تكاثر الإعتراض على قرار الهابا المتعلق بحماية شرف الرئيس من إساءة بعض المستهترين الذين لا يقيمون وزنا للإحترام والأخلاق، فما الذي يعترضون عليه؟ أيعترضون على النظام الذي لا يعرفون؟ ألم يملوا من هذه السيبة التي تلطخ حياتهم البائسة بطين الكآبة والوقاحة؟
لقد آن الأوان لأبناء هذا البلد أن يتصرفوا بنضج وتعقل، فحامل مشعل الإصلاح سواء أكان سياسيا أم صحفيا أم غير ذلك عليه أن يكون إيجابيا في نفسه أولا قبل أن يطالب الناس بالإيجابية، نظيف الملابس الداخلية قبل أن يعير الناس بالقذارة! بانيا لما يكتب على أسس دينه العظيم الذي سيُسأل عنه، ولو عشنا من أجل الله عز وجل لأكلنا من فوقنا ومن تحت أرجلنا، فما أجمل التوحيد وما أقبح الضلال..
"الكلبة الهابا تتقدم للمنازلة" عنوان جديد لمقال للكاتب سيدي عالي، والسؤال المطروح: لمنازلة من؟! الكلاب!..
إن هذا الكاتب "سيدي عالي"، وزميله "حنفي"، مميزان، فهما على الأقل لا يملان، ولا يخجلان، ولا أنكر أن لكتاباتهما سلاستها الخاصة، ولكن ما أنكره هو عدم براءتها، والبذاءة التي تفوح منها، فهما يعتقدان جهلا أو تجاهلا أنهما يحسنان صنعا، وما أبعد اعتقادهما! فالكلمات الجارحة المخزية لا يقبلها غير مجروح، تأباها النفوس الأبية، وتركلها الأعين من مطالعة العناوين..
إن ما أخرج به من القراءة لهذين الرجلين، هو أنهما ساخطين أو طامعين! أما الإصلاح، والتطور، والفظمة الديمقراطية التي يتشدقون بها، فلا يقيمون لها وزنا!، والدليل طريقهما المعوج الذي يقودهما إلى هذه المجاري التي يدخلان القارئ لهما فيها عنوة..
وطبعا لديهما صبرا كصبر أيوب، فهما أستاذان في الصبر والمراوغة، لا يكتبان إلا شتم الرئيس كأن الأخير محور الكون عندهما !!..
"الكلبة الهابا"، هذه الجملة مقبولة جدا لأنها تعيير لهيئة لا لبشر، جماد يعني، ولكن مهلا، ها هو ذا يكتب في مقاله: "وتعرفون جيدا أنه ليس من بينهم من لم تكن أحذيته أفضل وأشرف من وجه عبد العزيز" !!.. أترك لكم التعليق..
ثم اتهم الرئيس بأبشع الإتهامات كرعاية المخدرات على سبيل المثال، ومع هذا اعترض على قرار الهابا الذي يمنع أمثاله من الوقوع في أعراض الناس!
بالله عليكم أليس مع هذه المخلوقة التي تسمى الهابا الأخرى حق؟ فمثل هذه الإتهامات الخطيرة مجالها المحاكم لا صفحات المواقع والتشهير بالناس، وهي تجريح يمكن للقانون المعاقبة عليه، والكلام بمثلها في المواقع دليل على انعدام الدليل، فهل الإعتراض عليه خطأ؟!
لست مع الإرهاب الفكري، ولا مع الإعتداء الجسدي على أي كان، ولكني أيضا لست مع كيل الإتهامات جزافا للناس، وخصوصا الرئيس وعائلته!.. إنها مرتبة فهم لن نصل إليها إلا إذا احترمنا أنفسنا، وفهمنا معنى الإعتراض، والأهم من ذلك كله تقديم المبادئ السليمة والأخلاق على كل شيء.. ولا يقل لي أحد: لا تنه عن خلق وتأتي مثله، فالمجال هنا مخاطبة هؤلاء بما يفهمون.. أي مجرد حق الإعتراض بالمثل..
"شرف رئيس الجمهورية" عنوان جديد لأحد مقالات حنفي الثائر في موقعه "تأخري"، ومن قرأ العنوان يعتقد أن كاتبه يهتم بشرف الرئيس!
وكما قال لي احدهم: قد تكون مسألة هذه العداوة كلها مبنية على المصالح، فلا أحقاد، ولا محبة ولا ضدها، ولا يحزنون، الأهم هو تحصيل شيء !..
كتب: "ومتى كان لنا جمهورية أو كان لرئيسنا شرف؟". عجبا له، أين يعيش؟ في المريخ ؟!
وكيف ينكر أن للرئيس شرفا؟! لقد قال أحد المشايخ ناصحا أحد الدواعش: "فكر في حالك قبل عشر سنين، وانظر كيف تغيرت الأحوال في نظرك الآن ، ألا يمكنها أن تتغير بعد عشر سنين أخرى؟ فتعرف أنك كنت على ضلال، بل قد تسخر مما كنت تعتنقه من أفكار"، وكذلك يجب أن يقال للجاهلي حول ما يكتب: أما عرفت بعدُ قلة فائدة مثل هذه الكلمات التي درجت عليها؟ أم أنك مستفيد منها ونحن لا نعلم! لقد كنت أكتب بمثل هذه الحدة ودون حساب، لكن، وكما قال الشيخ، أقف اليوم ساخرا من ذلك الهراء!
ألم يفطن "الجاهلي" بعد للتغيير الكبير الذي يطرأ بالتقدم في العمر أم أنه لم يتعلم شيئا من هذه الحياة؟ (راجع مقالي "الجاهلي والجنرال وفارس الكلمة الخادشة" لتعرف سبب هذه التسمية)..
وكتب مجددا: "هل من الشرف أن تسلط مستشارك اللئيم أحميده ولد أباه على عورات المواطنين"! أليس هذا سبا قادحا في العدالة المفقودة؟ لماذا يتعمد كتابة مثل هذه الكلمات السخيفة؟ أيعتقد أنها تجعله يطفو على السطح؟ أم يخيف الناس بها ؟!..
واختتم مقاله بقوله: "ولكنه زمن انتحرت فيه المعاني السامية فأصبحت الوقاحة شرفا.. صدق الملك الحسن الثاني: إن لقطاع الطريق مفهوما آخرا للشرف"!..
لقد ختم على ظهره بهذه الكلمات، وكشف حقيقته المحتملة، فالوقاحة التي أصبحت شرفا لا أقرب إليها من كتاباته وكتابات الآخر التي يرون فيها نضالا وشرفا، وهي أبعد من ذلك بكثير..
وهم أقرب إلى وصف "قطاع الطرق" بتهديدهم للمواطنين وخصوصا المسئولين منهم بمثل هذه المقالات التافهة، و"ولد أحميدة" المذكور في مقاله هذا، مثال قريب على ذلك، ولا يجب الرضوخ للإبتزاز بأي حال من الأحوال بل يجب مقاومته والتصدي له، وحُق للكلبة الهابا، عفوا أخطأت! أقصد الشريفة الهابا، أن تفخر بقرارها الأخير، وأن تسارع إلى تفعيله، ووضع الأغلال في ألسنة المتنطعين، وتقييد أقلامهم، ولوحات مفاتيحهم بضرورة احترام خصوصيات الآخرين وشرفهم الذي لا يقيمون له وزنا كشرف الرئيس!..
"من أيقظ الهابا؟"، عنوان لمقال آخر اعترض صاحبه على قرار الهابا، وقل من مدح قرارها من العقلاء لإنعدامهم الملحوظ!
والجواب: أيقظتها الوقاحة والتجريح مما يقوم به بعض المحسوبين على القطاع انتهاكا لأعراض الناس، وخصوصا الرئيس! أصبحنا في زمن تجرأ فيه الجرذ على الفيل، وخرج يوما غاضبا، وهتف في وجهه من خارج حوض السباحة: هل أخذت ملابسي الداخلية أيها الفيل الأرعن؟
إن استيقاظ الهابا متأخرة خير لها من عدم الإستيقاظـ أيها النائم، وقد مدحتها من حيث لا تدري لأن الإستيقاظ إيجابية.. أما تشبيهك للواقعة بقصة الكهف التي وردت في القرآن الكريم فلا أصفه بالسخافة لأنه دونها..
"هؤلاء أيضا يسيؤون لشرف رئيس الجمهورية "، تدوينة لمحمد لمين الفاضل، ورغم أن مثل هذه التدوينات محله المواقع الإجتماعية لأنه دون المقال، إلا أن بعض المواقع تغذي به صفحاتها العقيمة، فتدخل إلى الرابط معتقدا أنك ستقرأ شيئا، فإذا بها كليمات فيسبوكبة مكررة! ويا ليتها كانت الأفضل، بل ينشرون لأنفسهم أو لكل ناعق ممن عُرفوا بالصحافة وقلة الحصافة، ولا أقصد محمد لمين، وإذا استمر الحال على هذا ستحل أشباه المقلات هذه محل المقالات !..
هذا الصحفي يتحدث أحيانا إذا أعوزته الحاجة إلى المواضيع من الخيال السياسي لأنه لابد أن يكتب، ما شاء الله، كأني به إذا لم يكتب أو ينزل إلى أرض الواقع برجليه المغبرتين وسيفه القصير – قلمه – أصيب بالإكتئاب! ويختم مقالاته دائما ب "حفظ الله موريتانيا"، كأنه الراعي الرسمي لموريتانيا! ومع هذا الإيمان الظاهر والحمد لله لا يركز على الحديث عن الله ورسوله في مقالاته كما سبق واعترضت عليه !..
فحفظ الله موريتانيا من جهل الصحفيين – لا أقصده - وضياع أعمارهم فيما لا يفيد، فالذين ينشغلون بالرئيس وأسرته ينشغلون بما لا يعنيهم، فهم من أهل السلاطة والفضول، يدعون كذبا ونفاقا السعي إلى تحقيق ما ينفع الناس وإذا قاموا إلى ذلك قاموا كسالى !..
إن تدوينة الأخ أقرب إلى الحق والبساطة والنصح من كل مقالات هذين الغلامين الذين شابا في مثل هذه الكلمات، ففيها على الأقل لا تشم رائحة البغضاء والعداوة الشخصية بينه وبين الرئيس، وإن أزكمت أنفك معارضته..
كتب: "إن السخرية والإساءة التي يتم تغليفها بالتصفيق وبالتطبيل وبالنفاق لهي أخطر أنواع السخرية"..
هذا غير صحيح بالمرة، فمجاملة الرئيس واحترامه وتعظيمه أمام الجهلة والصغار، خير من سبه وشتمه وقذفه والتشهير به وتحديه، فكان أولى به وهو العاقل أن ينتقد تلك التصرفات اللاتقدمية بدل اتقاد ما يفعله العقلاء (وأيضا المنافقون، الله أعلم بالسرائر، وليس كل من مع الرئيس منافقا كما يعتقد بعض الجهلة والأغبياء)، فمن وقف مع الرئيس أو على الأقل احترمه، أهدى سبيلا ممن نعق معترضا على وجوده، وفي جميع الأحوال نحن نحكم بظواهر الأمور ليس لنا غيرها، وما لم يتوفر لديك دليل على الإتهامات التي تكيلها للناس وخصوصا الرئيس، فالأفضل لك أن تصمت ..
"ماريا تكيزا"! .. هل نحن في الفاتكان؟ لا.. هذا عنوان لكاتب في موقع "تأخري"، يبدو أن مقاله موجه إلى الجالية المسيحية الموريتانية الغير موجودة في جدر المحقن!
قال: "بعد ليلة من التهجد والنسك والعبادة قررت السيدة ماريا تكيزا – ولا أعرف هل هذا اسم شيطانة أم لا– أن تهتم بالعمل الخيري!" أتعرفون من يقصد؟ إنه يقصد زوجة الرئيس! ساخرا متضاحكا بمنتهى السفاهة، ذاكرا أن سبب لجوئه إلى الرمزية هو قرار الهابا حماية شرف الرئيس! ويا لها من رمزية سخيفة..
ثم تساءل بغباء: "هل أن عائلة الرئيس أسمى من الآخرين؟ أحاول أن أفهم دون جدوى"..
تأمل في هذه الجملة الغبية التي جوابها: لأنك بطيء الفهم يا ذكي، نعم، هي أسمى، ألا تكفيك كلمة "الرئيس" التي ذكرت فيها على مضض! ألا تدلك على أنها ليست كأسرة التعيس؟ ..
إن الهابا لم تقرر إلا صوابا، فلكل مجال حدوده ونظمه، وليس معنى احتقار الرئيس الوقوع فيه علنا أمام كل من هب ودب من الرعاع!
ثم أتحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، أتستكثرون على هذا الرجل أن يكون رئيسا؟ وعلى هذه السيدة أن تكون صاحبة منظمة خيرية لا تعني آبائكم في شيء؟
"ماريا تكيزا"! هذا أغرب عنوان قرأته في هذا الأسبوع، وقد أضحكني كثيرا..
أخيرا طالعنا ما يسمى ب"المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة"، ببيان يستنكر فيه الحجر على السفهاء، وإذا تأملت في اسم هذا المنتدى تبين تلك أسباب الخلط والإعتراض، فاسمه مبني على متناقضين هما: الديمقراطية والوحدة، لا يجتمعان عندنا ولا عند غيرنا، فالديمقراطية هي أساس الفرقة في عالمنا الثالث، بل وفي العالم الآخر، وستفهمون ذلك عاجلا أم آجلا أيها النصارى الأذكياء، وبسبب الديمقراطية أصدر عقلاء هذا المنتدى هذا البيان الأحمق الذي تكفي قراءته في إظهار عقولهم على طبيعتها المتجردة، هؤلاء الذين ينتظر منهم الناس – كما ينتظرون من المعارضة الغبية - فهما للواقع والدين، واحتراما لأنفسهم وللغير، يؤكدون الإتهامات التي يرمى بها أهل السخافة الرئيس دون بينة! ويطالبونه بتبرئة نفسه من القذف والتشهير بدل الإعانة على تكميم أفواه السفهاء! فهل أصبح كل ناعق في هذا البلد في مرتبة قاض يحكم على الرئيس وأسرته متى شاء؟ أين القضاء، وأين الأدلة الملموسة، وأين الإحترام المتبادل، بل أين الخوف من العقاب؟
وإلى رأي آخر فيما يكتب في هذا المستنقع الآسن من مخالفات، قبل تفعيل قرار الكلبة الهابا.. أخطأت مرة أخرى واقتبست من درر سيدي عالي!..