يتواصل في هذه الحلقة ذِكْرُ بعض الوقائع والوثائق المتعلقة بحقبة الاستعمار وما سبَقها من أحداث ممهِّدة لها. وقد يجدر التذكير بأن نشر طرَف يسير من الوثائق المذكورة لا يهدف إلى تصويب موقف معيَّن أو تخْطِئَة آخر؛ وإنما يتلخص الهدف من وراء ذلك كله في أمرين اثنين:
أولهما المشاركةُ في رصد التطورات والعقليات والأدوات التي كان الحكام الفرنسيون يستخدمونها لخلَق تحالفات وإبرام معاهدات تساعدهم، في مرحلة أولى، على ضمان مصالحهم في الضفة اليمنى لنهر السنغال، ثم التسلُّلَ، في مرحلة أخرى، وفي الوقت المناسب، من مستعمرتهم السنغالية إلى عمق صحراء موريتانيا.
الأمر الثاني، هو الدعوة إلى رسم صورة تاريخية أكثر واقعية وشمولية وأقلَّ نمطية مما تتخيَّله الأذهان العاطفية البسيطة والأهواء السياسوية والإيديولوجية المهيمنة على طاولات نوفمبر والأدبيات المغَذية لها. تلك الطاولات التي يحاول أصحابها طَرْدَ الظاهرة الاستعمارية من التاريخ عن طريق ملحمة إعلامية مكرورة. ولعل هذا بالذات ما يطْلِق عليه الأستاذ المَرجِعُ عبدالودود ولد الشيخ "المقاومة الارتجاعية" (Retrorésistance)!
في هذه الحلقة لمحةٌ تاريخية وسرْدٌ "كرونولوجي"