فحين أخذ ابن خالة الرئيس برتقالة من محلّ ؛وهمّ بالمغادرة وطلب منه ممثل المحلّ تسديد ثمنها؛ فموضوعي جدا أن يرفض ابن خالة الرئيس هذا الطلب؛وله أن يقذف بألفاظ نابية في حق هذا العامل الذي تطاول عليه ؛ بل يحقّ له أن يضع حدا لحياته كما حاول ببندقية صيده ؛
حتى يكون عبرة لمن يعتبر؛ فابن خالة الرئيس مارس حقه المشروع العادي كما يظنّ ؛ فموريتانيا من بر وبحر وجو ملك له ولأهله ولحاشيتهما ؛ وله أن يصول فيها ويجول ؛ متى شاء وكيف شاء ؛ فلا قوة في الأرض ولا سلطة يمكن أن تعترض نزواته ولو كانت طائشة ؛ هكذا يظنّ ؛ و يخيّل إليه و إلى جلّ بطانة المستبدين ؛ الذين لا يقيمون شرعا في الأرض؛ ولا يحفظون حقا فيها ولا كرامة .
لا فرق بين رصاصة ابن خال الرئيس التي كادت تودي بحياة نفس بريئة؛ تكدح من أجل قوتها بشرف وكرامة ؛ ورصاصة ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد ؛التي قتلت عقيدا في الجيش السوري أمام أبنائه؛ إثر خلاف مروري بسيط داخل مدينة اللاذقية قبل ثلاثة أيام .
لا فرق بينهما إذا استثنينا الزمان والمكان ؛ فبطانة المستبد في كلّ زمان ومكان ؛ متشابهة في الطبائع والأفعال ؛ ويجمعها الطيش والتعالي والغرور؛ ويرون الناس عبيدا يخدمونهم ؛ وبهائم يمتطونهم؛ وغنائم جمعوها في حظائرهم ؛ فهم فوق القانون والعادة والعرف ؛ وأعلى من الدولة والمجتمع ؛(فهم شعب الله المختار) ؛ هكذا يرون أنفسهم ؛ ومن يريد أن يتودد إليهم بمعسول الكلام ؛ فليس له أن يقول لهم إلا هذا.
في عهد (السيبة) حين كانت الدولة غائبة ؛ كان المجتمع يعالج طيش سفهائه بالمال وتطييب الخواطر ؛ وذالك لتعذر القصاص وانتزاع الحق من المعتدي ؛ بسبب غياب السلطة المركزية .
واليوم ونحن في ظلّ دولة القانون كما نزعم ؛ مازلنا على نفس المنوال ؛ المال والقبيلة وعذب الكلام يدارون الضحية بنفس الأسلوب؛والجاني حر طليق يحميه النفوذ والفساد الإداري .
لذا لاغرابة أن يصول ابن خالة الرئيس ويحاول القتل ؛ وأن تكثر جرائم القتل والسطو في عاصمتنا؛ كما وقع في عرفات وتنسويلم اليوم وأمس؛ وان يشيع الاختطاف كما هو حاصل الآن في فتاتين .
فلا أحد يخشى يد العدالة فالمال والقبيلة وحلو الكلام موجود وموفور من حلّه وغير حلّه؛ والعدالة غائبة وغاية ما ينال منها المجرم والجاني أن تأمّنه من ردّة فعل طائشة من ذوي الضحية .
فلا تظلموا ابن خالة الرئيس فله الحق أن يمرح في حظيرته .