إن جامعة بدوية طار صيتها شرقا وغربا وعبر إلى كل أصقاع المعمورة وربوع الدنيا يشعُّ علما وحلما وألقا وعطاء... إن مدرسة بدوية نهل من معينها الصافي, وعلّ من رحيقها الشافي كل فتى لوذعيا أريبا ففاق أترابه وبذ أقرانه..., إن جامعة بدوية تخرج منها وعلى مرّ تاريخها المديد الفئام من العلماء الأجلاّء
والأئمة النجباء من أمثال العلامة المختار بن بون الجكني والعلامة سيد عبد الله ابن الحاج إبراهيم العلوي والعلامة محمد مولود ولد أحمد فال اليعقوبي والشيخ سيد المختار الكنتي والنابغة اللوذعي غال بن المختار فال البوصادي والشيخ الولي الصالح محمذٍ فال بن متالي والشيخ الصالح الشيخ سيدي الكبير والشيخ محمد المامي والشيخ محمد محمود ولد اتلاميد كما أنجبت الفطاحلة أبناء ما يابى وأنجبت كذلك العلامة عبد القادر بن محمد لمحمد سالم وإخوانه والعلامة محمد عالي بن عدود ونجله محمد سالم رحمهما الله تعالى والعلامة بداه ولد البوصيري رحمه الله والعلامة الحاج بن فحف ومحمد الحسن بن أحمدّ الخديم حفظهما الله تعالى, أولئك آبائي فجئني بمثلهم**إذا جمعتنا يا جرير المجامع, وأنجبت وأنجبت وأنجبت......وغيرهم وغيرهم كثير,والحبل على الجرار بحول الله وقوته رغم أنف الكائدين والماكرين (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) إن جامعة بدوية ظلت ردحا من الزمن مديدا عنوانا للعلم والتميز والنبوغ....إن جامعة بدوية ظلت صمام أمان بل حافظت في بلاد السيبة واللاّ قانون في صحراء شاسعة ومترامية الأطراف, على السلم والعدل والمواساة والإنصاف....! إن جامعة بدوية متنقلة أبهرت الشرق والغرب معا حتى قال في وصفها أحد أبنائها البررة:
قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة***فيها نعلم دين الله تبيانا
إن جامعة بهذا القدر وهذا الحجم وهذا الاسم والوسم والسموق والتميز والعطاء... لن يضيرها عواء الكلاب ولا عقوق السفلة من أبناء أحفاد أحفادها المبهورين بحضارة الغرب وغثائها, المتملقين على فتاتها وحياضها, الغارقين في وحلها ووعثائها. تالله ما حال هؤلاء الشانئين الناعقين الحاقدين وحالها إلاّ كما قال الشاعر الماضي:
كناطح صخرة يوما ليوهنها***فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
أو كما قال الآخر:
ما ضر شمس الضحى بالأفق ساطعة***ألاّ يرى ضوئها الأعمى من الرمد
بل يشدوا لسان حالها مع أبو الطيب أحمد ابن الحسين المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص***فهي الشهادة لي أني كامل
عجبا لهؤلاء الشباب المتسكعين على موائد الغرب اللاّهثين خلف سرابهم الذابل, المتشبعين من ثقافتهم حدّ الثمالة حتى باتوا لا يميزون بين الخيط الأبيض والخيط الأسود والغث والسمين والصالح والطالح, فأصبحوا كل يوم يخرجون علينا بفاجعة نكراء يندى لها الجبين وتخرّ لها الجبال هدا!! ولقد صدق من قال إن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة, فما أغنانا عن منتديات الشباب الإفريقي والأوربي والآسيوي وحتى العربي والإسلامي إذا كانت حصيلة أعماله هي: وسم أكبر مفخرة لبلاد شنقيط بل والعالم الإسلامي أجمع على مرّ تاريخها بالتطرف والإرهاب سبحانك هذا بهتان عظيم!!! وأشهد الله واشهدوا جميعا أنه إذا كانت المحظرة الموريتانية مخرجة للإرهاب والتطرف فإن كل أحفاد وأبناء وآباء وأجداد وأجداد أجداد الموريتانيين خريجو هذه المحظرة وكلهم وكلهم جميعا إرهابيون ومتطرفون!! ما ذا دهانا في كل يوم نسام الخسف والهوان في أقدس وأعظم وأطهر ووو... مقدساتنا هل هُنا إلى هذا الحد!!!؟
ومن يهنْ يسهل الهوان عليه****ما لجرح بميت إيلام
أما أحرقتْ أمهات المذهب المالكي جهارا نهارا في ربوع بلاد المنارة والرباط!؟ أما أسيء على أفضل خلق الله وأكرم خلق الله على الله خاتم النبيئين وإمام المرسلين وقائد الغر المحجلين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي, ولم يرفّ لنا جفن والمسيء ما زال يعيش بين ظهرانينا وكأنه ما أتى: منكرا من القول وزورا!!؟ واليوم ها نحن نُشهد العالم أجمع أن أكبر مفخرة لنا وصمام أماننا المحظرة الشنقيطية السامقة تخرج وتأطر الإرهاب والإرهابيين!!!, هل إلى هذا الحدِّ وصلت الوقاحة الفجة والعلمانية المقيتة ببعض بشبابنا...!!!؟ أما علم هؤلاء الشباب المُغرر بهم أنهم
يخدمون بوقاحاتهم المتكررة أجندات آخرُ ما تخدم بلادهم المسلمة المسالمة بل قد تصل أحيانا لا قدر الله إلى تفتيت وحدتها وانسجام مكوناتها وأمانها...!!؟؟ فحذاري حذاري أيها الشباب المتهورون من أن تذكى بكم مكائد لوطنكم الله وحده يعلم مدى خبثها وخساستها على حدّ قول القائل: قد رشحوك لأمر لو فطنت له***فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل, إنه على ولاة أمورنا من سلطة وعلماء وقادة رأي أن يأخذوا على يد هؤلاء الفاسدين المفسدين وأن يأطروهم على الحق أطرا قبل أن يتسع الخرق على الراتق, وقبل أن يسبق السيف البدارا وقبل وقبل وقبل.....!
إن دام هذا ولم يحدث غيرٌ***لم يبك ميتٌ ولم يفرح بمولود
ألا هل بلغت اللهم فاشهد وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب