أحرفي ليست ترانيمَ ساذجة / داووده جا

أمعاؤنا خاوية, أقلامنا خرساء ,أفواهنا اعتكفت
لم يبق في عالم الإعراب فاعل يستحق الرفع, كل شيء تغير, حتى القهوة البسيطة تغيرت ورفضت الاستلقاء على صدور الأكواب البريئة غرورا ونرجسية.
ورنين الأباريق لم يعد اكلاسيكيا كما ألفه ابن الرازكة ,وحتى الليمون لم يعد بنكهته التي أحبها نزار .

أما رغوة الصابون فقد تحولت إلى شامبوه لا يصلح للرجال.
لكن إيقاع التصفيق لم يتغير! ! !
قهـــــــوتنا, أقلامــــــنا, أمعـــاؤنا, أفواهـــــــنا
كل هذا تأرجح بين شظايا الخوف وثنايا اللامعقول مستلقيا على ضفاف المستحيل ترميه العيون السيزيفية بنظرات ترعش المهلهل, وتذكي بقلب علقمة الفحل ذكر أم جندب.
غطرسة الأيام تشعرك بالإحباط وسخافة الليالي تجعلك في حيرة من أمرك
عجـــــــــيب هـــــــذا الأمـــر! ! !
منذ نعومة أظافري وأنا أشاهد سادتي يغازلون الشوك وهولا يطاق,كنت كلما صحوت باكرا أفتش عن نفسي فلا أجد سواي ! عن سواي أفتش فلا أجد إلا نفسي!
كنت مرتاحا حينها أداري الدمى وأستلقي كالموسيقى الهادئة أحدق بالسماء دون أن أفكر أن "اتروموسفير" غلاف جوي ,كنت بريئا جدا كحمامات الأيك .
أما حين نيطت التمائم عرفت أن سادتي يغازلون الشوك لأنهم منبطحون يرضون الذل لأنهم خائفون
سادتي خائفون! ! ! ممن ياترى؟
"فكلومبوس" لم يخش التيه رغم ضجيج البحارين و"ديفيد ليفيغستون"لم يخف عمق المياه حين اكتشف شلالات "فيكتوريا"
سادتي خائفون! ! !
يتقاذفهم الجبن جيلا بعد جيل ويستهويهم المال كما الماجنة, لا يقدسون المبدأ ولا ينحنون إلا للتقية .
للتقية فقط ينحنون! ! !
مصابون بكل الأمراض الموجودة بكتب علم النفس, وتقول لي الأحرف الساذجة أفصح لعلهم يفهمونك هي لا تقدر الإيماءات

15. أغسطس 2015 - 11:06

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا