إيران تنتهج دبلوماسية التهور منذ فترة ،، وهي تسابق الزمن في منطقة غرب إفريقيا لنشر أيديولوجيتها التوسعية،، ولكن تصاعدت وتيرة التهور هذه بعد الضربة الموجعة التي تلقاها هذا المشروع في الشرق
الأوسط على يد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية،
، واتضحت للرأي العام مخالبها في المنطقة،، فاتجهت بخيلها ورجلها الى منطقة غرب افريقيا ، فحسب معلومات وكالة "الساحل ميديا " شهد التحرك الإيراني في دول غرب افريقيا تركيزا جديد تمثل في محاولة اختراق التجمعات الصوفية ذات التأثير الكبير في المجتمعات هناك ، حيث تضاعفت أنشطة الممثليات الدبلوماسية الايرانية عقب عمليتي عاصفة الحزم، و"إعادة الأمل"، فتنوعت أنشطة بعثاتها الدبلوماسية بعدة دول افريقية من بينها على وجه الخصوص لا الحصر السنغال وموريتانيا ، وتؤكد معلومات حصرية "للساحل ميديا" أن أربعة قيادات صوفية من موريتانيا رفضت مقابلة القائم بالإعمال الايراني في نواكشوط ،، في حين وافق زعيم صوفي واحد على مقابلته،، غيران الشيخ المعني - نتحفظ على ذكر إسمه - استغل هذا اللقاء ليوضح للطرف الإيراني أن شيوخ الصوفية لا يمكنهم بأي وجه من الوجوه أن يدعموا أي نشاط أو أي عمل يهدد أمن أو استقرار المملكة العربية السعودية،، وحاول الدبلوماسي الايراني في حديثه مع الشيخ أن يؤجج الصراع بين المذاهب السنية عندما ألمح إلى فتوى وصفها ب"الفتوى الوهابية" تعتبر الطرق الصوفية بدعة وضلالا ، فرد عليه الشيخ " نحن على علم وإطلاع بكل الفتاوى في هذا الموضوع ، ولكن نحن نتعامل مع السلطات السعودية ولم نر منهم إلا الاهتمام واحتضان المسلمين من جميع الطوائف سواء ا كانوا سنة أو سنة صوفية أو حتى شيعة وغيرهم من المذاهب، والمملكة العربية السعودية – يضيف الشيخ- بلد يجمع كل المدارس الفكرية الإسلامية، ولكل عالم وفقيه وجهة نظر، وليس بالضرورة يلزم أن تتطابق مع وجهة نظر طائفة او مذهب مع الحكومة السعودية أما في السنغال البلد المجاور لموريتانيا فقد وطدت إيران وجودها هناك بشكل لافت، منذ عقود حين أنشأت مراكز ثقافية وفتحت مدارس دينية لبث أفكار الثورة الخمينية،، وترويج المذهب الشيعي الذي يدعون أنه مذهب أهل محبة آل البيت، في سعي الى استمالة أتباع الطرق الصوفية الذين يتصفون ويتشبثون بمحبة آل البيت، وهكذا كانت ايران تعول كثيرا على شيوخ الصوفية في سعيها لجلب الدعم لمشروع احتلالها لليمن و تشويه صورة المملكة العربية السعودية ، وتعددت تلك المحاولات في صور عديدة، وفي كل مرة تصطدم بقوة حضور الدبلوماسية السعودية عبر مواقف الخير والدعم الانساني المشهود في ربوع افريقيا،، ومن بين تلك المحاولات ما حدث من محاولة استمالة السنغال وموريتانيا لدعم تدخل إيران في اليمن وسوريا، خاصة على المستوى الشعبي،، ولكن كل جهود ايران باءت بالفشل وخصوصا بعد الاستقبالات التي حظي بها السفير السعودي الأستاذ/ عبدالله العبدان في عاصمة الطريقة المريدية طوبي يوم 19 من شهر يونيو 2015 ـ في إطار زيارات التواصل والتشاور الدائم مع مختلف الشخصيات الدينية السنغالية ، وقد استقبل السفير السعودي من طرف الخليفة العام للطريقة المريدية محاطا بمعاونيه ، وصرح السفير بأنه يحمل رسالة شخصية من طرف جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز الى الخليفة العام للطريقة المريدية ، وتذكر وسائل إعلام سنغالية أن سفير المملكة العربية السعودية قدم الشكر الى الخليفة العام للطريقة المريدية على وقوفه الدائم مع المملكة ودعمه للقرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس مكي صال وقرر فيه إرسال 2100 جندي للمشاركة في الدفاع عن الأماكن المقدسة ومساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة الخطر الإيراني.
الجدير بالذكر أن علاقة المملكة العربية السعودية بالزاويا الصوفية في غرب افريقيا ظلت قديمة وراسخة،، فمنذ عهد الملك فيصل رحمه الله، ساهمت المملكة العربية السعودية في دعم وتمويل المعاهد الإسلامية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بما فيها المدارس والجوامع التابعة للزوايا الصوفية ، وهو ما ترك أثرا كبيرا في نفوس الشعوب الافريقية للمملكة وقيادتها خاصة أتباع الطرق الصوفية،، في حين لم تتمكن إيران عبر محاولاتها العديدة وإغراءاتها من إحراز اي تواجد في أوساط الشعوب بالمنطقة،، ، بل على النقيض تماما من ذلك فقد أدرك مشائخ الصوفية حجم المخططات الإيرانية وحقيقة المذهب الشيعي،، ، ومن هذا المنطلق كرسوا جزء من مهمتهم في توعية أتباعهم وحثهم على الدفاع عن السنة النبوية الصحيحة،، والانتباه إلى زيف ما يبثه الإعلام الإيراني من دعاية مغرضة هدفها النيل من ثوابت أهل السنة . ففي موريتانيا تجلت الحملات الدعائية لآلة الاعلام الايراني الهادف الى تشتيت المجتمعات، من خلال نشر لقطات من برنامج تلفزيوني لقناة "فدك "الشيعية يظهر انتساب فتاة موريتانية الى المذهب الشيعي وتحاملها على الصحابة ومذهب اهل السنة،، في تحد صارخ للمجتمع الموريتاني وهو ما واجهه استنكار شديد،، من طرف كل الفعاليات الدينية والشعبية، وخاصة لدى أتباع الطرق الصوفية وترك وعيا تاما بخطورة المشروع الإيراني،، ودفع بمشائخ الصوفية في هذه المنطقة الى الدعوة للوقوف مع المملكة العربية السعودية وإعلانهم الدعم الكامل بالدعاء والمساندة لعملتي "عاصفة الحزم" و"إعادة لأمل" ، ورفضهم التام للاستفزازات الإيرانية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة.
إن ما يحدث هو هزيمة لتلك الدبلوماسية المتهورة التي يتزعمها عمائم التشيع الصفوي،، أمام دبلوماسية حكيمة ورازنة يصنعها العقل العربي المسلم ، لقد استطاعت الدبلوماسية السعودية في افريقيا ان تؤكد للعالم ان ما زرعته المملكة من خير وما مولت من مشاريع وما قدمت من اعانات وسهلت من استثمارات وما بنت من معاهد ومدارس ، و بذلت من تسهيلات للشيوخ الصوفية ولعامة الشعب هو ما ستجنيه اليوم في كل من موريتانيا والسنغال ومالي وغامبيا ، فحال كل مواطني افريقيا يقول : فأهلا بكم يا سفراء المملكة العربية السعودية سفراء مملكة الانسانية مملكة الخير ، مملكة الملك سلمان بن عبدالعزيز ،افريقيا معكم تفديكم بدمها ولحمها وشحمها .