة أيام تفكيرية حول الاستفادة من خبرته ؛فالمواظبة والتفاني في العمل والكفاءة الفائقة قد أثمرت لديه جهدا خارقا للعادة؛ صنع به عصا سحرية؛ تلتهم فشل التعليم ؛ وأيّ عجب في صحارى أنجبت آب ول اخطور وغالي البوصادي ؛ أن يكون فيهم فتية نابغين! .
أليس من حقّ معلمي باركيول وكنكوصه وبومديد واغورط أن يطالبوا الإدارة الجهوية بمبدإ المكافئة والعقوبة ؟؛ أليس من حقّ هؤلاء مديري المدارس ومعلّميهم التكريم؟! ؛ والإشادة بما صنعوه ؛ فإن كان فيه مطعن؛ أليس من حقّ الأهالي والوطن معاقبة الجناة؛ والتشهير بهم؛ وإنزال أقصى عقوبة بهم؛ حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر؟ .