في الوقت الذي كانت فيه السيدة رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية تتحدث في التلفيزيون عن إشرافها على انطلاق عمليات رش البعوض في مقاطعات نواكشوط، وتتحدث عن تفصيل تلك العملية، كنت أخوض مباراة " غير ودية " ولا متكافئة مع البعوض في البيت، مستخدما آلة " التنس "
الكهربائية الصينية لصعق البعوض.. فاستبشرت خيرا بهذه العملية خصوصا وأنها جاءت بعد انتظار طويل لوعد من السيدة الرئيسة، وعدت به أثناء حملتها الانتخابية خلال ترشحها لهذا المنصب قبل ما يقارب عامين.
بعد أيام من انطلاق عمليات الرش هذه، مرت من أمام البيت في مقاطعة تيارت إحدى سيارات إدارة حماية النباتات بوزارة الزراعة، وهي تقوم بعملية رش على طول الشارع ليلا. وبعد عملية الرش تلك عشنا ليالي تختلف تماما عن الليالي التي كنا لا نعرف فيها كيف نتناول عشاءنا، ولا كيف ندخل الحمام أو نتابع التلفزيون في ردهة البيت بسبب " سحب " البعوض، حيث خف انتشاره بدرجة ملحوظة، وأصبحنا لا نصدق أننا في إحدى مقاطعات نواكشوط التي عرفناها!
وبعد أسبوع من عملية الرش تلك عادت أفواج البعوض للظهور من جديد، فقال الجيران إن عملية الرش لم تفد شيئا والبعوض ظهر من جديد بصورة أكبر. قالوا ذلك لأنهم لا يفقهون.. لا يفقهون أن دورة حياة البعوض تتكون من عدة أطوار، بيوض تضعها إناث البعوض في الماء والمجاري، ثم تفقس هذه البيوض عن يرقات تبقى في الماء وتتحول إلى عذارى، ثم تتحول العذارى إلى حشرات بعوض طائرة، ولا تستغرق دورة الحياة هذه، أي تحول البيوض إلى حشرات طائرة، سوى 7ـ 13 يوما حسب الظروف المناخية، ولكل طور من أطوار دورة حياة البعوض طريقة مكافحته المناسبة، فلا تأثير للمبيد المستخدم في الرش مثلا، والذي يقتل عن طريق الجهاز التنفسي، على البيوض ولا على اليرقات ولا العذارى لأنها لا تتنفس ولا بد لقتلها من مبيد جهازي ( insecticide systémique ).
وبالتالي، ففي الوقت الذي كانت السيارات تقوم بعملية الرش، كانت هنا ملايين البيوض التي ستفقس في اليوم الموالي عن يرقات، ومثلها من اليرقات ستتحور إلى عذارى، ومثل ذلك من العذارى ستتحور إلى حشرات بعوض طائرة، فقضت عملية الرش على ما أمكن القضاء علية من حشرات البعوض البالغة الطائرة والموجودة في الشوارع وفي الأشجار والمكبات، لكن مفعول المبيد الحشري سيزول قبل اكتمال كل أطوار دورة حياة البعوض وتحولها إلى حشرات طائرة، لنصبح وكأننا لم نقم بعملية رش..!
إذن فالمطلوب والحل الناجع واضح، إذ بإمكاننا مثلا أن ننظم حملة أسبوعية للتصدي لأسراب الجراد المهاجر التي تنهي أطوار دورة حياتها في مناطق بعيدة عنا، ولا تأتينا إلا في صورة حشرات طائرة تظهر من كل ثلاث أو خمس سنوات وقد لا تظهر، لكن ذلك لا يفيد مع حشرات تجرى كل أطوار دورة حياتها في بيوتنا ودورات مياهنا ومجارينا!
اتركي ـ سيدتي الرئيسة ـ لوزارة الزراعة سياراتها وأجهزة رشها، وشكلي وكوني فرقا مجهزة بسيارات ومعدات رش تتمركز في كل مقاطعة وتقسمها إلى أحياء، وتكون هذه الفرق " موقوتة " أي تعمل حسب جدول زمني ثابت، ولديها خريطة رش مرسومة ومفصلة، وتقوم بعمليات الرش " العلمي " الذي يتبع طرق المكافحة المناسبة لكل طور من أطوار دورة حياة البعوض للقضاء على الحشرات البالغة منه، ومنع أطوار نموه الأولى من التحول إلى حشرات طائرة، فرق لرش الشوارع والأشجار والمكبات والأماكن المهجورة وأماكن تجمع المياه، وفرق أخرى لمعالجة البيوت أو دورات مياهها على الأقل، ولا تكون هذه الفرق بحاجة لحفل رسمي لانطلاق أعمالها بحضورك أو حضور غيرك من المسؤولين، بل تعمل بشكل روتيني أسبوعي أو من كل أسبوعين..
ونربأ بك ـ سيدتي ـ أن تنتظري تجاوبا من المواطنين مع ندائك لهم بالتصدي للبعوض المختبئ ببيوتهم هربا من عمليات الرش في الشوارع كما سمعتك تطلقين ذلك النداء، فليس مجتمعنا من تلك المجتمعات التي تتجاوب مع أي جهود تنموية أو صحة أو نظافة، مهما كانت تلك الجهود من أجلهم ولمصلحتهم! احتسبي ـ سيدتي ـ أنك تتعاملين مع مجتمع لا مبال ولا مكترث، يشتكي ويطالب ويريد، لكنه لا يقوم بأي خطوة مساعدة أو تجاوب مع أي مجهود، احتسبي ـ وأنت تعاملينه ـ وكأنك تعاملين أطفالك الصغار الذين تحرصين على مصالحهم لأنهم لا يدركونها..! وحتى لو استجاب بعض الأسر لندائك هذا، فإنها ستكون أسرة واحدة من بين كل مائة أسرة في الحي الواحد، وهو ما لا يفيد في مثل هذه الحالات.
فلم يتجاوب المواطنون مع نداءاتك ونداءات من سبقوك من أجل التعاون في مجال النظافة، وجمع القمامة ووضعها في المكبات المحددة لها، ولم يتجاوبوا مع نداءاتك المتعلقة بحظر احتلال الشوارع والساحات لأغراض تجارية، وقد عاد احتلال كل هذه الأماكن، وبمجرد أن سلم الجيش الوطني للبلدية عملية المحافظة على شوارع مقاطعة لكصر نظيفة من هياكل السيارات وعرض قطع غيارها، عادت تلك الشوارع لحالتها الأولى، ولم يتجابوا مع قرارك بحظر وجود الحيوانات في شوارع العاصمة، حيث عادت هذه الحيوانات لمرحها وتجوالها في الشوارع وعلى أكوام القمامة، بل وظهرت حظائر لتربيتها وتغذيتها على فضلات الطعام أمام المطاعم الشعبية على الشوارع الرئيسية!!
لست من هواة التهويل وتشنيع الأمور، لكنني لم أجد ما أصف به وضعية العاصمة من حيث انتشار وتكاثر البعوض، سوى أنه أصبح كارثة يشكل كارثة حقيقية، وأصبح انتشاره هو حديث الناس. فقد كنا نعيش في مدينة نواكشوط منذ سبعينات القرن الماضي، وكنا نسمع أن مقاطعة واحدة من مقاطعاته هي التي يوجد بها البعوض وإن كان ذلك الوجود بدرجة متحملة.. أما بقية المقاطعات فقد ظلت خالية منه تماما، ولا يعرف سكانها الناموسيات وليسوا بحاجة إليها، وينام كل منهم في المكان الذي يريده، في الغرف أو في العراء أو على الأسطح دون منغض.
أما اليوم فقد اجتاح البعوض كافة مقاطعات العاصمة، وأصبح لا يطيب لأحد فيها مجلس ولا عيش، وبشكل لا يطاق، فالبعوض يهاجم المصلين في المساجد أثناء صلوات المغرب والعشاء والفجر، وأحيانا أثناء صلوات الظهر والعصر، إلى درجة لا أعرف إذا كان يمكن معها الإتيان بأركان الصلاة، وهو آخر المودعين للمسافرين عبر المطار، وأول المستقبلين للقادمين، والمنتظرون أمام المطار وداخله وكذلك السلطات العاملة به لا يمكن لأي منهم الجلوس، فتراهم يسيرون جيئة وذهابا بسبب البعوض، ولم يعد بإمكان أحد فتح نوافذ سيارته، أو الجلوس على رصيف ولا ممارسة رياضة في الهواء الطلق.
وكلنا نتذكر معدي وضيوف برنامج " أجماعه " بالتلفزيون الوطني، وهم يضربون البعوض بأيديهم يمينا وشمالا خلال البرنامج، بل يضطرون أحيانا لاختتام برنامجهم الأدبي قبل موعده بسبب " قلة أدب " البعوض! أما في البيوت فحدث ولا حرج، فلم يعد بالإمكان تناول العشاء بهناء، ولا السمر بمتعة، ولا المطالعة أو التفرج على التلفزيون أو البحث في الانترنت بتركيز!!
وقد ظلت الجهات الصحية، في تعاملها مع هذه الوضعية، مكتفية بحث الناس على النوم داخل الناموسيات المشبعة، لكن حياة الناس ليست كلها نوم، بل أن النوم لا يأخذ من حياتهم إلا ساعات قليلة، أما الباقي فهو عمل أو سمر أو عبادة أو متابعة تلفزيون.. وبعض الناس تقتضي طبيعة أنشطتهم العمل ليلا. أما من قرر الذهاب إلى فراش النوم فبديهي أنه سيستخدم ناموسية، لا لأنه يخشى حمى الملاريا فقط، بل لأنه لن يذوق النوم بدون ناموسية!
لقد كان البعوض ولا يزال يطرح لنا تحديا صحيا كبيرا، بما يسببه من تسجيل ما يزيد على مئاتي ألف حالة إصابة بالملاريا سنويا، واليوم دخل على الخط مرض آخر تنقله أنواع من البعوض هو حمى الضنك، التي انتشرت بشكل كبير في بعض مقاطعات العاصمة العام الماضي، والتي أطلق عليها البعض حمى أو " يبولا تيارت "، ويقال إنها منتشرة اليوم أيضا في مقاطعات أخرى من العاصمة وفي عرفات بالذات.
هذه الحمى الوباء التي قللت السلطات الصحية آنذاك من شأنها بل تجاهلتها، ففي الوقت الذي كان المصابون بها متكدسون في المركز الصحي بتيارت، لم يكن هناك أي تصريح أو توضيح أو طمأنة أو إرشادات من طرف وزارة الصحة، تناسب وضعية صحية طارئة غير معروفة ولا مألوفة، وتجاهلتها كذلك وسائل الإعلام الرسمية التي لا زالت بها بقية من " جاهلية " التكتم والتعتيم الموروثة عن حقب سابقة، وتُرك الأمر للشائعات ووسائل الإعلام الخصوصية " تتفلسف " فيه وتتناقله على هواها!
حمى الضنك هذه تنقلها، كما قلنا، أنواع من البعوض، ويبدوا أن هذه الأنواع دخلت البلاد وأصبحت مستوطنة، ولا أحد بإمكانه أن يضمن ألا تعلق حشرات بعوض من هذه الأنواع في سيارة أو طائرة متجهة إلى مناطق البلاد الداخلية، لتتكاثر وتستوطن هناك، فيجتاح الفيروس المسبب لهذه الحمى الوباء كافة أرجاء البلاد..
حمى الضنك هذه التي أعتذر هنا لكافة من أصيبوا بها من القراء، إذا كنت سأعيدهم إلى ذكريات لا يتمنون العودة إليها.. فهذه الحمى لا يمكن أن يعبر عن حقيقتها والمعاناة التي تسببها إلا من أصيبوا بها، ولن تخير أحدا بينها وبين حمى الملاريا، إلا وقال لك إنه يفضل شهرا كاملا من حمى الملاريا عن يوم واحد من حمى الضنك! وذلك لشدة وطأتها وقساوة أعراضها، وما يصاحبها من آلام في العظام والعضلات وفقدان شهية وغثيان ووهن لا يفارق المريض بها حتى بعض أشهر من التعافي منها! على العكس من حمى الملاريا، التي رغم خطورتها، إلا أن لها أدوية إذا استخدمتها تجد الراحة على إثرها وتعود لنشاطك من جديد!
فقد كنت من بين المصابين بهذه الحمى العام الماضي، ولم أجد من يصف المعاناة المصاحبة لها سوى إحدى قريباتي أصيبت بها هي الأخرى فجئت أعدها وقلت: كيف حالك؟ قالت: لا بأس الحمد لله، فلرب ضارة نافعة.. فقد كنا نسمع عن سكرات الموت وقد عشناها مع هذه الحمى، ولم نعد بحاجة لمن يصفها لنا..!! فهل بعد هذا كله نكتفي ـ سيدتي الرئيسة، وسيدي وزير الصحة ـ بعملية رش فصلية أو سنوية، ونقول إننا تصدينا للمشكل وقضينا عليه؟!
طبعا، لا سياسية صحية أو اجتماعية إلا ولها ما تتطلبه من موارد وإمكانات، وبالتأكيد فإن لعملية مكافحة البعوض بطريقة فعالة مواردها ومتطلباتها، لكن لنجلس ونحسب ما تتكلفه الدولة سنويا من أعباء أدوية وأسرة وطواقم صحية لعلاج الملاريا، وما يسببه هذا الوباء من وفيات ومن أضرار اقتصادية وشلل لعمليات الانتاج، ونقارن ذلك بتكاليف المكافحة الدائمة والفعالة لحشرات البعوض، وإذا وجدنا أن عمليات المكافحة أكبر تكلفة من أعباء العلاج فليكن، لكن لننظر لعمليات المكافحة من زاوية أخرى بصفتها وقاية، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج كما هو معروف.. وأي سياسة صحية ناجعة هي تلك السياسة التي لا تتم فيها خطوة في اتجاه توفير البنى التحتية الصحية، إلا وكانت الخطوة الموالية لها خطوة وقاية..
دون أن نغفل جانب السياحة الذي نروج له ونعول عليه كمورد اقتصادي، فالقليل من السياح من سيغادر بلده ليعود دون أن يتمتع بسياحته، وفوق ذلك سيعود حاملا لجرثومة أو فيروس مرض خطير! فالدول والمدن المصنفة كدول ومدن موبوءة ليست وجهة سياحية مفضلة للسياحة ولا للاستثمار كذلك، وتتذكرون أن عدة زوار لبلدنا كتبوا عن " الحفاوة " الكبيرة التي يستقبلهم بها البعوض بمجرد خروجهم من بوابات الطائرات..!
لم يعد البعوض إذن حالة طبيعية عادية، بل أصبح يشكل كارثة حقيقية بكل المقاييس وبدون أدنى مبالغة، كارثة تقتضي حالة الاستعجال وحشد الجهود والوسائل والإمكانات، ولأننا نخشى أن يكون ما ستخلص إليه عملية التقييم التي أشرت إليها ـ سيدتي الرئيسة ـ بعد عملية الرش هذه،هو أن العملية حققت أهدافها وأنكم ستكررونها كل سنة أو أشهر، وكأن ظاهرة البعوض ظاهرة عابرة ونادرة تصدينا لها وانتهى الأمر، فإن تقييم هذه العملية جاهز عندنا حتى قبل أن تنتهي المدة المحددة لها، وحتى لو لم نكن نحن المشرفون عليها، فهي عملية حققت نتائج ملحوظة مقارنة بالوضعية التي كانت قائمة، وقد تتفاوت نتائجها من مقاطعة إلى أخرى حسب دقة تنفيذها.
لكن نتيجتها الأكبر والأكثر استدامة لن تكون إلا من خلال تنظيمها بالطريقة التي أشرنا إليها آنفا، أي " الرش العلمي " الذي يتم تنفيذه طبقا لمراحل دورة حياة البعوض، واستخدام المبيدات لكل طور من أطوار نموه لمنع كل طور من الانتقال إلى الطور اللاحق، وتكون هذه العملية تحت المراقبة والتقييم والتعزيز بصورة دائمة، والتأكد من أن الحملات الموسمية لا تجدي في مثل هذه الحالات، فحتى لو كانت لانتشار البعوض على طول السنة ذروة هي أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، فإنه يكون منتشرا وبكثرة أيضا في بقية أشهر السنة.
لا نطمح ولا نتوقع أن تكون مدينة نواكشوط في وضعية " صفر بعوضة " وندرك أننا سنبقى في حاجة دائمة لاستخدام الناموسيات، وما نتحدث عنه هنا هو وضعية متحملة يمكن لسكان المدينة العيش معها، وتسمح بأن تبقى لهم أيديهم يستخدمونها في أنشطة وأعمال أخرى، غير الانشغال بطرد وضرب البعوض يمينا وشمالا بمجرد هبوط الليل كما هي الوضعية حاليا..!
أعطيك سرا ـ سيدتي الرئيسة ـ أو فكرة على الأصح؟ إنك لو ألغيت كل التدخلات الاجتماعية التي تدخل في إطار برامج هيئتك، وركزت على مكافحة البعوض فإن الأمر يستحق وأكثر.. وستحققين أهدافا صحية واجتماعية جبارة وغير مباشرة، أكثر بكثير مما لو جهزت مركزا صحيا بأسرة أو أجهزة أو أدوية، أو وزعت مواد غذائية على فقراء أو معوقين..
وحتى لو لم تنجحي في كافة برامج تدخلك ونجحت في التخفيف من تكاثر وانتشار البعوض لكفاك ذلك، فهو الأمر الوحيد الذي سيعم نفعه الجميع وسيحسه ويشعر به الجميع، فستحسه كل أسرة في بيتها، وسيحسه المصلون ومنتظروا الصلاة في المساجد، والعمال الليليون، والأطباء والممرضون المداومون، ونزلاء المستشفيات ومرافقوهم، وستحسه بائعة الكسكس الجالسة على قارعة الطريق ليلا وإلى جانبها أطفالها الصغار، وسيحسه كل من خرج يتفسح وجلس على رصيف يبحث عن نسيم أو يتأمل أو يستريح.. وسيصبح خلو المدينة من البعوض هو حديث الناس بعد أن كان انتشاره وإزعاجه هو حديثهم والشغل الشاغل لهم، وسيعيشون ولسان حالهم يقول: مع الراحة من " زغاريد " ولدغ البعوض تهون أي منغصات عيش أخرى مهما كانت طبيعتها..
وقد تذكرت هنا ـ سيدتي الرئيسة ـ أنني سمعت مجموعتك الحضرية تروج لخطتها المستقبلية لنظافة المدينة، وأنه ستكون هناك فرق تأخذ القمامة من كل بيت، فهذه الفرق يمكن تكليفها بجانب من عمليات مكافحة البعوض وذلك بتزويدها بمبيدات خاصة بمعالجة دورة مياه كل بيت جاءته لأخذ القمامة، وذلك للقضاء على بيوض ويرقات البعوض في مهدها، لتتولى فرق أخرى رش الشوارع والأشجار والأماكن المهجورة والمستنقعات والمكبات، للقضاء على حشرات البعوض الطائرة، فكلما كانت السيطرة على بيوض ويرقات البعوض أكبر، خفف ذلك من أعباء مكافحة الحشرات الطائرة والعكس، ولكن مع صعوبة ذلك فإن مكافحة كل أطوار دورة حياة الحشرة بصورة متكاملة، وبالطرق المناسبة لمكافحتها تكون هي الأنجع.
فإذا ما قررت ـ سيدتي ـ القيام بهذا العمل الجبار وذو الأثر الكبير في حياة الناس، فأعلمي أنك أخذت بزمام أمر سيعيد أي تهاون أو انقطاع نتائجه إلى الصفر، لأنك تعالجين ظاهرة تتجدد كل أسبوعين.