الجاهلي والجنرال وفارس الكلمة الخادشة / سيد محمد ولد أحمد

    إذا أردت أن تعرف أننا نفتقر إلى صحافة بالمعنى الحقيقي، وإلى صحفيين يكتبون بإحساس وإنسانية ونصح للمسلمين، فاقرأ لأحد الأخوين "حنفي" و"سيدي عالي" أو لأشباهما ومشتقاتهما! وقبل الإعتراض على بعض ما يكتبان، أعتذر عن كل كلمة من فصيلة ما يكتبان، أردها إليهما مرغما،

 وما دفعني إلى ذلك إلا قلة احتمال بعض ما يكتبان من عبارات جارحة ليست من أخلاق الشياطين أحرى أن تكون من أخلاق المثقفين! يعتقدان بغباء أنها تؤذي غيرهما!..

لقد انتقدت مثل هذه الكتابات سابقا، واعترضت عليها حرصا على ما لا يقيمان له وزنا ولا اعتبارا، ألا وهو سلامة الذوق العام، ونفع الآخرين بالكتابة بدل اتخرميز..

لقد تابعت موقع الأول المسمى "تأخري"، فلاحظت أن عناوين مقالاته لا تخلو من جملة "الجنرال الأرعن"!، كأن البغضاء بينه وبين هذا الجنرال هي ما تقوم عليه السماوات والأرض! وفي كل شبه مقال يكتبه هذا "الجاهلي" – ستعرف فيما بعد لماذا هذه التسمية - الذي أخاف عليه من تعليق الجنرال له بدل تعليق مقالاته المنفرة، أقرأ كلمات مثيرة للإشمئزاز، قابضة للنفوس، فهل تجلب عداوة هذا الجنرال الرفعة والشهرة إلى هذه الدرجة؟ ما الذي فعله الجنرال لهذا الكاتب المسكين حتى وقع فيه كالمسعور كأنه له ند؟! هل اغتصب السلطة من آبائه الملوك؟
هل طريقة "خالف تعرف" تصلح عندنا في كل شيء حتى الوقوع في أعراض الناس؟ وضربة وضربتين، أو سجنة وسجنتين مرحب بهما في سبيل الشهرة والنقود والوجاهة الشيطانية التي لا تنفع في الآخرة!..
حتى أسرة الرئيس التي يعلم كل عاقل أنها ككل الأسر لا علاقة لها بالسياسة، لم تسلم من السب والشتيمة، فالوقاحة تسري في عروقها كما قال "الجاهلي"، و"الشعب كلب"، جملة خبيثة اقتبسها "الجاهلي" من قصيدة للشاعر المصري الهائم "الأبنودي"، جعلها عنوانا لمقاله الأخير! فهل يعقل أن يصف حاذق شعبه بالكلب، ولو على سبيل الإستهزاء؟! أليست كلمة كبيرة هذه؟..
كما تقرأ في مقالاته الضعيفة الكثير من الثرثرة حول الدكتاتورية، تلك الأكذوبة الشيطانية الديمقراطية التي يهدفون من ورائها إلى إسقاط هيبة الحاكم وتمهيد السبيل إلى تقاسم المنافع التي يطمعون فيها معه (ذلك حُلم المعارضة وكل من سار في ركابها من المنافقين)، كما يهدفون إلى تجريء العوام والجهلة عليه أو بعبارة أخرى إذا اعتمدنا منطق "الجاهلي": تجريء الشعب الكلب علي!! وإشعال نار الفتنة في بلاد المسلمين، والقضاء على مفهوم الجماعة، وبالتالي القضاء على مفهوم الإسلام..
فالديمقراطية صنم عند "الجاهلي" وأمثاله، والدكتاتورية هي أساس كل محن المسلمين!، والشاب التونسي الأحمق الذي عصا ربه بحرق نفسه كفرا وانتحارا، هو المثل الأعلى عند الجاهلي وقناة الجزيرة!! ألا فليحرق أولئك المنافقون أنفسهم إن كانوا صادقين، والحاكم المسلم عند "الجاهلي" أحقر من ذبابة مضروبة! ولو استطاع لصرعه بقلمه اليابس الذي يقطر بذاءة! فمن ذا الذي يتجرأ على مواجهة "الجاهلي" الذي يقطع الرقاب بقلمه الرصاص! من أنت أيها الجنرال الأرعن حتى تتجرأ على تحدي فارس الكلمة البذيئة وسيدها "الجاهلي التأخري"!!.
الرئيس منتقص في كل مقالات "الجاهلي"، محتقر، منبوذ، بلا وجود!، ولك أن تعجب من صبره على ذلك التشهير، جزاه الله خيرا، فهو عند "الجاهلي": "الجنرال الأرعن"، و"راعي المخدرات"، وسبب اختلال النواميس الكونية! فهل هذا منطق يكتب به عاقل أو مثقف؟
لقد تحدث "الجاهلي" عن أسرة الرئيس بكل وقاحة زاعما أنه يريد الإصلاح، وما هذه بطريق للإصلاح، فقال إن ابنها "مدمن للمخدرات"، وما علاقة ذلك بالدكتاتورية والديمقراطية إن صح هذا الكلام العجيب؟، أما أمها فلم يجد لها غير تهمة "عاشقة العقارات"!، ولو وعدته أقبح عمارة في "سيزيم" لوقع في غرامها – أقصد العمارة -، ولقال فيها شعرا جاهليا أقوى من مقالاته التجهيلية، التي على الذين يتعبون أنفسهم في متابعتها أن يبحثوا عن علاج لقة الإحساس..
أما الأب الرئيس فهو عنده ابن عم ابليس!! فأين احترام الكبار؟ بل أين الأدب مع الصغار قبل الكبار؟ لقد وضع الله هذا الرجل في مرتبة "حاكم"، واسمعوا ذلك يا خوارج 25 فبراير، فاتقوا الله في نفوسكم وفي بلدكم..

إن إحساسي بوجوب الشكر لهذه الأسرة التي عرفتها يوما في غربتي فكانت خير عون لي، يوجب علي إضافة إلى استقذار ما يكتبه هؤلاء، أن أرد على هذا النعيق المشئوم، الذي سببته هذه الحريات السخيفة التي ساوت بين الرعاع والرئيس! فباسم الحقوق والمنظمات والصحافة صار للتافهين مكانة في جحيم الفتن! وأصبحت الحكومة تهادنهم بدل ضرب أقفيتهم بالسياط ورميهم فلمخينز! ولك أن تتأمل في دعوة فقيه إحدى المنظمات العنصرية – عيرا من العير - فصيلته إلى حمل السلاح في وجه إخوتها في الإسلام على الأقل!، وهو يزعم أنه فقيه! وهو في حقيقة أمره شيطان، لقد نشر هذا المجنون على حسابه "لحراطين فكروا في التسلح"، "أيها لحراطين حمل السلاح حتمية وضرورة"، ولو حملوا السلاح لحملوه في وجهه هو ووجه أمثاله لأنه مسخ لا يُعد منهم، فلحراطين منا ونحن منهم، وتراب هذا البلد هو الذي عجننا وصنع منا هذا الخليط الغني العجيب المتوحد في الأساسيات الثلاثة: الدين واللغة وطريقة العيش، لذا فإن كل مارق يتلفظ بمثل هذا الكلام البذيء، أقل ما يقال عنه أنه مرتشي أو مجنون يلبسه شيطان الحقد الأعمى ويصرعه، قاتله الله.. ولاحظ يا مثقف أن كل هذا بسبب ديمقراطيتك ونصاراك الكفار الذين أعجبت بهم وبطريقتهم المنحلة واتخذتها سنة بدل سنة نبيك وصحابته الأخيار، وطبعا من نتائج ذلك احتقار الرئيس، والدولة، وإسقاط هيبتها الذي يسعى إليه كل مفتون من دعاة المساواة والباطل والحريات، ولولا البقية الباقية من قوة في سياط الدرك وصفعاتهم الحارة – بارك الله فيهم – ، لكنا في خبر كان..
إن الدولة هي ما يحمينا أيها المثقفون، وإن الرئيس هو واجهتها، وضعه الله عز وجل على ذلك الكرسي ليبتليه كما ابتلانا، وهو صمام الأمان، فلا يعقل أن ننتقص من شأنه ولا أن ننافسه على كرسيه كما تفعل المعارضة ومن تبعها من المجانين وأهل السخافة من غربان الصحافة الذين يتوهم الواحد منهم أنه ند للرئيس يستطيع أن يهز كرسيه بجرة قلم!!!، واستغربوا هذا المنطق أيها النصارى الديمقراطيون، فانا أكلمكم بقال الله وقال الرسول لا بسخافات ديمقراطيتكم العوجاء المستحيلة التطبيق على أرض الواقع أصلا بشهادة أهلها الكفار.. وقد أمركم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أيها العصاة بطاعة الحاكم ولزوم الجماعة حتى إن كان الظلم واقعا على ظهوركم من طرفه، فكيف به وهو إذا وقع لا يقع إلا على ظهر المجنون الذي يريد رفعة في الأرض على حساب الأسد! وأمثاله من المنافسين الطامعين في الحكم بغير وجه حق (وهل الديمقراطية وجه حق يا فقهاء، يا من لم يخلقهم الله عز وجل إلا لعبادته وإعلاء دينه، فعبدوا النصارى وأعلوا كلمتهم!)..

وهذه مناسبة لشكر الناس، فقد قالوا: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، لقد عرفت الشيخ المتواضع الكريم ماء العينين صهر الرئيس في التسعينات، رجلا فاضلا محبا للخير ومد يد العون لأبناء الوطن في غربتهم، بشهد بذلك القاصي والداني ممن دفعته الظروف إلى منزله الدافئ، ساعدني وأنا الطالب الصغير العاجز، وأخرج لي منحتي في كلية العلوم شعبة الرياضيات، وآواني، وكان أجدر بعدم الإهتمام بي لكثرة مشاغله، لكن كرم أخلاقه دفعه إلى ذلك، وكذلك فعلت ابنته، ولا زلت اليوم حائرا كيف أرد له الجميل، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تقدروا فادعوا له" فالحمد لله. وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بالنعم من الشكر". وقالوا: "إذا قصرت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر"..
وقال الإمام ابن حزم في كتابه الماتع "السير والأخلاق" الذي انصح الجاهلي وأمثاله بالتركيز على أمثاله بدل كتب الفلسفة والنصارى التي هي في معظمها ضرب من الظنون، قال ابن حزم الذكي العبقري الذي يبني كلماته على الشريعة، وكلامه في هذا الكتاب مثلا خير ألف مرة من كل ما كتبه "دال كرنيجي" الشهير في كل كتبه التي تتحدث عن إصلاح حال الفرد في حياته، لأن عالمنا المسلم الجليل يتحدث من منطلق الحقائق الشرعية لتي أخبرنا الله تعالى بها، ويبني عليها ما ينفع المرء في حياته، وحتى بعد مماته، الجانب الذي لم يهتم به كارنيجي المسيحي رغم إيمانه المزعوم! فقد تحدث من منطلق التجربة والظن بلا علم من الله، ودون تفكير في الجنة أو النار، فأي الطريقين أهدى؟.
قال ابن حزم رحمه الله: "شكر المنعم فرض واجب وإنما ذلك بالمقارضة له بمثل ما أحسن فأكثر ثم بالإهتمام بأموره وبالتأتي بحسن الدفاع عنه ثم بالوفاء له حياً وميتاً ولمن يتصل به من ساقة وأهل كذلك؛ ثم بالتمادي على وده ونصيحته ونشر محاسنه بالصدق وطي مساويه ما دمت حياً وتوريث ذلك عقبك وأهل ودك. وليس من الشكر عونه على الآثام وترك نصيحته فيما يوتغ به دينه ودنياه بل من عاون من أحسن إليه على باطل فقد غشه وكفر إحسانه وظلمه وجحد إنعامه".
وقالوا: "من حمدك فقد وفاك حق نعمتك". وجاء في الحديث: "من نشر معروفاً فقد شكره، ومن ستره فقد كفره". وقال عبد الله بن عباس: "لو أن فرعون مصر أسدى إلي يداً صالحة لشكرته عليها".. وقال الشاعر:
أوليتني نعما أبوح بشكرها *** وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلأشكرنك ما حييت، وإن مت *** فلتشكرك أعظمي في قبرها..
فأشكر كل الشكر ذلك الشيخ الوقور، وادعوا له بالخير، فاشهدوا على ذلك..

وأقول للجاهلي: لقد كان متابعوك في أيام تقدمي الأولى كثر، فأين هم الآن؟ ألم تسأل نفسك هذا السؤال؟ ألا تلاحظ أن التعليقات على مقالاتك تتناقص حتى لتكاد تنعدم؟ ألم تسأل نفسك لماذا؟ أم أن كل ما يهمك هو أن تكون في الواجهة لعل وعسى أن يذهب الرئيس بفوز ولد داداه في الإنتخابات القادمة فيحشرك في إحدى الحقائب الوزارية (عشم إبليس في الجنة! أقصد فوز ولد داداه)، أو لعل انقلابا جديدا ينفعك بما أنك كنت من حُساد المعزول، أو لعل الأخير يرتعب من طول لسانك ويفاوضك على ماء وجهه الذي تعتقد بسذاجتك المعهودة أنك تسكبه في موقعك!!
لقد أحسن الرئيس إذ لم يعرك اهتماما، فما يُقال ويُكتب إما أن يكون حقا فالشخص في هذه الحالة مطالب بالرد عليه وبسط حججه، وإما أن يكون باطلا وشتيمة كأقوال الجهلة، فهذا لا يُلتفت إليه، ولا يُخشى أصحابه الجاحدين، ولا يُنفعون بدرهم ولا دينار خوفا من ألسنتهم لأنهم يعتقدون أن ذلك غصبا فهم مثل الصائل، يجب ردهم وحثو التراب في وجوههم حتى يرتدعوا، وكذبهم الذي يشيعون من أجل الأذية لا يضر العاقل لأنه من الهباء، فمثل هذا اللغو كهذه الكتابات لا يضر ذبابة أحرى أن يضر عاقلا رئيسا! وقد أحسن الأخير إذ لم يلتفت إليه، واتبع قول علي رضي الله عنه: "إذا قدرت على عدوك فأجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه"..
والأهم عندك أيها الجاهلي، وأنت واهم، هو أن يعرفك الشعب المسكين الذي وصفته ب"الكلب!" في شبه مقالك الأخير، بأنك لا تخاف في الحق لومة دبابة، يا أخي اتق الله، لقد وصفتُ شخصيا ما كتبته في أواسط الألفية الثانية أو بداياتها، لا أذكر، بأنه مجلوب من قواميس الجاهلية المطمورة تحت الطين، ووصفي لك ب"الجاهلي" ليس تعييرا بالجهل – حاشا، فأنا أتفادى شتيمتك، بل بجلب كلمات الجاهليين من تحت أتربة النسيان وترقيع مقالاتك بها، ليقال لغوي، وكاتب متمكن!! ونسيت أنها لغة الجاهليين لا لغة هذا العصر!، ونصحتك أيامها في مقال أرسلته إلى موقعك الذي لا ينشر إلا للفارس وأمثاله، بأن تخاطب الناس باللغة التي يفهمون، فكل جاهلي يستطيع جلب الكلمات المخزنة في كتب اللغة، وملأ مقالاته الممزقة بها، فأين الفكرة المفيدة؟ أين ما ينفع الناس؟! إن العلم والفهم شيء والتظاهر بهما شيء آخر، ويبدو أنك لم تتعلم غير المزيد من هذه الكلمات الجارحة بدليل مقالاتك الأخيرة التي إذا عرضتها على أي محلل منصف لحولها مباشرة إلى طبيب نفساني لينظر فيها!.
وافهم يا أخي، ولتفهم المعارضة، وليفهم الإخوان، أن هذا الرجل الذي لا يعلم غير الله هل هو محظوظ بالرئاسة أم لا، وضعه الله في هذه المرتبة، وليس خالدا فيها حتى تستثقلوا حياته، فطاعته أولى من معارضته، وهي ما أمركم ربكم به إن كنتم تعقلون، وما أهلكنا إلا تقليدكم لفلاسفة النصارى ومنظريهم الذين يقودونكم نحو الخراب، وإذا كان الغراب دليل قوم مر بهم على جيف الكلاب!..
أما الكاتب الرائع الآخر، وما أدراك ما الآخر، فارس الكلمة الخادشة، سيد عالي ذو المعالي الذي أخرس صاحب "الأمالي" بما كتب في الهواء من أوهام وتسالي!.
لم أقرا له مقالا سالما من الحدة السخيفة التي تعكس سخطه وقلة رضاه،  ليس عنده غير ذلك، فأشباه المقالات التي يكتبها بين الحين والآخر نارية، نابية، متعرية كمومس تتحدى الحياء في وضح النهار!، حربه مع خصومه شخصية، ابليسية، غير عادلة أو منطقية!
والكتابة شيء، والبذاءة شيء آخر، لا تقبله النفوس الكريمة. فهل لاحظت يوما أيها القارئ المنصف أن هاذين الورعين كتبا شيئا نافعا مفيدا للناس كتحليل كتاب نافع أو دعوة إلى الله بعلم صالح أو خاطرة مفيدة تتكلم عن الحياة أو شعرا موزونا أو قصة قصيرة أو طويلة مسلية؟ أبدا، إن بضاعتهما مجزاة، مردودة عليهما، ولولا نتانة السوق الذي يعرضانها فيه لما قبلها أحد، فكلها سب وقذف وشتيمة وقيء متواصل عفنه، وسياسة وديكتاتورية وجنرال وجنرالة ومنظمات وحقوق وذباب، لا شيء أكثر من ذلك..

ويوجد كُويتبٌ آخر اسمه "أبو العباس" توجهه يساري نصراني خرافي فلسفي، لا يكتب إلا عن "السفسطة" وأختها الصغيرة "الفلسفة"، والأفكار الليبرالية المقيدة للناس بأصفاد الفسق والفجور! همه الأكبر إشاعة أفكار أصحاب المشأمة وتوجهاتهم (موليير وفولتير وماركس ومادونا)، وتحويل البلد إلى ماخور!.. يشترك مع هذين الورعين في صفحات موقع "تأخري"، مع زائغة أخرى أضل من السراب، قد أتناول بعض محاسنهما في مقال قادم إن شاء الله..
وأقترح على القائمين على موقع "تأخري" أن يضعوا أمام مقالاته (-18)، لأن ما يُكتب فيه من بذاءة لا يحتمله الكبار فكيف بالصغار؟!.

إن بلدنا فقير في كل شيء، حتى في الرؤوس!! والحمد لله على نعمة الإسلام، لولاه لكانت نخبتنا ترعى الحشيش مع الدواب (ففكر معظمها مصطنع مفتعل، بلا أساس)، الصحافة والتدريس والطب مجال لكل من هب ودب، كل خنفوس قادر على فتح صيدلية أو مدرسة أو موقع للبذاءة والأكاذيب! والسيبة هي الأصل، فلا عجب أن تسمى هذه البلاد ببلاد السيبة!.
نخبتنا عبارة عن أشباح جائعة منهكة نابحة، عديمة الحياء، مكبوبة في الشوارع كأكياس القمامة، تتمايل مع الرياح بعرق وعياء، جشع وطمع وكذب ونفاق، ونسخ (بالمفهومين) ولصق، ومدح وشتم حسب الدفع والطلب! وابتزاز يستحق أصحابه العقاب، ومع ذلك فالأمر جائز إذا كان يصب الحرام في الجيب!..
أحزاب ومنظمات سياسية شيطانية، تحفر للفتنة باسم الحريات والمساواة والديمقراطية! لم يفكر أصحابها الذين بلغوا من الكبر عتيا في النضال الشيطاني، أن يتوبوا إلى بارئهم الذي خلقهم من أجل عبادته وحدها ونشر دينه، وأن يُكثروا من التردد على المساجد بدل مقار أحزابهم وهيئاتهم المتعفنة..
بلدنا الحبيب عجيب، أغلب ما فيه مفتعل، أغلب من فيه هائمون في متاهات الأوقية، لا هم لهم إلا تحصيلها من أي وجه كان حتى إن كان وجه النفاق القبيح!
وإذا اعترضت بحق ودليل على تأييد العلامة "الددو" للإخوان والمظاهرات المخربة للإسلام والمسلمين، صاحوا فيك بأعلى أصواتهم: هيه اسكت! من أنت حتى تعترض على الدددووو؟! أما إذا لعن "الجاهلي" أكبر رأس في البلد أو ركله "فارس الكلمة الخادشة" بقلمه الخادش، سكتوا مثل البُكم، ولم يعترضوا!!

وإليك بعض الإقتباسات المأخوذة من مقاليهما الأخيرين، تريحكم قليلا من كلامي هذا، وفي كل مقالاتهما ما لا تحتمله الفِطر السليمة من بذاءة كالعاهة مستديمة!
قال فارس الكلمة الخادشة في مقاله الأخير "حبة ماندارين خامرة": "كل من عرفوا ولد عبد العزيز يشهدون له باللؤم". أليست هذه شتيمة مباشرة لا يقولها طفل عاقل لمعلمه فكيف برئيسه؟!، وقال على لسان آخر: "لاسيما أنه أكثر من يعرف حقارة ولد عبد العزيز"، هذه أيضا شتيمة غبية لا يرضاها من هو طبيعي!.
أما "الجاهلي" فقال في شبه المقال الذي كتبه في ظروف مناخية غير طبيعية، وأسماه "إحنا أولاد الكلب الشعب"! عجبا له، انظروا كيف وصفنا جميعا بالكلاب وهو يعتقد أنه يحسن صنعا! قال: "يبدو أن الوقاحة تسري في عروق أسرة ولد عبد العزيز"، تلك الأسرة التي تسكن القصر الذي لا يستطيع دخوله لا في الليل ولا في النهار! أحط عنده من أسرة الزبال! كأن ولد عبد العزيز بَيْ عند أهله! حقا إن من الجهل ما لا يستحق الرد عليه..
قال: "من يروم التحلي بأخلاق أسرة أبوها بطل أكراجيت"!، أليس هذا اتهاما مباشرا على صاحبه تقديم بينة بدل لعياط؟!.
وقال أيضا: "مصيرنا يقرره قرارت حكومة الفاسد يحي ولد حدمين، وتنظيرات الغبي سيدي محمد ولد محم"! هههه، من سمع هذا الكلام يعتقد أنه يتكلم عن مراهقين يحتسيان "بصام الخامر" أمام إحدى المدارس! فهل هذا كلام عقلاء؟ يقول: "مصيرنا"، والسؤال: أتقصد الشياطين؟ لأن البشر لا يكتبون مثل هذا الكلام في وعيهم.. ومن قرأ هذا الكلام وهو لا يعرف الرجلين يعتقد أن "ولد حدمين" تيفاي في مرصة سينكيم، وأن "ولد محم" خياط في مرصة أطار! وأن الرئيس بَيْ عند أهله! وليس هذا انتقاصا للتيفاي أو الخياط - فقد يكون من سلف الرجلين من عمل بكرامة في مثل هذه الأعمال أو فيما هو أقل منها -، ولكن مقارنة بمراكزهما الحالية التي سيسألان عنها..
كان هذا بعض ما أحببت مشاركتكم إياه من شطحات هذين الورعين العفيفين الزاهدين في الصلاح والإصلاح، اللذين ينتسبان إلى صحافتنا الفاشلة، وانتظروني مع آخرين أكشف لكم بعض عيوبهم ما دام كشف العيوب موضة في هذه الأيام..
 

18. أغسطس 2015 - 7:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا