العلاقات الموريتانية الخليجية تعزيز الروابط خدمة للمصالح العليا / حمود احمد سالم محمد رارة

جال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية وكذا وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله بين القصر الرئاسي والوزارة الأولى وعدة دوائر حكومية أخري حيث استُقبل الوزيران كل علي حدة من قبل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والوزير الأول يحي

ولد حد أمين وبمعية وزيرة الخارجية الموريتانية فاطمة فال بنت اصوينع .
وخلال اللقاءات تم التطرق إلي تفعيل التعاون البيني وسبل تطويره مما يفتح الأفق واسعا أمام مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين موريتانيا وهذه الدول من جهة وبين دول الخليج بصفة أعم.
كما يرسل هذا الحراك المتزامن  إشارات قوية وواضحة بأن العلاقات الموريتانية الخليجية ممتازة وتتطور باستمرار وأن الآفاق في هذا المجال رحبة وأن العمل الدؤوب والنية الصادقة من قبل القادة تسعي إلى مد جسر قوي يربط بين موريتانيا والأشقاء في الخليج.
وفي نفس الوقت فإن الدلالة التي يمكن استخلاصها من المسألة واضحة حيث أصبحت موريتانيا مركز جذب واهتمام بحكم سياستها الخارجية الرزينة التي انتهجتها مؤخرا الدبلوماسية الموريتانية.
ولعلنا نتذكر جيدا في هذا السياق ما أكد علية رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز نهاية سنة 2009 في مقابلة مع جريدة الرياض السعودية حيث قال: "إننا نفتح الباب واسعا أمام إخوتنا في الخليج العربي للاستثمار في بلدهم الثاني في ظروف مناسبة و ميسرة. و لا شك أن المستثمرين العرب بصفة عامة و الخليجيين بصفة خاصة سيجدون في موريتانيا الكثير من فرص الاستثمار التي تعكس تنوع و أهمية ما يزخر به البلد من ثروات طبيعية كالحديد و النحاس و الذهب و الماس و النفط، و الزراعة و الثروة الحيوانية،الخ".
وليس من شك في أن الإصلاحات التي أجرتها الحكومة الموريتانية خاصة فيما يتعلق بالصرامة في التسيير و إصلاح قطاع العدالة فيما بعد قد فتحت آفاقا واعدة أمام تطوير الاستثمار في موريتانيا مما جعل الأرضية مواتية لتطوير هذه العلاقات ومد جسورها لتتنوع وتتوسع وتتعزز خدمة لشعوب المنطقة وتكريسا للإرادة المشتركة للقادة.
كما أن الزيارة التي قام بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز للملكة العربية السعودية أبريل الماضي والاحتفاء الكبير حيث كان خادم الحرمين علي رأس مستقبلي الرئيس في مطار الرياض محاطا بولي عهده وولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي و أمير الرياض و عدد من الأمراء و أعضاء الحكومة السعودية يظهر مدي حميمة هذه العلاقات وقوتها. طريقة الاستقبال هذه التي من النادر أن تنظم لرئيس دولة من العالم الثالث تنم عن الاهتمام الكبير بهذه الزيارة من الجانب السعودي وهي الزيارة التي حظيت بتغطية كبيرة في الإعلام الموريتاني والسعودي و العربي. كما تكشف عن المرحلة المتطورة الجديدة التي دخلتها هذه العلاقات مع تسلم خادم الحرمين الشريفين والإرادة التي عبر عنها رئيس الجمهورية في بداية مأموريته.
هكذا إذن يمتد جسر التواصل بين الإخوة في الدم والدين والجغرافيا ليؤسس مرحلة من تطور العلاقات يرقي إلى مستوى طموحات الشعوب ويراعي مصالحها العليا ويجسد إرادة قياداتها الراشدة والرشيدة ويقوي جسد الأمة العربية ليعود كالبنيان المرصوص وتعود العلاقات البينية علاقات طيبة وعين الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. 

31. يوليو 2015 - 5:19

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا